"التليدي": مغادرة أمير قطر للقمة العربية يؤكد تبعيته لتركيا وإيران
قال المحلل السياسي
والكاتب السعودي يحيى التليدي، إن حضور قطر الجغرافي والديموغرافي لا يؤهلها إلا
لأعمال السمسرة الإرهابية إن جاز التعبير، مشيرا إلى أن عصابة الدوحة تبقى في كل
الأحوال تابعة لطهران وأنقرة حتى وإن توافرت لها الأموال، غير أن القرار السيادي
لا تملكه.
وأشار
"التليدي" في تصريحات صحافية، إلى أن أمير قطر لم يحتمل الحقيقة المطلقة
التي ذكرها الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، التي أكد فيها أن
التدخلات الخارجية من تركيا وإيران فاقمت أزمات العرب، ثم أرسل لاحقًا برقية شكر
للرئيس التونسي على حفاوة الاستقبال.
وتابع: "ما
حدث من أمير قطر يعني أن مغادرته القمة ليست بسبب ظرف طارئ، وإنما تأتي اعتراضًا
على ما قيل بحق تركيا وإيران وزعزعتهما استقرار المنطقة العربية".
وأوضح
"التليدي" أن الجميع يعلم أن قطر أصبحت مصرفًا مجانيًّا لكل دول المنطقة
المعادية للدول والشعوب العربية، خاصة تركيا وإيران، بعد أن فرض عليها النظام
الإيراني مساعدته مرغمة في مواجهة العقوبات الأمريكية القاسية.
وأشار الكاتب إلى
أن تركيا في أزمتها الاقتصادية أجبرت الدوحة على الدفع لها مقابل حمايتها، وكذلك
انتهاج أنقرة مواقف سياسية معادية لدول الخليج وللدول العربية، وعلى حساب قطر
وخزانتها وأموال شعبها.
"التليدي" أضاف
أن الأمر لم يقتصر على سيطرتهم على الخزانة القطرية، بل تجاوزها للتبعية السياسية
المطلقة لطهران وأنقرة؛ ولذلك فإن حضور تميم القمة العربية ليس إلا ممثلا لهما،
ومدافعًا عن سياسات تركيا وإيران.
وتابع
"بالتأكيد إن التوجيهات الصادرة له بالانسحاب فورًا حال وُجّهت لهم انتقادات،
وهو ما حدث بالفعل، وغادر مندوب ثلاثي الشر القمة العربية".
يذكر أن تميم العار
لم يستطع تحمل كلمة الأمين العام لجامعة الدول العربية، التي عرى فيها جرائم نظام
الحمدين، وتعاونه مع تركيا وإيران من أجل تحقيق أطماعهما في السيطرة على مقدرات
الدول العربية، ليغادر مهرولا نحو طائرته عائدا إلى دويلته الصغيرة المعزولة.
ويبدو أن مغادرة
تميم العار للقمة العربية، يأتي كشبه اعتراض وانسحاب، بعد أن طرح الأمين العام
للجامعة العربية أن احتلال وتدخلات إيران وتركيا في العالم العربي، فاقمت من
الأزمات في المنطقة.
وربما أدرك الذليل
أنه لا معنى لحضوره كون القمة تؤكد على ترسيخ التضامن العربي، بينما سياسته تعمل
على زعزعة أمن واستقرار الدول العربية بعد ارتمائها في أحضان الغرباء، ليقرر
المغادرة سريعا عائدا إلى إمارته المعزولة، وكيف لا يهرب الوضيع وهو يشاهد العرب
مجتمعون على إدانة أسياده في إيران وتركيا وإسرائيل.
وكان الأمين العام
للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، استهل كلمته بكيل المديح على المملكة السعودية في
تعاملها مع الأزمات التي شهدتها المنطقة العربية خلال العام المنصرم.
كما أشار أبو الغيط
إلى معاناة الشعوب العربية في مناطق كثيرة من الإرهاب، موضحا أن "الأمن
القومي العربي تعرض لأشرس التحديات في التاريخ المعاصر"، ومنها التدخلات
الخارجية وخاصة من جانب تركيا وإيران.
وذكر أن
"تدخلات تركيا وإيران فاقمت وأطالت الأزمات في العالم العربي"، مشيرا
إلى أنه "لا غالب في الحروب الأهلية التي تجتاح بعض الدول العربية، كما أن
الأمن القومي العربي وحدة غير قابلة للتجزئة".
وشدد على أنه
"لا مجال لأن يكون لقوى إقليمية جيوب في داخل بعض دولنا تسميها مثلا مناطق
آمنة.. ومن غير المقبول أن تتدخل قوى إقليمية في شئوننا الداخلية بدعم فصيل أو آخر
تحت غطاء طائفي لا يكاد يخفي ما وراءه من أطماع امبراطورية في الهيمنة والسيطرة".