20 صورة من فعاليات تدريب الأثريين في مجمع الأديان
استقبلت منطقة مجمع الأديان في مصر القديمة، عدد من الأثريين في البرنامج التدريبي الذي تنظمه إدارة التدريب والنشر العلمي بوزارة الآثار، بالتنسيق مع مدير عام آثار منطقة مصر القديمة، للسادة الأثريين.
وبدأت جولة الأثريين بزيارة للمتحف القبطي، حيث قامت هدير بلال أمينة بالمتحف القبطي، باصطحاب الأثريين في جولة داخل المتحف وتم التعرف علي تاريخ المنطقة الأثرية بشكل عام حيث يقع المتحف القبطي في منطقة غاية الأهمية من الناحية التاريخية فهو يقع داخل أسوار حصن بابليون الشهير الذي يعتبر من أشهر وأضخم الآثار الرومانية الباقية في مصر.
وقالت بلال غن المتحف من أكبر المتاحف فى العالم لآثار مصر من المرحلة القبطية، ويضم مجموعة من أروع نماذج الفن القبطي، حيث تم التعرف علي السمات الفنية المميزة للفنون القبطية وأهم القطع الفنية المميزة الموجودة بالمتحف، ويضم المتحف العديد من الأقسام منها قسم الأحجار والرسوم الحصبة، وقسم تطور الكتابة القبطية والمخطوطات، وقسم الأقمشة والمنسوجات، وقسم المعادن، وقسم الأيقونات، وقسم الأخشاب، وقسم الفخار، والزجاج.
واستكملت المجموعة جولتها بزيارة الكنيسة المعلقة وهي واحدة من أقدم الكنائس بمصر وسميت بالمعلقة لأنها بنيت علي الأبراج الجنوبية لحصن بابليون وهي ترتفع حوالي ١٥ م عن سطح الأرض، ثم اختتمت الجولة بزيارة المعبد اليهودي وهو من أقدم المعابد اليهودية فى مصر.
ومنطقة مجمع الأديان في مصر القديمة تضم عددًا من الآثار التي تمثل الأديان السماوية الثلاثة "اليهودية، والمسيحية، والإسلام"، بجانب بقايا من الحصن الروماني القديم، والمنطقة التي تقع بين محطة مترو أنفاق "مار جرجس" ومسجد عمرو بن العاص وهي المسافة التي تقل تقريبًا عن كيلو متر مربع.
تاريخ المنطقة
يمتد تاريخ هذه المنطقة إلى العصور المصرية القديمة، وذلك طبقًا لما عثر عليها من بعض الشواهد، حيث أطلق عليها اسم "غري - عحا" بمعنى المكان الذي يستمر فيه القتال، وكان بجوارها يوجد معبد لأحد أشكال المعبود أوزير الذي لم يتبق منه شىء الآن.
وعلى أرض المنطقة أنشئ الحصن الروماني بابليون، وذلك نظرًا للأهمية الاستراتيجية للموقع، وذلك حتى دخول القائد عمرو بن العاص مصر الذي أنشأ مدينة الفسطاط ومسجده الذي يعرف بالجامع العتيق، وسميت المنطقة بهذا الاسم، نسبة لمجموعة من مدينة بابل نزلت فيها، أما الاحتمال الأقرب أن الاسم مشتق من "بر ان با ايونو"، ويعني المدخل إلى منطقة أيونو فحرفت إلى "بابليون".
حصن بابليون
أمر الأمبراطور الروماني تراجان ببنائه في القرن الثاني الميلادي، وقام بترميمه وتقويته من بعده الإمبراطور الرومانى أركاديوس في القرن الرابع الميلادي، ولم يبق منه سوى الباب الجنوبي الذي يتوسط برجين كبيرين بنيا فوقهما الكنيسة المعلقة، والجهة الأخرى تقع كنيسة مار جرجس وبينهما المتحف القبطي، ويكتنف حصن بابليون في أسفله عدد من الكنائس والأديرة والمعبد اليهودي، وعرف الحصن بقصر الشمع أو قلعة بابليون، وتبلغ مساحته حوالي نصف كيلومتر مربع، وجاءت تسمية قصر الشمع كونه في أول كل شهر كان يوقد الشمع على أحد أبراج الحصن.
