الاقتصاد الألماني مهدد بالتباطؤ بعد تنامي المخاطر العالمية

الاقتصاد

بوابة الفجر

أشارت تقديرات خبراء مصارف ألمانية كبرى إلى أن وتيرة الاقتصاد الألماني مهددة بمزيد من التباطؤ بسبب تنامي المخاطر العالمية.

وانتهى استطلاع أجرته وكالة الأنباء الألمانية بين هؤلاء الخبراء إلى أن التوقعات المعتدلة التي تم الإعلان عنها قبل أشهر قليلة لم تعد سارية في الوقت الراهن.

وقال ماركو فاجنر، الخبير الاقتصادي في مصرف كومرتس بنك، إن "الاقتصاد الألماني بشكل عام يسير بثلاث فقط من أربع اسطوانات" (أي بـ 75 في المائة من طاقته).

وأعرب الخبراء عن اعتقادهم بأن تأثير هذه التطورات في سوق العمل لا شك فيه، ولا يتوقع ميشائيل هولشتاين، من مصرف "دي زد بنك"، ارتفاعا قويا في أعداد العاطلين، لكنه يتوقع توقف الاتجاه نحو انخفاض أعدادهم.
وترى كاترينا أوترمول، الخبيرة الاقتصادية في شركة إليانتس للتأمين، أن ارتفاع أعداد العاملين الذين تم تقليص ساعات عملهم وانخفاض عدد الوظائف الشاغرة يشيران بشكل خاص إلى أن آثار التباطؤ الاقتصادي "وصلت إلى سوق العمل ببطء، لكن على نحو مؤكد".

وبحسب تقديرات الخبراء، فإن سوق العمل لا يزال قويا بعض الشيء إذ توقعوا تراجع عدد العاطلين عن العمل في حزيران (يونيو) الجاري بمقدار نحو 30 ألف شخص، ليصلوا إلى نحو 2.2 مليون شخص، غير أنهم يتوقعون أيضا أن يكون التعافي الربيعي الذي يوشك على الانتهاء، أضعف كثيرا ما كان عليه في السنوات الثلاث الماضية.

وكان عدد العاطلين الذين تم تسجيلهم في الفترة نفسها من العام الماضي سجل ارتفاعا بمقدار نحو 70 ألف شخص.

ولا يستبعد الخبراء في حال إجراء تدقيق حديث للبيانات في مكاتب العمل حدوث ارتفاع في أعداد العاطلين في حزيران (يونيو) الجاري، ومن المنتظر أن تعلن الوكالة الاتحادية للعمل الأرقام الرسمية للعاطلين في مطلع تموز (يوليو) المقبل.

إلى ذلك، شددت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على أهمية التعاون العالمي فيما استعرضت آراءها بشأن التجارة قبل قمة مجموعة العشرين لكبرى الدول الصناعية والصاعدة الأسبوع المقبل في اليابان.

وأكدت في مدونة مرئية أمس على أهمية مجموعة العشرين في التصدي لقضايا من بينها التجارة الحرة والرقمنة والتغير المناخي والصحة. وقالت ميركل إن المشكلات العالمية "لا يمكن أن تحل بشكل أحادي"، مشيرة إلى أن التوترات الأمريكية الصينية لها أثر غير مباشر "يتم الشعور به يوميا " في ألمانيا.

وحسبما ذكرت "بلومبيرج"، قالت ميركل، "نعتمد بشدة على ما إذا كانت هناك عناصر حمائية في التجارة، مثلما نراها حاليا".

وعلى صعيد القضايا المناخية، أكدت المستشارة الألمانية التزام حكومتها بهدف حيادية المناخ بحلول عام 2050، مضيفة، "نعم، نحن نضع أنفسنا تحت ضغط، ونعتزم أن نكون محايدين مناخيا بحلول عام 2050".
وذكرت ميركل أنه أمر جيد أن الشباب انتزعوا السياسة من سرعتها الحالية، حتى أصبحت أولوية حماية المناخ أكثر وضوحا الآن، وتابعت، "يتردد الآن كثيرا على لسان الذين يعتقدون أنه لا يزال لدينا بعض الوقت: نعم لدينا فقط 2 في المائة من انبعاثات العالم بأكمله"، مضيفة أنه يتعين الرد على ذلك بـ: "أولا لدينا فقط 1 في المائة من سكان العالم، ثانيا تنتج ألمانيا كدولة صناعية ثاني أكسيد الكربون منذ فترة طويلة، ما يعني أنها تتحمل التزاما خاصا لأن تكون رائدة في حيادية المناخ".