الأحد.. "ميت رهينة" تستقبل زائريها مجانا بمناسبة أعياد الجيزة القومية
تستقبل منطقة آثار ميت رهينة زائريها من المصرين مجانًا يوم الأحد الموافق 31 مارس 2019، وذلك بمناسبة الاحتفال بالعيد القومي لمحافظة الجيزة.
يأتي العيد القومي للمحافظة في ذكرى استشهاد أبناء قرية نزلة الشوبك بالبدرشين أثناء تصديهم للاحتلال الإنجليزى فى ثورة 1919.
وتعد منطقة آثار رهينة واحدة من أهم المناطق الأثرية بمحافظة الجيزة، والتي تعد جزءً من جبانة منف وبها متحف ميت رهينة المفتوح والذي يعرض عدد من أهم القطع الأثرية منها تمثال ضخم للملك رمسيس الثاني، وثاني أكبر تمثال لأبو الهول بعد التمثال الأشهر بالجيزة، هذا بالاضافة الي تمثالين ضخمين للملك رمسيس الثاني من حجر الجرانيت الأحمر.
وتبعد ميت رهينة عن القاهرة 19 كيلو متر جنوبًا، وتعتبر من أعظم عواصم مصر القديمة، وارتبطت نشأتها بالوحدة بين دلتا النيل والصعيد، واسمها القديم منف.
وتعتبر ميت رهينة هي القرية المصرية الصغيرة والتي بقيت شاهدة على أحد أهم العصور المصرية القديمة، واستمرت على قيد الحياة 5 قرون، حيث تأسست عام 3200 قبل الميلاد، لتكون عاصمة مصر في عصر الدولة القديمة، وتعد منف من أشهر المدن في مصر القديمة، وعرفت في النصوص بعدد من الأسماء "إنب حدج" بمعنى الجدار الأبيض، و"من نفر" بمعنى الأثر الجميل، و"مخت تاوي" بمعنى ميزان الأرضين، وهو الاسم الذي حرفه الإغريق فصار "ممفيس"، ثم أطلق عليها العرب "منف"، وتعد علامة على الحدود بين مصر العليا والسفلى.
وتميزت "منف" بسبب موقعها الجغرافي بين أقاليم الشمال والجنوب، إضافة إلى أهميتها الدينية حيث كانت تضم على أرضها عبادة الإله بتاح، والمعبود سوكر، كما انطلقت منها أحد مذاهب الخلق في مصر القديمة الذي عرف بمذهب "منف".
وكانت "من نفر" تضم القاعدة العسكرية التي ينطلق منها الجيش المصري، ويذكر عندما دخل الإسكندر مصر نُصّب فيها ملكًا، وضعفت العاصمة التي استمرت حتى نهاية الدولة القديمة من عصر الانتقال الأول.
في ابتداء عصر الأسرة الثالثة سنة 2895 قبل الميلاد كان لمدينة القلعة البيضاء، جاذبية خاصة جعلت ملوك هذه الأسرة يهجرون الصعيد ويقيمون بها، لقربها من مدينة "أون" العاصمة الدينية للملكة البحرية ومركز الثقافة والجامعات المدنية التي كان يشع منها نور العرفان علي البلاد جميعها.
وبعد تحقيق الوحدة بين مملكة الشمال ومملكة الجنوب على يد موحد القطرين الملك مينا والذي اختار منف عاصمة لمملكته، وأمر ببناء قلعة حربية محاطة بسور أبيض، ليحصن نصره ويحمى ظهره من غارات أصحاب الشمال، وأسماها "نفر" أى الميناء الجميل، ظلت منف عاصمة القطر المصري السياسية حتي نهاية حكم الأسرة الثامنة لمدة 535 سنة.
واحتفظت منف بقيمتها التاريخية، حتى أنه تم تحويل مجرى النيل لإفساح المكان لجلالها، كما أنها لعبت دورا سياسيا ودينيا واقتصاديا هاما، فمنها خرجت إحدى نظريات خلق الكون لدى المصريين القدماح "بتاح" حوت منطقة "ميت رهينة" العديد من الآثار المصرية والتي تم ضمها إلى مواقع التراث العالمي لمنظمة اليونسكو، أبرزها تمثال رمسيس الثاني والذي يزن حوالي 100 طن ويصل طوله إلى 11 مترا، وتمثال أبو الهول المرمري من عصر الدولة القديمة والذي يصل طول إلى ثمانية أمتار ويزن حوالي 80 طنا.
وتضم المنطقة معبد تحنيط العجل "أبيس" المقدس والذي اعتبر رمز للإله "بتاح" رب سقارة، وأنه ابن "أوزيريس" فى بعض الأحيان، إضافة إلى معبد رمسيس الثاني ومعبد الإله "بتاح" ومعبد الإلهة حاتحور ومقصورة "تي الأولى" وثالوث ممفيس، وهرم زوسر أو "سقارة والذي يقع غرب مدينة "منف".