في عيد الاستقلال.. الجيش الأمريكي يصفع "ترامب" قبل انتخابات 2020
رفض كبار قادة الجيوش الأمريكية، المشاركة في الاستعراض العسكري الذي تم دعا إليه دونالد ترامب بمناسبة عيد الاستقلال، ووصفوه بأنه "مسيس"، ويأتي ذلك قبل الانتخابات الرئاسية المزمع عقدها في 2020، وقال "البنتاغون"، إن قادة الجيش والبحرية والقوات الجوية وسلاح المارينز تغيبوا عن خطاب "ترامب لأمريكا" بحجة "تضارب في الجدول الزمني".
الاستعراض الأول من نوعه من عهد ترومان
ويعتبر الاستعراض العسكري الأمريكي، الأول من نوعه منذ عهد هاري ترومان في العام 1951، وسط انتقادات بأن ترامب "يستخدم القوات المسلحة كدعائم في حملته لإعادة انتخابه".
ولم يحضر إلا وزير الدفاع بالوكالة مارك إسبر ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال جوزيف دانفورد، وحضرا من دون الأعضاء الكبار في المجلس العسكري الأعلى الأمريكي، الذين ناب عنهم وكلاؤهم.
رغم ذلك.. "ترامب" يشيد بالجيش الأمريكي
وخلال الاحتفال، ألقى "ترامب"، كلمة أمام حشود الحاضرين، مشيدًا بالجيش الأمريكي وحث الشبان على الانضمام إلى القوات المسلحة.
ومن أبرز ما جاء في خطابه: "طيلة 65 عاما لم يتمكن سلاح جو معاد من قتل جندي أمريكي واحد لأن السماوات مملوكة للولايات المتحدة الأمريكية".
وشهد الاحتفال عرضا للدبابات وحلقت خلاله الطائرات الحربية على ارتفاع منخفض.
وعبر "ترامب" -جمهوري- عن إعجابه بالعروض المبهجة التي تعبر عن الفخر الوطني والقوة العسكرية في أمريكا ورفض المخاوف بشأن النفقات والإشارات العسكرية للحدث الذي أقيم أمام نصب لنكولن التذكاري المقام منذ 97 عاما والذي يرمز للوحدة الوطنية.
وقال "ترامب"، من على منصة أمام النصب الشهير، مرددا فكرة يستخدمها في التجمعات الانتخابية، "أمتنا أقوى اليوم من أي وقت مضى، إنها الأقوى الآن".
وأشاد بالجيش وروى قصصا عن كل أفرع القوات المسلحة فيما نفذت طائرات عسكرية طلعات منفصلة خلال الاحتفال.
وتدفق الآلاف من المؤيدين الذين يرتدون قبعات "فلنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى"، إلى جانب معارضين يشككون في تكلفة الاحتفالات، على العاصمة الأمريكية رغم درجات الحرارة المرتفعة واحتمال سقوط أمطار بينما وضع بالون "ترامب الرضيع" بجوار لافتة وصفت ترامب بالخائن، وأحرق محتجون علما أمريكيا أمام البيت الأبيض.
اتهام "ترامب" بالتنظيم لتجمع انتخابي في غير محله
وقبل الاحتفال اتهم الديمقراطيون الرئيس بتنظيم تجمع انتخابي في غير محله، ورغم أن البيت الأبيض قال إن تصريحاته لن تكون سياسية، إلا أن الرئيس لديه تاريخ من الخروج على النص وشن هجمات حزبية حادة حتى في الأحداث غير السياسية.
وعندما سُئل هذا الأسبوع عما إذا كان بإمكانه إلقاء خطاب يمثل جميع الأمريكيين، قال إنه يعتقد أنه يستطيع ثم شن هجوما على سياسات الديمقراطيين بشأن الرعاية الصحية والضرائب.
وحمل أنصار ترامب والمعارضون الأعلام الأمريكية وارتدوا ملابس حمراء وبيضاء وزرقاء.
رأي النقاد في الاستعراض
وفي حين وصف الاستعراض بأنه "عرض للوطنية والفخر في القوات المسلحة"، حيث وعد ترامب المشاهدين بـ "عرض العمر" للاحتفال بيوم الاستقلال، تصدر "ترامب" مشهد ومركز الاحتفال.
غير أن النقاد قالوا إنه من خلال مخاطبة الضيوف المهمين المختارين بعناية والجنود من درجات نصب لنكولن التذكاري فإن ترامب "كان ينتهك التقاليد ويتحدى الطابع اللاسياسي لعطلة وطنية".
ويبدو أن الطقس عاند استعراض ترامب إذ إن الغيوم الكثيفة تراكمت في سماء المدينة، فكان الحضور أقل مما كان يأمل البيت الأبيض.
واغتنم الرئيس الأمريكي الفرصة لمهاجمة عضو الكونجرس الجمهوري جوستين أماش، الذي أعلن في وقت سابق "استقلاله" عن الحزب بسبب قيادة ترامب للحزب، وذهب ترامب إلى حد وصف أماش بأنه "واحد من أغبي الرجال وأكثرهم خيانة في الكونجرس".
وأعربت مجموعات المحاربين القدامى عن قلقهم إزاء استعراض ترامب العسكري، وقال مؤسس مجموعة المحاربين القدامى في العراق وأفغانستان بول ريكوف "هذه ليست كوريا الشمالية، هذه ليست إيران، نحن لا نعرض قواتنا العسكرية في حدث سياسي للغاية".
واتفقت مجموعة الضغط "فويس فيتس"، المعنية بشؤون قدامى المحاربين مع ما ذكره ريكوف وقالت إن ترامب يحول الاحتفال الوطني في ذكرى الرابع من يوليو إلى حدث يتعلق بحملته الانتخابية في العام 2020، مشيرة إلى أنه أكمل الأمر بالقسم الخاص بكبار الشخصيات وهم من أصدقائه ومؤيديه.
والرابع من يوليو عطلة احتفالا بذكرى إعلان مؤسسي الولايات المتحدة الاستقلال عن بريطانيا عام 1779.