الخلافات مع أردوغان كلمة السر.. دمى "الإخوان" على كف عفريت.. وخبير يكشف موعد طردهم من أنقرة
حالة من الجدال خلقها الإعلامي الهارب (بوق الإخوان) معتز مطر، هذه الأيام بعد اختفائه الغامض عن برنامجه لمدة تزيد عن أسبوع، قد عرض الإعلامى محمد الباز، أبرز ما تم تداوله مؤخرًا عن الاختفاء الغامض للإخواني الهارب معتز مطر لمدة تزيد على أسبوع، وكان أبرزها الأخبار التى تناولت مقتله؛ نتيجة تعرضه لحادث سيارة فى إسطنبول.
كانت أغلب تعليقات رواد التواصل الاجتماعى تمنت تأكيد مقتل الإرهابى الهارب معتز مطر، فمنهم من قال "يارب يكون الخبر حقيقى"، ومنهم من بادر ببعض الاستنتاجات الأخرى حول هروبه أو أنه تم اعتقاله على يد أيمن نور أم دخل مصحة نفسية وهرب من خلالها لمكان غير معلوم.
مصير مجهول
عاد مطر للظهور على التليفزيون، أمس الاثنين لتقديم برنامج" مع معتز"، على قناة الشرق لينفي الشكوك، قد فتح غياب مطر مجموعة من الأسئلة عن مصير إعلام الإخوان الذي تدعمه تركيا حاليًا، في ظل أزمات تمر بها تركيا، والتي تجعلها تتخلى عن الإخوان لعبور أزماتها مع الولايات المتحدة .
يبقي مصير إعلاميو الإخوان العاملون في قناة الشرق ومكملين وهم معتز مطر ومحمد ناصر وحمزة زوبع وهشام عبد الحميد ومحمد شومان مجهولاً، وخاصة مع وجود احتمالات لتصاعد الخلاف بين تركيا والإخوان وهو ما يجعلهم عرضة للترحيل من الآراضي التركية إلى الإراضي المصريين مثل محمد عبد الحفيظ لينالوا جزاء الخيانة.
كما يوجد صراع بين العاملين بقناة الشرق الإخوانية التي تعمل بتركيا وأيمن نور على خلفية تاخر صرف مستحقاتهم المالية و بالإضافة إلي قلة مرتبهم برغم من الدعم الضخم الذي تقدمه قطر والذي يذهب إلى كبار أعضاء الجماعة
بداية الخلاف
جاءت واقعة ترحيل الإرهابى المصرى، محمد عبدالحفيظ حسين، من تركيا، المحكوم عليه في قضية اغتيال النائب العام هشام بركات، بالإعدام، لتجدد الخلافات بين أفراد جماعة الإخوان الهاربين فى تركيا، إذ تسببت هذه الواقعة تحديدًا فى ظهور شهادات تدين قيادات جماعة الإخوان وتتهمهم بالتقصير والتخلي عن أعضائها.
ففى تدوينة للإعلامي في قناة "الشرق" الإخوانية، طارق قاسم، عبر حسابه الشخصى على "فيس بوك" قال: "إن أعدادًا خرافية بحسب تعبيره، من الهاربين المصريين في إسطنبول، يتهيؤون الآن لمغادرة تركيا بعدما تيقنوا من حقيقة قياداتهم، وأنهم علقوا حياتهم ومستقبلهم على رهان خاسر أسمه الإخوان".
دعم مشروط
تقوم العلاقة بين الإخوان وتركيا على البرجماتية، التى تحكمها المصالح حيث أن دعمها للإسلاميين سواء فى مصر أو سوريا أو أى مكان آخر مشروط؛ بالرغم من التأكيد التركى المستمر على دعم أنقرة المطلق للجماعة، وعليه فإن تركيا ستحول وجهتها بعيدًا عن الإخوان إذ ما استشعرت بغياب المنفعة من وراءهم.
ويدعم ذلك بالتالى الفرضية التى تقول إن موقف تركيا الداعم للجماعة ربما يتأثر بتلك الخلافات التى هدمت صفوف الفارين من مصر، وتصاعدت حتى ظهرت على السطح، وباتت جدواهم كورقة ضغط فى اللعبة السياسية محل شك لدى أنقرة.
