من توت عنخ آمون إلى ابن طولون.. 5 حيوانات تقود إلى اكتشافات أثرية هامة
قال علي أبودشيش الخبير الأثري والباحث في مجال علم المصريات، إن الصدفة دائما ما تلعب دور كبير في مجال الكشوفات الأثرية، ولأن الآثار تخلد اسم من يكتشفها على مر الزمن فيسعى علماء الآثار دومًا إلى التنقيب عن المقابر الأثرية المصرية القديمة، إلا أنه رغم جهدهم المبذول تظل الصدفة والحيوانات صاحبة دور كبير وهام في هذه الاكتشافات.
حمار وراء الكشف عن مقبرة الملك توت عنخ آمون
وقال أبو دشيش، إنه فى 4 نوفمبر من عام 1922 كان كارتر، على موعد مع أهم كشف أثري في القرن العشرين، وهو الكشف عن مقبرة الملك الذهبي توت عنخ أمون، سليمة لم تمس، وهذا الكشف يرجع إلى حمار الصبي حسين عبد الرسول، وهو من العائلة التي كشفت عن خبيئة الدير البحري، الذي كان يحمل عليه جرار الماء للعمال وفي ذلك اليوم دخل الحمار إلى الوادي حاملًا المياه ووراؤه الصبي يمشي، وابتعد الحمار عن المكان الذي يعمل فيه العمال بعيدًا عن الأتربة، وتوقف في مكان ظليل، وبينما يحاول الصبي حسين عبد الرسول تمهيد الأرض لوضع جرار الماء يعثر على أول درجات السلم التي قادت هاورد كارتر إلى الكشف عن مقبرة توت عنخ آمون.
حمار ثان وارء كشف مقابر كوم الشقافة الأثرية
وأشار أبو دشيش، إلى أن أحد أهم الاكتشافات الأثرية التي سجلتها ذاكرة التاريخ هي مقابر كوم الشقافة، المكتشفة في 28 سبتمبر عام 1900م، ويرجع سبب اكتشافها إلي "حمار" مملوك لرجل يدعى السيد منصور، حيث انهارت الأرض تحت الحمار وثقل ما يحمله، كاشفًا عن فتحة كانت هي الفتحة الرئيسية للمقبرة والتي دفنها الأجداد على عمق 12 مترآ، تحت سطح الأرض، وبالطبع كان سقوط حمار السيد منصور هو السبب في كشف يعتبر هو الأعظم بتلك الفترة حيث أن مجمع مقابر كوم الشقافة من أبرز المعالم الأثرية السكندرية.
حمار ثالث وراء اكتشاف مقبرة منتوحتب الثاني
وأضاف أبو دشيش، أنه في عام 1900م أيضًا تعرقل حصان هوارد كارتر مكتشف مقبرة توت عنخ آمون في حفرة، وحين نزل كارتر من على حصانه وجد درج سلم يؤدي لمقبرة، فبدأ الحفر واكتشف مقبرة "منتحتب الثاني"، ووجد بداخلها التمثال الشهير الموجود حاليًا بالمتحف المصري في ميدان التحرير، حيث كان التمثال ملفوفا بالكتان وعند إزالة الكتان وجد أن التمثال ملون باللون الأسود وكأنه مومياء وليس تمثالًا من الحجر الرملي الأحمر يمثل الفرعون جالسًا؛ ملتحفًا برداء الاحتفالات المعروف برداء (الحب سد).
حمار رابع وراء الكشف عن وادي المومياوات الذهبية ومقابر العمال
وقال إنه في صيف عام 1997؛ كان الشيخ عبد الموجود حارس معبد "الإسكندر الأكبر" يجهز للعودة إلى منزله بعد انتهاء عمله، ولاحظ أن حماره ويجري مذعورًا بالقرب من مكان بعينه، وعندما ذهب ليستطلع الأمر وجد أن قدم الحمار قد سقطت في حفرة بالأرض، وعندما نظر داخلها وجد وجوها من الذهب تنظر إليه مبتسمة، وكانت تلك هي بداية الكشف عن وادي المومياوات الذهبية بالواحات البحرية.
حصان وراء الكشف عن مقابر عمال الأهرامات
وأشار أبو دشيش إلى أنه فى منطقة أهرامات الجيزة تعثرت قدم حصان تستقله سائحة لتكون هذه هي بداية الكشف عن مقابر العمال بناة الأهرامات، وليست كل اكتشافات الحمير والجمال والماعز قاصرة على الآثار المصرية القديمة.
كنز ذهبي اكتشفه حصان ابن طولون
وعن هذا يقول أبو دشيش، هناك قصة أحمد بن طولون، مؤسس الدولة الطولونية في مصر وعاصمتها القطائع بالقرب من مدينة الفسطاط.. حيث يقال إن جواده تعثر في حفرة بصحراء المماليك وجد بها كنزًا من الذهب؛ استعمله ابن طولون في بناء الجامع الذي يعرف إلى اليوم باسمه، ومئذنته الملوية الشهيرة.