الأم المثالية في أسيوط: لقب الأم المثالية بالمحافظة كان مفاجأة لي وكنت أعتبر نفسي زي أي أم مصرية تعبت وربت أولادها
لم أكن أحلم بلقب الأم المثالية وكنت أرى نفسي مثل أي أم مصرية تحملت قسوة الحياة من أجل تربية أبنائها الذين يمثلون شريان الحياة بالنسبة لها، فهما قدمت لأبني وبنتي لا أعتبر هذا فضلًا مني، واعتبره واجب وفرض نحو أولادي.
ترددت في التقدم لمسابقة الأم المثالية لكن زملائي أقنعوني بذلك، وكان أقصى طموحاتي هو الحصول على لقب الأم المثالية على مستوى الإدارة بمركز القوصية ولقب الأولى على محافظة أسيوط كان مفاجأة لي" وشعرت أنني أديت رسالتي كاملة نحو أولادي.
بهذه الكلمات التي تختلط فيها المفاجأة بالفرحة بدأت آمال يعقوب كامل حنا، 50 سنة، مدرسة انجليزى بمدرسة أبوبكر الصديق الإعدادية بنات بمدينة القوصية حديثها لـ "الفجر".
وقالت الأم المثالية عن محافظة اسيوط تزوجت من فيليب رياض، مأمور ضرائب من مدينة القوصية أيضا وكان الإبن الأصغر لوالديه والأقرب لهما بسبب طيبته وحبه الشديد لهما، لكن القدر لم يمهلنا أن ننعم بحياة سعيدة، فقد رحل زوجي بعد أقل من 4 سنوات من زواجنا مروا كأنهم حلم بسبب طيبته وحبه لنا، وترك لي طفلينا" ديانا " 3 سنوات و" ديفيد رضيع عمره 4 أشهر ولم ارى بعدها الا رعاية طفلي والتفرغ لهما بجوار عملي، رفضت إعطاء دروس خصوصية رغم أرباحها ورفضت الزواج من أي شخص آخر قررت أن أهب حياتي لأبنائي.
وتابعت، ديانا حصلت على بكالوريوس تجارة إنجليزى وتعمل محاسبة ببنك مصر وديفيد طالب بالفرقة الخامسة كلية الطب البشري حاليا، ورغم مرور نحو 23 سنة على رحيل زوجي لكني مازلت أتذكر يوم وفاته وكأنه توفى بالأمس، فكان أكبر صدمة لي، وقد زاد من ألم الفراق أني لم أكن موجودة بالبيت يوم وفاته، فقد دفن قبل وصولي لعدم وجود وسيلة اتصال يخبروني خلالها.
وأضافت في حزن يوم الحادث كنت في تدريب خاص بعملي في مديرية التربية والتعليم وكان زوجي سوف يأتي لي للذهاب معي لأحد الاطباء لانني كنت اعاني من الم في الكلى، حيث أجريت جراحة بالكُلى وكنت أنتظر إجراء عملية أخرى وكنت سأجري أشعة في هذا اليوم وانتظرته عدة ساعات ولم يحضر ولم استطيع التواصل معه تليفونيا وعندما فقدت الأمل أن يأتي ذهبت لخالي طبيب لأسأله عنه وما أن وجدته انهارت دموعه وحاولت معرفة ماذا حدث فأخبرني أ زوجي كان قادما لي ولكنه تعرض لحادث سيارة بسيط وتم نقله لمستشفى القوصية لتلقى العلاج فذهبت معهم وظنت أنها مجرد إصابة عادية أو مجرد كسر وفور عودتى وجدت خالي وشقيقي يذهبان بي للمنزل ويصرخان وعندها ووجدت المنزل وقد امتلأ بالنساء بملابسهن السوداء وكان في الخامسة مساء،وعلمت أنه توفي وأنهم انتظروا مجيء عدة ساعات لإلقاء نظرة الوداع عليه ولم يستطيعوا الوصول لى لعدم وجود هواتف محمولة وقتها وعندما تأخرت قاموا بالصلاة عليه في الكنيسة ودفنه وأنا مازلت في مدينة أسيوط وهو ما ضاعف من حجم الصدمة التي لازالت أتذكرها ووجدت ديفيد ملقى على الأرض وديانة مازالت في الحضانة، وأصبت بحالة إغماءة وأنا غير مصدقة لما حدث.
وقالت الأم المثالية كان والدّي زوجي يعاوناني لعدة سنوات ولكنها لحقا بزوجي بعد وقت قليل حزنا عليه، لم يكن أحد بجانبي، وكل أشقائي خارج مصر فتذكرت كلمات زوجي لي ومبدأه وهو أننا لابد أن نكيف ظروفنا على قدر دخلنا وربنا بيبارك في القليل، وقررت أن اكون لابنائي الأم والأب حتى لا يشعرا بفقدان والدهما، ورفضت اعطاء دروس خصوصية حتى افرغ وقتي لابنائي، ورغم محدودية الدخل فإن راتبي كان يكفينى ولم أفكر يوما في طلب مساعدة من أحد.
والحمد لله نجحت في الوصول بهما إلى بر الأمان حيث تخرجت ابنتي "ديانا" من كلية التجارة إنجليزي والآن تعمل في بنك مصر وتم خطبتها، وديفيد في الفرقة الخامسة بكلية الطب البشري.