فشل متكرر
ضاق الرئيس التركى أردوغان، ذرعاً بجماعة الإخوان لفشلها المتكرر في مصر وعجزها عن القيام بأي عمل مؤثر على امتداد 6 سنوات من وجود الجماعة فى تركيا، وأن جماعة الإخوان أصبحت عبئاً على تركيا فى ظروفها الاقتصادية الصعبة الراهنة.
يتعرض الاقتصاد التركي لضغوط أمريكية غير مسبوقة أدت إلى أن تفقد الليرة التركية أكثر من 30% من قيمتها وإفلاس آلاف الشركات التجارية والصناعية الكبرى لأن من بين أسباب التوتر التركي الأمريكي احتضان الرئيس التركي أردوغان لجماعة الإخوان.
الجماعة وتركيا
شنت الأخونية آيات العرابي في ديسمبر 2018، هجوماً ضد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وسياسته في سوريا، ووصفت "عرابي" عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" أردوغان بـ"القاتل"، مشيرة إلى أن "جماعة الإخوان تصفق لحماقات اردوغان وتبرر له الأخطاء الجسيمة التى يرتكبها فى حق الإنسانية".
واتهمت عرابي، أردوغان بأنه "تسبب في قتل الآلاف من المواطنين داخل تركيا وسوريا، كما أنه يتعامل مع الغرب ضد الدول العربية"، موضحة أن الإخوان وأنصار الرئيس التركي "يريدون إلغاء العقول والتظاهر بالبلاهة عندما يرتكب اردوغان جرائم ضد الإنسانية".
كما شنت "عرابي" هجوما أخر في أكتوبر 2018 حينما هاجمت العرابي رئيس تركيا" أردوغان"، واتهمته بإخفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي، للتغطية على الانتهاكات التركية في معركة إدلب.
الاختيارات المرة
يواجه اوردغان اختيارات صعبة بسبب اصراره علي شراء ونشر منظومة «إس400» الروسية، هو مايجعل أمريكا تفرض عقوبات اقتصادية وتجارية على تركيا.
تؤدي هذه العقوبات إلى مزيد من التدهور الاقتصادي وهروب الاستثمارات من الداخل التركي ، بالاضافة إلي مشاعر الشعب التركي الذي يعبر عن غضبه واستيائه من سياسات أردوغان وحزبه وتحالفه مع قطر بسبب سياساتها التخريبية ودعمها للإرهاب، وتنظيم الإخوان الذي شهد سقوطاً في الشرق والغرب.
عقوبات محتملة
من جانبه قال الدكتور جهاد عودة أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان، إن أمريكا تحاول أن تكون الدولة الأقوى في العالم (الهيمنة الأمريكية) لذلك تعترض على صفقة السلاح التركية الروسية (منظومة دفاع صاروخي روسية)، وأمهلت أمريكا تركيا مهلة حتي بحلول 31 يوليو لإلغاء الصفقة.
وأضاف عودة في تصريحات خاصة لـ"لفجر"، أن تركيا ترغب في تحقيق القوى وعمل توازن في منطقة الشرق الأوسط، من المحتمل أن ترفض تركيا مهلة أمريكا وتتمم الصفقة وخاصة أنها شريك أساسي في صناعة هذا الدفاع، موضحًا أن ذلك سيهدد بتوقيع عقوبات اقتصادية وسياسية علي تركيا شبيه بعقوبات إيران.
وأكد عودة، أن العقوبات الأمريكية وقتئذ لم يرفعها ترحيل الإخوان لأن وجودهم لا يؤثر علي مصالح أمريكا في المنطقة، بالتالي فإن أمريكا تبحث عن الهيمنة، لكن من المتوقع أن يتاثر الاقتصاد بالعقوبات بالرغم من مستوى المعيشة المرتفع، مضيفًا أن العلاقة بين تركيا والاخوان ستنتهي فورا غياب حزب العدالة وتنمية عن ساحة الحكم.