إيمان كمال تكتب: منع شيرين من الغناء "باطل"
شيرين ليست زعيمة أو بطلة سياسية، ولا تندرج تحت بند الفنانين المعارضين، فعلى العكس تعلن دائما فخرها وحبها لمصر.
الشهرة والثراء والموهبة لم يغيروا من شيرين شيئا، فلا تملك التمييز بين ما يجب أن يقال وحتى اختيار المكان والزمان المناسب للقفشات والهزار، لتقع فريسة المشاكل دائما.. آخرها جملتها فى حفلها بالبحرين «أيوه كده أقدر أتكلم براحتى عشان لو اتكلمت فى مصر يحبسونى».
صدقت شيرين فيما قالته..صدقت لأن ما قصدته حتى وإن كانت لا تعنيه يتحقق دائما مع كل كلمة تنطق بها، فتنفتح النيران ضدها وتبدأ الدعاوى القضائية من مهاويس الشهرة، صدقت لأنها تتحدث عن تجربتها الشخصية وما تتعرض له دائما، فما قالته لا علاقة له بالسياسة من الأساس، صدقت لان رد الفعل يؤكد أن ما قالته.. حقيقى.
وهو ما يؤكده رد فعل نقابة المهن الموسيقية التى من دورها حماية أعضائها، قامت بإيقاف شيرين عن الغناء بشكل فورى حتى قبل أن تخضع لأى تحقيق، وتم تبرير الموقف فى بيان بتلقى النقابة الكثير من الشكاوى من مصر وخارجها.
فبأى حق قرر هانى شاكر نقيب المهن الموسيقية أن يحرمنا من صوت شيرين؟.. بأى حق قرر أن يسحق واحدة من أهم مطربات مصر فى الوقت الحالى؟.. من أعطاه الحق أن يعاقب شيرين لكلمة عابرة لم تقصد بها الإساءة لمصر؟.. من أوهمه بأن أمننا القومى سيتأثر بكلمة على سبيل المزاح لشيرين أو أى شخص آخر؟.. كيف لمؤسسة أن تتخذ قرارا بتدمير أحد أعضائها دون التحقيق معه..أو الاستماع لوجهة نظره؟
إعدام شيرين وقتل موهبتها وتدمير تاريخها الفنى ليس الحل، الحل هو أن نترك لها المساحة للتنفس والتعبير والصواب والخطأ كالبشر.
وبقدر ما أصابت شيرين - وإن كان ما يعنينى هو فنها وأغانيها فقط - بقدر ما تضر نفسها وتأذينا معها، لأننا فى كل مرة نقف عاجزين أمام هذا الكم من اصطياد الأخطاء لها، لا نستطيع تبرير ما قالته ولا يمكننا الترحيب والسكوت أمام ذبح موهبتها.
بكت شيرين وندمت مثل كل موقف تمر به.. لكن متى تتعلم شيرين بأن لا تسمح لأحد أن يتصيد لها الخطأ؟.. متى تدرك أن العفوية ليست لصالحها دائما؟.. وأن الشهرة تتطلب منها أن تفرق بين الجد والنكتة فى الحفلات العامة التى تضم الآلاف؟ فى ظل وجود من يتربصون بها ويحاولون النيل منها ولا يدركون أن قيمتها وموهبتها أكبر بكثير من الدعاوى الكيدية ومن محاولات تدميرها، عسى أن يصنعوا بطولات وهمية لم تحققها أعمالهم خلال عشرات السنوات فى حين تمكنت شيرين بصوتها وإحساسها أن تعيد للأغنية المصرية بريقها.