تاريخ من الخيانة.. كيف دعمت إيران "الإخوان" لتخريب مصر؟
لم يكن الرفض الإيراني لقرار أمريكا في تصنيف جماعة الإخوان "منظمة إرهابية"، نابعًا من حسابات سياسية تلعبها إيران تجاه أمريكا، بل ناتج عن ارتباط وعلاقات مصالح ممتدة ومتجذرة بين الجانبين، بدأت على يد الخميني وحسن البنا واستمرت حتى الآن.
ومنذ أن أعلنت السكرتيرة
الصحفية للبيت الأبيض سارة ساندرز، أن الإدارة الأمريكية تعمل على إدراج جماعة الإخوان
على قائمة التنظيمات الإرهابية، بدأت إيران فى العمل سريعا على دعم الجماعة، خشية أن
تفقد حليفا لها ينفذ مخططاتها في محاولات السيطرة على المنطقة، خاصة بعد أن أدرجت الولايات
المتحدة الأمريكية الحرس الثوري الإيراني ضمن المنظمات الإرهابية.
وقال وزير الخارجية
الإيراني جواد ظريف: "إن الولايات المتحدة ليست في وضع يؤهلها بأن تبدأ في تصنيف
الآخرين كمنظمات إرهابية، ونحن نرفض أي محاولة أمريكية فيما يتعلق بهذا الأمر"،
ذلك ما يؤكد العلاقة بين الجانبين التي تخطت العداء المذهبي وليجتمعا على طاولة المصالح
والأطماع السياسية.
وتوطدت العلاقات
بين إيران والإخوان في مصر عقب وصول الخميني للسلطة، وجرت مقابلات كثيرة بين الطرفين،
بعضها في إيران وبعضها خارجها، وعقب اندلاع ثورة 25 يناير هنأ المرشد الأعلى للثورة
الإيرانية علي خامنئي الإخوان بنجاح الثورة، وألقى خطبة باللغة العربية، مشجعا فيها
على إكمال مسيرة الثورة.
ظهور العلاقة
علانية
وخلال عهد محمد مرسي
العياط، خرجت العلاقات بين إيران والإخوان للعلن وبشكل واضح، وتوالت الزيارات بين الجانبين،
وكان أبرزها زيارة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد لمصر، وزيارته للأزهر وإشارته بعلامة
النصر من هناك.
وعقب ثورة 30 يونيو
من العام 2013 تكشفت علاقات أخرى خفية بين إيران وجماعة الإخوان، وأزيح الستار عن محاولات
جرت تحت الطاولة لتمكين الإخوان من السيطرة على مفاصل الدولة المصرية بمساعدة إيرانية.
وفي 24 يناير من العام 2016 كشف المستشار عزت خميس، رئيس لجنة إدارة أموال الإخوان،
خلال مؤتمر صحفي أن إيران وبموافقة الإخوان حاولت التقارب مع مصر، حيث عثر على مستندات
بمقر جماعة الإخوان تفيد بإنشاء جهاز أمني إخواني غير معلن هويته الحقيقية تابع لرئاسة
الجمهورية وبمساعدة إيرانية.
دراسة
تكشف العلاقة بين الجانبين
ووفقًا لدراسة صادرة
عن المكتب العربي الأوروبي للأبحاث والاستشارات السياسية، بعنوان "إيران والتنظيمات
السنية المتطرفة: الغاية تبرر الوسيلة"، فإن "أواصر العلاقة بين إيران والإخوان
المسلمين تتعدد بجميع فروعها فى البلدان العربية حيث تنتشر هذه الجماعة المتطرفة فى
دول عديدة من العالم، ومن بينها إيران التي للإخوان فيها جماعة ناشطة يترأسها عبد الرحمن
بيراني، وعلاقتها ممتازة بالنظام الإيراني"، مشيرة إلى أنه "بعد عزل محمد
مرسي في مصر سمحت السلطات الإيرانية للإخوان الإيرانيين بالاحتجاج في أحد أشهر ميادين
طهران، رافعين شعار رابعة.
وأضافت الدراسة:
"للإخوان علاقة وطيدة بإيران، ولم تكن ثورة الربيع العربي بمصر إلا إزالة للقناع
حيث أظهر الإخوان حقيقة علاقاتهم بإيران"، موضحة أن "العلاقة بينهما لها
جذور تاريخية تعود لتأسيس هذه الجماعة، حيث تمثلت العروة الوثقى بين الجانبين بما جمع
بين حسن البنا وتقى القمى من الجهة المصرية، وآية الله كاشانى ونواف صفوى وآية الله
الخمينى من الجهة الإيرانية، والأخيرون هم أبطال غزو الشيعة للعالم السني، فقد قامت
بينهم علاقات سرية، لا يعرف عنها الكثيرون شيئا، إلا قيادات الإخوان أنفسهم، وقد اقترب
حسن البنا كثيرا من الشيعة الصفوية بشكل كبير، وهو ما أثار غضب علماء السنة، حتى أن
أقرب المقربين منه اتهموه بخيانة عقيدته مقابل دراهم معدودة".
وذكرت الدراسة أن
"المحطات التاريخية تزدحم بالشواهد التي تؤكد الصلة العضوية بين فكر الملالي وولاية
الفقيه، وفكر الإخوان المسلمين ، وقد تجددت علاقة الإخوان مع إيران فعليا في العام
1979، في أعقاب إعلان دولة إسلامية، تطبق الإسلام وتتخذه دستورا لحكمها، وهو ما كان
ينادى به الإخوان فى دعوتهم لإعادة الحكم الإسلامي للأنظمة السياسية في البلاد العربية
والإسلامية".
وكشفت الدراسة أن
هناك تشابها بين إيران والإخوان في الأساليب الإرهابية، وقالت: "اشتهرت الجماعات
الإرهابية مثل القاعدة وداعش بأسلوب التفجيرات والاغتيالات واستخدام السيارات المفخخة،
وهو أسلوب اتخذته جماعة الإخوان، ومن قبلها إيران، فمنهج التفخيخ والتفجير هو في الأساس
منهج إيراني مارسته طهران عبر ذراعها العسكرية الحرس الثوري فى العراق ولبنان وسوريا
واليمن، ولم تسمع به الدول العربية من قبل، وهو وسيلة لتصفية الخصوم، وإشعال الفتن
والاضطرابات والحروب الأهلية لتفكيك الدول وتقسيمها مذهبيا ومن ثم السيطرة عليها".