بعد عامين من المقاطعة.. خسائر بالجملة و"كبر" قطري لحماية عرش تميم
تدخل أزمة قطر والمقاطعة العربية لها عامها الثالث، في وقت لا تزال المواقف القطرية تتعارض مع الصف العربي وتصر على دعم الإرهاب، وهو ما دفعت النظام القطري للارتماء فى أحضان كل من تركيا وإيران، في محاولة لحماية عرش تميم بن حمد، والذي يقلل من توقعات التوصل إلى حل لإنهاء المقاطعة العربية وإعادة قطر إلى صف الوحدة العربية.
ورغم إصرار قطر على نفي أي تأثير للمقاطعة
على اقتصادها، الإ أن تصريحات سفيرها لدى روسيا، في يناير2019، تكذب هذه الادعاءات.
خسائر الخطوط الجوية القطرية
أقر السفير القطري لدى روسيا، فهد بن محمد العطية، بـ"معاناة الدوحة"
من جراء مقاطعة كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر لقطر، قائلا: "لازلنا
نعاني من الكثير من الضرر" نتيجة المقاطعة، مضيفا "نحن الآن نتأقلم مع الواقع
الجديد، من أجل تخفيف الأثر".
وأضاف، الخسائر التي تكبدتها الخطوط الجوية القطرية على مدار أكثر من عام ونصف
العام من المقاطعة، من جراء الحظر الجوي للدول الداعية لمكافحة الإرهاب، على الطائرات
القطرية التي تدخل أجواء الدول الأربع، وأن تكلفة رحلات طيران الخطوط القطرية ارتفعت
بشكل كبير منذ المقاطعة، إذ أصبحت الطائرات تتبع مسارات أطول لتجنب أجواء دول المقاطعة،
الأمر الذي كبدها خسائر فادحة، حيث خسرت الخطوط الجوية القطرية الكثير من زبائنها على
مدار عام ونصف العام من المقاطعة، فقد أجبرت على إلغاء العديد من رحلاتها، كما غيرت
الكثير من مسارات رحلاتها، كما أظهر تقرير قطري حكومي تراجع فائض تجارة قطر 14.8 بالمئة
في نوفمبر الماضي.
أزمة استضافة مباريات المونديال
وتعمقت أزمة قطر مع دخول العام الجديد بإعلان رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم
جاني إنفانتينو، بحث إمكانية أن تساعد دول خليجية في استضافة بعض مباريات مونديال
2022، وتحدثت تقارير عدة عن تستر الدوحة على الانتهاكات بحق العمال الذين يعملون في
منشآت مونديال 2022، في حين مات كثير منهم من جراء ظروف العمل القاسية.
تراجع تصنيف قطر السيادي
وآخر ما أضيف إلى سجل الخسارات التي تكبدتها قطر من جراء المقاطعة، تراجع تصنيف
صندوق قطر السيادي، حيث أفادت التقارير المتخصصة في تتبع أرقام الصناديق السيادية أن
جهاز قطر للاستثمار غادر مربع الكبار.
تأثر القطاع العقاري
وفي ظل ما تشهده قطر من خسائر اقتصادية عديدة، انخفضت أسعار الإيجارات في القطاع
العقاري بنحو 20% في السنوات الثلاث الأخيرة، لأسباب من بينها فائض المعروض المرتبط
بفورة نشاط البناء قبل بطولة كأس العالم لكرة القدم 2020 التي تستضيفها قطر.
فيما تأثر القطاع بصفة عامة نتيجة المقاطعة الدبلوماسية والتجارية التي فرضتها
مصر والسعودية والإمارات والبحرين على قطر في 2017، حيث تسبب النزاع الذي طال أمده
في صعوبة جذب مشترين أجانب محتملين إلى العقارات السكنية أو التجارية.
أظهرت تقارير رسمية ذات مصداقية عالية مدى الخراب الذي حاق بالاقتصاد القطري
وفضحت تقارير أصدرتها مراكز دراسات محاولة تنظيم الحمدين إخفاء الانهيار الذي تعانيه
الدوحة مع اقتراب عزلتها من إنهاء عامه الأول، حيث أكد مركز المزماة أن قطر على وشك
انهيار اقتصادي ومالي، ومعاناة أكثر.
ومن الجدير بالذكر، أنه أعلنت الدول الأربع مقاطعتها للدوحة في يونيو 2017،
بسبب دعمها للجماعات الإرهابية وتمويل التنظيمات المتطرفة، بالإضافة إلى استضافة شخصيات
متشددة، الأمر الذي أدى إلى زعزعة الاستقرار بدول عدة في المنطقة.
