ردود أفعال محللي الخليج على قمة مكة
تحتضن مكة المكرمة، القمة العربية الاستثنائية بدعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وذلك للوقوف أمام التحديات التي تمرُّ بها المنطقة، وتداعياتها على الأمن والسلم الإقليمي والدولي.
وفى هذا السياق، يؤكد الكاتب والمحلل السياسي خالد الزعتر أن دعوة خادم الحرمين
الشريفين الملك سلمان لعقد قمة عربية وخليجية طارئة في مكة المكرمة تعكس حرص السعودية
على أهمية التنسيق والتعاون العربي، فعندما ننظر إلى حجم التأييد والترحيب العربي بالدعوة
السعودية لعقد قمة عربية طارئة نجده يعكس الحاجة العربية إلى هذه القمة، وبخاصة في
ظل ما تشهده المنطقة من حالة تصعيد وتهديدات إيرانية مستمرة.
وأضاف، هذه القمة الطارئة التي تُعقد في وقت في غاية الأهمية بالنظر إلى ما
تشهده المنطقة من حالة تهديدات إيرانية، وحشد عسكري أمريكي، تأتي لكي تضع الأمة العربية
أمام التزاماتها وواجباتها ومسؤولياتها تجاه التهديدات الإيرانية، فليست المملكة العربية
السعودية هي المستهدفة فقط، بل الأمة العربية بأكملها هي المستهدفة من هذه السياسات
الإيرانية ومشاريعها الفوضوية، ولذلك فإن هذه القمة العربية الطارئة جاءت في هذا التوقيت
المهم.
وتابع، هذه القمة تعد مرحلة مهمة في العمل العربي المشترك، وتتطلب النهوض بالعمل
العربي المشترك؛ لكي يكون مواكبًا للمرحلة وتطوراتها ومتغيراتها، التي تتطلب تشديد
التضييق على النظام الإيراني، وليس فقط الخروج بموقف سياسي عربي موحد، وإنما أيضًا
وجود تحرك عربي موحد إذا ما استمر النظام الإيراني في السعي إلى الإمام بالاستمرارية
في تهديده وعبثه عبر أذرعه ووكلائه لأمن واستقرار المنطقة، وتهديد الملاحة البحرية.
وقال "الزعتر": هذه القمة وما تخرج به من موقف سياسي عربي موحد ستشكل
ضغطًا على المجتمع الدولي للوقوف في وجه التهديدات الإيرانية للملاحة البحرية، وأيضًا
للاقتصاد العالمي، كما شاهدناه من محاولات تخريبية لسفن نفطية في خليج عُمان، وأيضًا
محاولة استهداف محطتَي ضخ وسط السعودية؛ ولذلك فإن الموقف العربي سيكون ضاغطًا على
المجتمع الدولي، وبخاصة على الدول الأوروبية، ودفعها لمراجعة سياساتها تجاه إيران،
وتشديد الضغط السياسي على إيران.
وختم "الزعتر": في تقديري، إن الخروج بموقف سياسي عربي سيكون له أهمية
كبيرة، ليست فقط في مواجهة إيران وأذرعتها على الأرض، أو الضغط السياسي على المجتمع
الدولي، وإنما في حال ما ذهبت الأمور إلى مفاوضات أمريكية إيرانية فإن هذه القمة العربية
وما ستخرج به من موقف سياسي عربي موحد سيكون من شأنها إحداث ضغط على الإدارة الأمريكية
لضمان أن لا تكون مخرجات هذه المفاوضات كما كانت في عهد الرئيس باراك أوباما، التي
ركزت فقط على الملف النووي، وتجاهلت الأطماع التوسعية والمشاريع الفوضوية الإيرانية
في المنطقة العربية؛ وهو جعل إيران تسعى إلى استغلال هذا التجاهل الأمريكي، وغض الطرف
عن العبث الإيراني في المنطقة لتوظيف الاتفاق النووي، والانفراجة في وضعه الاقتصادي
بعد رفع العقوبات الدولية في صالح دعم مخططاته التوسعية والفوضوية.
وقال الرئيس الإقليمي للمركز البريطاني لدراسات وأبحاث الشرق الأوسط أمجد طه،
إن قمم مكة المكرمة قمم تمحيص وكشف من معنا ومن ضدنا، قائلا في تغريدة عبر صفحته الخاصة على موقع التدوينات
القصيرة "تويتر"، "من موقفه مجرد صوت دون فعل..من سيقف معنا في المعارك
للدفاع عن بلاد الحرمين الشريفين ضد نظام إيران الذي دعم الحوثي لإستهداف الكعبة المشرفة
بالصواريخ".
وأوضح: "قمة عربية وخليجية وإسلامية.. سنعرف منها ..من منهم ينتمي بالإسم
فقط".
كما تحدث الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، يوسف العثيمين، عن القمة الإسلامية
في مكة المكرمة، قائلا : "إن المملكة مهوى أفئدة المسلمين والمنظمة حظيت بمكانة
كبيرة في السعودية منذ مؤسسها الملك فيصل"، مضيفا أن القمة الإسلامية تعقد في
وقت مهم، والملفات التى تناقشها القمة ساخنة.
وبدأت مدينة مكة المكرمة الاستعداد للقمة العربية الخليجية التي دعا لها الملك
سلمان بن عبدالغزيز آل سعود بشكل طارئ لبحث العديد من القضايا الإقليمية.
وشهدت شوارع مكة المُكرمة وضع لافتات الترحيب بالقادة العرب المشاركين بالقمة،
والتي انتشرت على مسافة تمتد لـ5 كيلو و200 متر.
وتأتي القمة الإسلامية في الـ31 من مايو بدورتها الاعتيادية الرابعة عشرة تحت
شعار: قمة مكة..يدا بيد نحو المستقبل.
وعلى طاولة هذه القمة ملفات عدة أبرزها: تطورات الوضع في فلسطين وحماية الشعب الفلسطيني وحقوقه.. والتدخلات الإيرانية في شؤون دول المنطقة بالإضافة للتطورات في سوريا وليبيا واليمن وأزمة مسلمي الروهينغا في ميانمار.