المناضلة إنجي أفلاطون.. ما لا تعرفه عن الفنانة المصرية الذي يحتفل بها "جوجل"
في ذكرى ميلاد إنجي أفلاطون الفنانة ولبمناضلة ورئدة الحركة الفنية التشيكلية في مصر والعالم العربي، يحتفل اليوم الثلاثاء محرك بحث جوجل بالذكرى الـ112 لميلاد أنجي أفلاطون، واليوم سنقدم لكم أبرز تأثير فن أنجي أفلاطون في مقاومة الاحتلا المصري.
ولدت أنجي أفلاطون 16 أبريل عام 1924 في حد القصور في القاهرة، من دون أن تذكر اسم القصر أو المكان الذي ولدت فيه، وهي من أسرة أرستقراطية، ومن أبرز أعمالها، تزيين رسمة لأفلاطون ورسوم فنية تشكيلية خلفها صدر صفحة البحث جوجل.
كما تلقت إنجي تعليمها في مدرسة الليسية الفرنسية حيث حصلت على شهادة البكالوريا. وفي بداية الأربعينيات، كانت من أوائل الطالبات اللاتي التحقن بكلية الفنون الجميلة في جامعة القاهرة.
بدأت إنجي طريق الإبداع الفني قبل أن تدرس فن الرسم دراسة أكاديمية، إذ استقدم لها والدها معلما حين لمس شغفها بالرسم، لكنها رفضت الأسلوب الإملائي في الفن، فعاد والدها وألحقها باستوديو "جاتروس امبير" بالقاهرة، الذي أصبح بمثابة أكاديمية خاصة عام 1941، لكنها تركته بعد شهر واحد، بحثا عن الحرية في التعبير.
التقت إنجي بأحد الفنانين الذين أثروا في الحركة الفنية آنذاك وهو كامل التلمساني، والذي شجعها على ممارسة الفن والقراءة عن تاريخ الفنون وفلسفة الجمال، وعرَّفها بفنون التراث واتجاهات الفن الحديث، من خلال المراجع والصور، وكان ذلك من عام 1942 حتى 1945.
اتخذت إنجي من السريالية منهجا للتعبير عن نفسها فنيا، فصورت كل ما خطر ببالها بطريقة روائية، ويظهر ذلك في لوحات "الوحش الطائر" 1941، و"الحديقة السوداء" 1942، و"انتقام شجرة" 1943، وفي نفس الوقت تقريبا بدأت إنجي مشوارها الفني مع جماعة "الفن والحرية"، التي ضمت بين أعضائها محمود سعيد، وفؤاد كامل، ورمسيس يونان، وغيرهم.
في عام 1951 قدمت معرضها الخاص الأول، الذي غلب عليه الطابع الواقعي الاجتماعي، سواء في اللوحات التي عبرت فيها عن هيمنة الرجل على المرأة، أو اللوحات التي صورت الكفاح المسلح للمصريين ضد قوات الاحتلال البريطاني.
بالرغم من نشأتها الأرستقراطية، إلا أنها تبنت الفكر الماركسي اليساري، والتحقت بإحدى المنظمات الشيوعية وهي في العشرين من عمرها، لكنها سجنت خلال الحقبة الناصرية لأكثر من 4 سنوات.
وقد استلهمت إنجي لوحاتها من واقع الطبقة المصرية الكادحة، مثل الفلاحين والحرفيين والعمال، وركزت على النساء في كفاحهن اليومي. وحملت أدوات الرسم وتجولت بها في قرى ونجوع مصر، تلاحق رغبتها الملحة في الرسم، والتعبير عن رؤيتها لحياة الريف والفلاحين.
عملت إنجي معلمة رسم بمدارس الليسية الفرنسية حتى عام 1948، ثم صحفية حتى عام 1952، ثم مصورة، ثم حصلت على منحة تفرغ من وزارة الثقافة المصرية عام 1965 .
وقد صدر لها كتاب بعنوان "80 مليون امرأة معنا" في عام 1947، وآخر بعنوان "نحن النساء المصريات" في عام 1949، وثالث بعنوان "السلام والجلاء" في عام 1951.
وأقامت الفنانة نحو 25 معرضا خاصا، في داخل مصر وخارجها. وكان أول معرض لها في القاهرة عام 1951، ثم معرض في روما عام 1967، ومعارض أخرى في مدن موسكو، وبرلين الشرقية عام 1970.
كما أنها أقامت معرضا فنيا في نيودلهي عام 1979، وفي الكويت عام 1981، وقد أقيم معرض لإحياء ذكراها بعد رحليها، في أتيليه القاهرة عام 1989.
وشاركت في عدة معارض جماعية دولية، منها بينالي ساوباولو عام 1953، وبينالي فينسيا عام 1952، وعام 1968. كما شاركت مع عدد من الفنانين المصريين في معرض ألاباما، بالويات المتحدة عام 1988.
وقد حازت إنجي أفلاطون على جوائز عديدة، من أبرزها جائزتان من صالون القاهرة عامى 1956 ، 1957 . والجائزة الأولى في مسابقة المناظر الطبيعية عام 1959.
كما حازت على جوائز دولية أبرزها وسام "فارس للفنون والآداب" من وزارة الثقافة الفرنسية عام 1985، 1986.
وتوفيت الفنانة الراحلة في أبريل عام 1989 عن عمر يناهز 75 عاما.