مسلسل الاعتداءات "عرض مستمر".. 3 انتهاكات ضد الصحفيين خلال شهر (تقرير)
استمرارًا لمسلسل الاعتداءات المتكررة على الصحفيين خلال
تأدية عملهم، تعرض عدد من الزملاء خلال الشهر الجاري، لوقائع اعتداء صارخة، في
حلقة جديدة من حلقات انتهاك حقوق الصحفيين التي كفلها الدستور والقانون.
خلال شهر إبريل فقط، تعرض الصحفيون لثلاث حالات اعتداء خلال تأدية عملهم، ليست هي
الأولى من نوعها، ولكن ارتفعت وتيرة الاعتداء عليهم مؤخرًا، وذلك بالمخالفة لقانون
تنظيم الصحافة والإعلام والمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام 180 لسنة 2018، والذي أقره
الرئيس السيسي في ديسمبر الماضي.
تجاهل ومنع.. محافظ المنوفية يعتدي
على حق الصحفيين في التغطية
وفي سابقة ليست الأولى من نوعها، اعتدى محافظ المنوفية
على حق الزملاء المراسلين بالمحافظة في التغطية، وقام بمنعهم من دخول الديوان
العام، بالإضافة إلى تجاهلهم بشكل ملحوظ، وعدم دعوتهم للمؤتمرات والجولات العامة.
وتقدم الزملاء بمذكرة رسمية للنقابة، اليوم الخميس؛ احتجاجًا
على منع المحافظ لهم من التغطية ودخول مبنى المحافظة، مؤكدين أن المحافظ يتعمد تجاهلهم
وعدم دعوتهم لأي مؤتمرات أو زيارات الوزراء، وآخرها زيارة وزير الري أول أمس،
مطالبين باتخاذ ما يلزم وتصعيد الأمر إلى رئيس الوزراء، وإصدار تعليمات إلى جميع الصحف
والمواقع الإلكترونية بعدم نشر اسم أو صورة محافظ المنوفية.
وكان أصدر الزملاء الصحفيين والمراسلين لكل الصحف والمواقع
الإخبارية بمحافظة المنوفية، اليوم، بيانًا، جددوا فيه استنكارهم الشديد للوقائع المتكررة
من محافظ المنوفية، مؤكدين أنها تجسد إصراره على تجاهلهم، وعدم دعوتهم في زيارات الوزراء
والمؤتمرات العامة، وكان آخرها زيارة وزير الري أول أمس.
وقال الزملاء في بيانهم، إن المحافظ قام بإعطاء تعليمات بمنع
الصحفيين من دخول ديوان عام المحافظة والإعلاميين بشكل عام، مما يتجسد في أكثر من واقعة،
أولها كان مع الزميلتين إسراء قنديل (الأهرام)، وأمل سمير (البوابة نيوز)، في آخر أيام
الاستفتاء على التعديلات الدستورية، وآخرها مع الزميل حمادة يوسف (المحرر بموقع الوسيلة
نيوز)، والذين تم منعهم من دخول ديوان عام المحافظة.
واستنكر الزملاء في بيانهم ذلك، مؤكدين أنهم يقفون جميعًا
صفًا واحدًا ضد هذه الوقائع، ونظرًا لتكرار هذا التجاهل، تم عقد اجتماع حضره عدد من
الزملاء في الصحف والمواقع الإلكترونية المختلفة، وأسفر عن عدة قرارات أبرزها:
"مطالبة مجلس النقابة باتخاذ ما يلزم وتصعيد الأمر إلى رئيس الوزراء، وإصدار تعليمات
إلى جميع الصحف والمواقع الإلكترونية بعدم نشر اسم أو صورة محافظ المنوفية، أن يتقدم
المحافظ باعتذار رسمي للنقابة عما حدث من وقائع وتجاهل للصحفيين تعوق مهام عملهم، باعتبار
نقابة الصحفيين هي المظلة الشرعية للدفاع عن الصحفيين وكرامتهم، إلغاء أية تعليمات
بمنع دخول الصحفيين الديوان العام للمحافظة، وأن يدخل جميع الصحفيين من الباب الرئيسي
للديوان العام".
وتضامن أعضاء مجلس النقابة برئاسة ضياء رشوان، مع الزملاء المراسلين والصحفيين
بالمحافظة، مؤكدين أن النقابة ستتخذ الإجراءات القانونية ضد المحافظ، لحصول الزملاء
على كافة حقوقهم، وستقوم بمخاطبة مجلس الوزراء، لاتخاذ الإجراءات اللازمة حيال الأمر.
ضرب مبرح وسرقة هاتفه المحمول.. اعتداء
لاعبي الزمالك على مصور صحفي
وجاءت واقعة محافظة
المنوفية بعد ساعات قليلة من واقعة أخرى، اعتدى فيها لاعبي نادي الزمالك، على
المصور الصحفي عبدالرحمن جمال بجريدة المصري اليوم، أول أمس الثلاثاء، خلال مباراة
الزمالك وبيراميدز، وقاموا بسرقة هاتفه المحمول.
