دعاء عائشة "أم المؤمنين" في ليلة القدر

الفجر الطبي

بوابة الفجر


تعتبر الحكمة من إخفاء يوم ليلة القدر لكي يجتهد الصائم في طلبها في العشر الأواخر من رمضان، أملًا في أن توافقه هذه الليلة؛ فينال من الثواب والمغفرة الخير الجزيل، وعن دعاء عائشة "ام المؤمنين" في ليلة القدر ما يلي:

قالت عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، يا رسول الله، أرأيت إن وافقت ليلة القدر بم أدعو؟ قال: "تقولين: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني" (مسند أحمد).

كما يستحب طلب ليلة القدر في جميع ليالي رمضان، وفي العشر الأواخر، وفي ليالي الوتر منه؛ حسبما قال النبي (صلى الله عليه وسلم): "تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان" (رواه البخاري).

واختلف أهل العلم في موعد هذه الليالي، فروي أنها ليلة إحدى وعشرين، وروى أيضا أنها ليلة ثلاث وعشرين، وليلة أربع وعشرين، وليلة خمس وعشرين، وليلة سبع وعشرين، وليلة تسع وعشرين، وآخر ليلة، فقد وردت في كل هذه الليالي روايات، وجمع بعض أهل العلم بين هذه الروايات بأنها تنتقل في ليالي العشر.

وقال الإمام الشافعي رضي الله عنه: "كان هذا عندي -والله أعلم- أن النبي صلى الله عليه واله وسلم كان يجيب على نحو ما يسأل"، فعلى هذا كانت في بعض السنين ليلة إحدى وعشرين، وفي بعضها ليلة ثلاث وعشرين، وفي بعضها ليلة سبع وعشرين، وقد ترى علامتها في غير هذه الليالي.

وقال بعض أهل العلم: "أبهم الله تعالى ليلة القدر على الأمة؛ ليجتهدوا في طلبها، ويجدوا في العبادة في الشهر كله طمعا في إدراكها، كما أخفى ساعة الإجابة في يوم الجمعة؛ ليكثروا من الدعاء في اليوم كله، وأخفى اسمه الأعظم في الأسماء، ورضاه في الطاعات؛ ليجتهدوا في جمعها، وأخفى الأجل وقيام الساعة، ليجد الناس في العمل، حذرا منهما".

وقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه" (رواه البخاري).

كما نبه النبي (صلى الله عليه وسلم) على عظم خسارة من لم يغتنم فضل هذه الليلة، فقال: «إن هذا الشهر قد حضركم، وفيه ليلة خير من ألف شهر، من حرمها فقد حرم الخير كله، ولا يحرم خيرها إلا محروم» (سنن ابن ماجه).