بعد دعمها للحوثيين.. قطر تدعو لحظر السلاح على الجيش الليبي
في الوقت الذي تخوض قوات الجيش الوطني الليبي معارك عنيفة ضد الميلشيات والجماعات الإرهابية في طرابلس، خرج وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن ليدعو إلى حظر أسلحة يشمل تلك القوات التي يقودها المشير خليفة حفتر.
وقالت صحيفة لا ريبوبليكا الإيطالية إن وزير الخارجية القطري دعا إلى فرض حظر فعال للسلاح على قائد الجيش الوطني الليبي وانسحاب قواته من المناطق التي سيطرت عليها في الآونة الأخيرة.
وبينما تواجه قطر وتركيا اتهامات من الجيش الوطني الليبي بدعم الميليشيات بالسلاح والأموال منذ الإطاحة بالزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، تناقض الدوحة نفسها عندما يطالب وزير خارجيتها بوقف التسليح الذي لا تزال دولته وأنقرة تقومان به في ليبيا منذ سنوات رغم قرار الحظر الذي أصدره مجلس الأمن.
واللافت أن تصريحات المسؤول القطري تأتي في خضم العملية العسكرية التي يقودها الجيش الوطني الليبي ضد ميليشيات طرابلس والجماعات الإرهابية لبسط الشرعية، في حين التزمت الدوحة الصمت عندما بسطت تلك الجماعات المسلحة سيطرتها على العاصمة الليبية.
وفي منتصف يونيو 2018، عثر الجيش الليبي على أسلحة تحمل شعار الجيش القطري، داخل منزل زعيم تنظيم القاعدة في مدينة درنة، بعد تحريرها من الجماعات الإرهابية المسلحة.
وأفادت مصادر عسكرية ليبية حينها أن الأسلحة التي تم العثور عليها مشابهة تماما لأخرى عثر عليها الجيش الوطني الليبي سابقا، في مدينة بنغازي بعد القضاء على تنظيم داعش المتشدد هناك.
أما تركيا، فقد امتدت يدها أكثر من مرة داخل العمق الليبي، عبر الاستمرار في تزويد الميليشيات المتشددة بالأسلحة والذخائر، كان آخرها ضبط باخرة تركية محملة بالأسلحة في ميناء مصراتة غربي البلاد في يناير الماضي.
ووصف الكاتب والباحث السياسي الليبي، عبد الحكيم معتوق، تصريحات الوزير القطري بأنها "مستفزة"، مشيرا إلى أن قطر "ليست دولة جارة لليبيا، ولا هي دولة كبرى"، متسائلا عن جدوى هذه التصريحات في هذه المرحلة الحساسة التي تمر فيها ليبيا.
وأوضح معتوق في تصريح لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن "قطر تدخلت ولا تزال تتدخل في ليبيا منذ 2011، وقد ثبت هذا بالدليل القاطع عبر اعترافات مسؤولين قطريين من بينهم، حمد بن جاسم"، وزير خارجية قطر السابق.
وقال الكاتب والباحث السياسي الليبي إن "سياسيات قطر قائمة على اللعب على التناقضات، فبينما تريد تثبيت سيطرة الميليشيات التي تمولها وتدعمها في الغرب (طرابلس)، لم نسمع لها صوت حين كان الجيش الوطني الليبي يقاتل داعش والقاعدة في الشرق بنغازي".
وختم معتوق بالقول إن "قطر مستفيدة من الفوضى، بل تريد تصديرها إلى كل من تونس ومصر ودول أخرى"، مستبعدا في الوقت ذاته أن يتسنى للدوحة تحقيق هذا الهدف.
ولا تزال تركيا وقطر تشكلان فكي كماشة في محاولة للعبث بأمن ليبيا من خلال دعم الميليشيات الإرهابية بالسلاح، وهو ما دفع الجيش الوطني الليبي إلى تحذير أنقرة والدوحة في مناسبات عدة من تداعيات ردع محتملة وخيارات محاسبة عدة.