وأصدرت نقابة الصحفيين،
بيانًا قالت فيه إن الوسط الصحفي والإعلامي، تلقى بمزيج من الصدمة والاستياء وفي مقدمته
مجلس نقابة الصحفيين، أنباء الاعتداء الغاشم الذي تعرض له الزميل المصور الصحفي بجريدة
المصري اليوم، عبدالرحمن جمال، من إثنين من لاعبي فريق نادي الزمالك وطبيبه وأحد إدارييه
وأحد عامليه، والذي وقع مساء أمس الثلاثاء، أثناء تأديته لعمله في تغطية مباراة فريقي
الزمالك وبيراميدز والأحداث التي تلتها.
وأضافت أن نقيب الصحفيين
ضياء رشوان ومجلس النقابة، تابعوا على مدار الساعة حالة الزميل عبدالرحمن جمال منذ
الاعتداء عليه، وتعرضه لإصابات عديدة، وسرقة هاتفه المحمول الذي كان يستخدمه في القيام
بعمله كمصور صحفي، مرورًا بقيامه بتحرير محضر وتقديم بلاغ بقسم شرطة مدينة نصر أول
فجر أمس، ثم إحالة البلاغ لنيابة مدينة نصر؛ حيث حضر الزميل ومعه محامي النقابة وبعض
من أعضاء مجلس النقابة وبمتابعة متواصلة من النقيب.
وأعلن مجلس النقابة عن:
1- الإدانة الكاملة لواقعة
الاعتداء على الزميل عبدالرحمن، والإصرار على مواصلة كل الإجراءات القانونية، الجنائية
والمدنية، حتى يتم توقيع الجزاء القانوني المستحق على المعتدين ورد الاعتبار للزميل
المعتدى عليه.
2- إلزام كل الإصدارات
والمواقع الصحفية المصرية بعدم نشر أسماء وصور أي من المعتدين على الزميل المصور الصحفي،
إلا في حالة ملاحقتهم أو اتهامهم قضائيًا، وهم: "محمود عبدالرحيم جنش حارس مرمى فريق الزمالك، محمد عبدالغني اللاعب بفريق الزمالك، محمد عيد طبيب فريق الزمالك، أحمد زاهر الإداري بفريق الزمالك، مصطفى ميلا عامل الملابس بفريق الزمالك".
وأكد المجلس أنه سيتم اتخاذ
الإجراءات النقابية المنصوص عليها في قانون النقابة ولائحتها ضد أي عضو بالجمعية العمومية
ينتهك قرار المجلس.
3- دعوة الزملاء في نقابة
الإعلاميين للانضمام للقرار السابق بمنع نشر أسماء وصور المعتدين في كل وسائل الإعلام
المرئية والمسموعة المصرية، تضامنًا مع نقابة الصحفيين والزميل المُعتدى عليه.
4- دعوة الصحفيين من الأعضاء
بنادي الزمالك إلى الامتناع عن دخول النادي، حتى تتم معاقبة المعتدين على زميلهم ورد
الاعتبار إليه.
5- دعوة مجلس إدارة اتحاد
كرة القدم لاتخاذ إجراءات رادعة ضد كل من تورط في الاعتداء على الزميل المصور الصحفي
ومحاسبتهم، بما يضمن عدم تكرار هذا المشهد المسيء للرياضة المصرية، خاصة ونحن على أبواب
استضافة مصر لبطولة كأس الأمم الأفريقية التي سيتابعها مئات الملايين حول العالم، وسيغطيها
آلاف الصحفيين والإعلاميين من مختلف دول العالم.
6- دعوة اللجنة الأوليمبية المصرية لاتخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على صورة الرياضة المصرية، والتي تتضرر كثيرًا من مثل هذه الأفعال المشينة غير المسؤولة التي لا تعبر عن مكانة مصر وريادتها.
اعتداء
أمن جامعة القاهرة على المصورين خلال حفل الفنان محمد حماقي
واستمرارًا لحلقات مسلسل الانتهاك
المستمر من أمن جامعة القاهرة على الزملاء الصحفيين والمصورين، اعتدى أمن الجامعة
على الزملاء: "أشرف العمدة من صدى البلد، محمد عبدالرحمن من فيتو"، خلال
حفل للفنان محمد حماقي بحرم الجامعة، يوم 16 إبريل الجاري.
كما عمل أمن الجامعة خلال الحفل، على منع الزملاء المصورين ببوابة الفجر:
"أحمد علي، علي فهيم"، والتضييق عليهم، بالإضافة إلى منعهم من التصوير
وطردهم، وذلك دون مبرر واضح.
عقوبة
الاعتداء على صحفي خلال تأدية مهام عمله
ونصت المادة 100 من قانون
تنظيم الصحافة والإعلام والمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام 180 لسنة 2018 على: "مع
عدم الإخلال بأي عقوبة أشد يُعاقب بالحبس وبغرامة لا تقل عن عشرة آلاف جنيه ولا تزيد
على عشرين ألف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل من تعدى على صحفي أو إعلامي أثناء
أو بسبب عمله".
وتُعد هذه العقوبة أحد ضمانات حماية الصحفي خلال تأدية عمله، والعمل في بيئة آمنة
تحفظ حقوقه المهنية والأخلاقية.