بطريقة برايل.. بطاقات شرح أثرية في متحف جاير آندرسون
في إطار خطة وزارة الآثار لتطوير المتاحف والمناطق الأثرية وخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة، انتهى متحف جاير آندرسون بميدان إبن طولون بالسيدة زينب من إعداد بطاقات الشرح لمختلف قاعات العرض المتحفي باستخدام طريقة برايل.
وقالت إلهام صلاح رئيس قطاع المتاحف، إن استخدام تلك البطاقات يعمل على تنمية التواصل المجتمعي والتنمية المستدامة التي يهدف اليها قطاع المتاحف، حيث سيتم البدء بالعمل بها داخل قاعات المتحف بداءً من الثلاثاء ١٨ يونيو ٢٠١٩، بحضور وفد من المكفوفين بالجمعيات والمؤسسات الأهلية وتحت اشراف القسم التعليمي لذوي الإحتياجات الخاصة بالمتحف.
ومتحف جاير آندرسن يتكون من منزلين أثريين ملاصقين لجامع أحمد بن طولون، وللمتحف مدخل خاص من زيادة المسجد الأمامية الغربية.
والمنزل الأول من إنشاء المعلم عبد القادر الحداد سنة 1540م (947 هجري) وهو المعروف باسم بيت آمنة بنت سالم ونسب إليها البيت حيث إنها آخر من امتلكته والتي يظن أنها من أسرة أصحاب المنزل الثاني.
بناه أحد أعيان القاهرة وهو محمد بن الحاج سالم بن جلمام سنة 1631م وتعاقبت الأسر الثرية على سكنه حتى سكنتة سيدة من جزيرة كريت فعرف منذ ذلك الحين ببيت الكريتلية.
وهما يرجعان إلى العصر العثماني خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر، وقامت لجنة حفظ الآثار العربية بترميم المنزلين وربطهما بقنطرة سباط.
وقد ساءت حالة البيتين على مر السنين وكاد أن يتم هدمهما أثناء مشروع التوسع حول جامع أحمد ابن طولون في ثلاثينيات القرن الماضي (1930-1935م).
قامت لجنة حفظ الأثار العربية بترميم وإصلاح البيتين ليصبحا من أبدع الأمثلة القائمة علي طراز العمارة في العصر العثماني.
في عام 1935م تقدم الميجور جاير أندرسون الذي كان من الضباط الإنجليز في مصر بطلب إلى لجنة حفظ الآثار العربية بأن يسكن في البيتين وأن يقوم بتأثيثهما على الطراز الإسلامي العربي ويعرض فيهما مجموعتة الأثرية من مقتنيات أثرية إسلامية وحتى فرعونية وأسياوية على أن يصبح هذا الأثاث ومجموعتة من الآثار ملكًا للشعب المصري بعد وفاتة أو حين يغادر مصر نهائياً فوفقت اللجنة.
وبالفعل لم يدخر جهداً في تنظيم البيتين ولم يبخل بإنفاق المال على شراء الأثاث والتحف من البيوت الأثرية ومن أسواق العاديات في مصر وغيرها من القطع الفنية التي تنتمي للعصور الإسلامية.
منها صناعات عربية, ومن الصين, وفارس, والقوقاز, ومن آسيا الصغرى والشرق الاقصي, وهذا علوة على بعض التحف من أوروبا.
وما أن توفي أندرسون حتي نفذت الوصية وآل البيتين وما فيهما إلى مصلحة الآثار العربية التي جعلت منها متحفاً باسم جاير أندرسون.