المعبد اليهودي
هو واحد من أقدم المعابد اليهودية في القاهرة، ويروي المقريزي أن المعبد في الأصل كان كنيسة حيث بيعت إلى اليهود نظرًا لضائقة مالية مرت بها الكنيسة في عهد الدولة الطولونية، وسمي المعبد "بن عزرا"، ومر على المبنى عدد من الترميمات وعمليات التطوير، واكتشف عدد من الوثائق بالمعبد عام 1890 تعرف بـ"الجنيزا"، وترجع الأهمية الدينية للمعبد إلى أنه يعتقد أن في ذلك المكان استقر "سبت" نبي الله موسى وهو رضيع، وذهب رأي آخر إلى أن في ذلك المكان كان سيدنا موسى يدعو الله فيه عندما اجتاح مصر مرض الطاعون.
كنيسة أبو سرجة - المغارة
ويطلق عليها أيضًا كنيسة الشهيدين سرجيوس وواخس، ويعود تاريخ إنشائها إلى القرن الـ4 الميلادي، وهي واحدة من أهم الكنائس الأثرية، وذلك نظرًا لأهميتها الدينية، حيث شُيدت الكنيسة فوق المغارة التي أقامت فيها العائلة المقدسة.
كنيسة مار جرجس
هي إحدى الكنائس التي شيدت على الحصن الروماني، والتي بنيت في القرن الـ10 الميلادي، والكنيست ذات طراز معماري فريد، لأنها ذات تصميم دائرى مميز وتضم برج الجرس الذي يبلغ ارتفاعه 30 مترًا، ولم يبق من الكنيسة القديمة إلا قاعة استقبال تعرف "بقاعة العرسان" يرجع تاريخها إلى القرن الـ14م.
الكنيسة المعلقة
هي واحدة من أقدم الكنائس الباقية بمصر حتى الآن، وسميت بالمعلقة لأنها بنيت على الأبراج الجنوبية من الحصن الروماني وترتفع الكنيسة نحو 13م عن سطح الأرض، كما كانت الكنيسة المعلقة مقرا للعديد من البطاركة منذ القرن الحادي عشر، وكان البطريرك خريستوزولوس هو أول من اتخذ الكنيسة المعلقة مقرا لبابا الإسكندرية، والكنيسة تضم عددا من الأيقونات الأثرية الهامة.
جامع عمرو بن العاص
بعد دخول عمرو بن العاص مصر وتأسيسه مدينة الفسطاط، أُنشئ فيها جامع هو الأول في مصر وإفريقيا، وتم بناؤه عام 641 هـ، وأُطلق عليه عدد من المسميات مثل "تاج الجوامع، والجامع العتيق"، وكانت مساحة الجامع وقت إنشائه نحو 675 م2، وتوالت عليها التوسعات وأعمال الترميم حتى وصلت إلى مساحته الشاسعة التي عليها الآن، وكان الجامع ذا تخطيط معماري بسيط ولم يفرش بالبلاط وكان سقفه من الجريد والنخيل.
المتحف القبطي
جاءت فكرة المتحف على يد مرقس باشا سميكة عام 1839 وتم افتتاحه في 1910م، وهو من اختار هذا المكان نظرًا لأهميته التاريخية والدينية، وكانت الفكرة بإنشاء متحف الأعمال الفنية ومجموعة من الآثار القبطية، فجمع سميكة باشا الآثار الموجودة في الأديرة والكنائس القديمة لوضعها بالمتحف، ويعرض المتحف عددًا من الأعمال الفنية من "الأحجار والرسوم الجصية، تطور الكتابة القبطية والمخطوطات، والمنسوجات، العاج والأيقونات، الأخشاب،المعادن، الفخار والزجاج"، بجانب الأقسام الخاصة ببعض الحفائر بالأديرة والكنائس مثل "باويط، سقارة، أرشيف نجع حمادي".