"أريد الدفاع عن وطني المظلوم".. معرض"ثورة 19" يوثق أول شهيد بالثورة "مصطفى ماهر" (فيديو)
جلس مرة إلى أبيه، فقال له"بم تكفافئني يا أبي إذا أخذت البكالوريا؟"، فأجابه والده في شئ من الفرح: "اشتري لك ساعة وسلسلة من الذهب لا يقل ثمنها عن عشرة جنيهات"، فنظر الأبن إلى الأب نظرة من خاب أمله وصاح في وجهه"كلا، أريدك أن تعدني بأن تدخلني مدرسة الحقوق".
فقال الأب "لماذا يا بني؟"، فقال مصطفى: "أني أريد أن أكون محاميًا كي أدافع عن وطني المظلوم".
هكذا وثق معرض "ثورة 19 في مائة عام، رؤية جديدة، حقائق منسية، أحداث لم تنشر" الذي يقيمه متحف الفنون الجميلة بالإسكندرية أمنيات أول شهيد في الثورة الطالب في الثالثة الثانوية بمدرسة السعيدية ذات الستة عشر عامًا"مصطفى ماهر أمين" قبل أن يلقى الشهادة في مارس 1919.
معرض"ثورة 19" الذي يوثق مراحل ثورة الزعيم سعد زغلول حرص على إحياء سيرة استشهاد الطالب"مصطفى ماهر أمين" كأول شهداء الثورة بمقالة الكاتب"طاهر الطناحي" الذي وصف بمشاعره واقعة الاستشهاد.
ففي مارس من تلك السنة سار"مصطفى ماهر" في جموع حاشدة من الطلبة، ينادون ويهتفون بحياة مصر واستقلالها، وقد تزعمهم مصطفى ومشى في مقدمتهم هاتفًا باستقلال مصر، فإذا رصاصة من ضابط إنجليزي صوبت نحو رئتيه، فألهته هذه الموجة عن الشعور بهذه الإصابة، واستمر ساعياً مناديًا بين الجموع، ولكن النزيف قد خارت قواه فاستسلم للضعف وانطرح على الأرض، هو يتمتم"لتحى مصر، لتحى مصر".
وأشارت المقالة التوثيقية إلى أنه حمل إلى المستشفى العباسي، حتى قضى ليلة، ثم غلبه النزيف من رئتيه، ولم تمض ساعات معدودة حتى فارق ذلك المحامي المنشود الحياة.
الدكتور إسلام عاصم رئيس جمعية التراث والفنون التقليدية ومنظم المعرض قال لـ "الفجر" إن ذلك المعرض قد اعتمد على الوثائق والكتب التي طرحت في تلك الفترة، دون أي اجتهاد من منظمي المعرض.
وأشار إلى أن المعرض قد عرض وثائق أصلية من الصحف المصرية التي تناولت تلك الأحداث والتي كتبت منذ مئة عام، وتحدث أن المعرض يضم أنفوجراف يوصل أكبر قدر من المعلومات، والتي ارتكزت على السيرة الذاتية لسعد زغلول منذ ولادته إلى رئيس وزراء، الأحداث الهامة التي تعرض لها مثل محاولة اغتياله، توثيق أحداث الثورة واستقبال سعد وصفية زغلول، وأول شهيد في الثورة وخريطة أول عشرة ايام في الثورة، جمعية الكاريكاتير أهدت الصور المؤيدة والمعارضة لسعد زغلول.