سيدات من عصور مختلفة قدمت للفيوم الكثير من بداية الملكة "تي" إلى " نجلاء فتحي"
شهد تاريخ الفيوم العشرات من السيدات اللاتي قدمن لها الكثير تقربا لله أو إسعادًا لذوى الحاجة أوتنمية للمجتمع ودعمًا للمرأة – أو حبًّا فى الفيوم نفسها وفاء لأيام عاشتها فيها أو امتنانا لجميل من أهلها او ارتباطا بحظ سعيد صادفته فيها. لم تكن كلهن بنات عصر واحد أو فيوميات بالمولد فمنهن من أتت إلى الفيوم بحكم الزواج أو العمل - أو جاءت بصحبة أهلها، أوكانت فى مهمة مؤقتة قدمت من خلالها عملًا ايجابيًّا تذكره الفيوم لها، وسن جميعًا مصريات فمنهن (أجنبيات) أيضا كانت الفيوم فى دائرة عملهن، ومنهن من اتخذن من الإقليم موطنًا – كذلك لم يقتصر حب الفيوم على المقيمات فيها فهناك (من غادرنها) وظلت قلوبهن معلقة بها تذكرها بالخير وتبادل أهلها الود وهناك (عاشقات للفيوم) من لم تطأ أقدامهن أرضها لكن رسائل الود موصوله بينهما وسوف يخلد تاريخ الفيوم الدور الكبير لعدد كبيرممن (رحلن) عن عالمنا وفاء لدورهن الإيجابى وإضافاتهن وعطائهن الذى لن ينكر.
وكما يقول الخبير السياحي الدكتور نبيل حنظل المستشار السياحى السابق للمحافظة فإن التاريخ يؤكد أن الفيوم وطبيعتها وأهلها كانوا عناصر جذب شدت أنظار الكثير من سيدات الأسر الحاكمة والطبقة العليا للإقامة فيها - فكانت مقرًّا مفضلًا (للملكة تي) زوجه الملك امنحوتب الثالث أحد ملوك الدولة الحديثة اختارتها لتكون لها مقامًا فى (غراب) جنوب شرق اللاهون" قصر الحريم"وعثر لها على رأس من خشب الأبنوس موجودة فى متحف برلين. وعاشت فيها (الأميرة نفرو بتاح) ابنه الملك أمنحات الثالث أحد ملوك الأسرة (12) وما زالت مجوهراتها الذهبية النادرة باقيه تزين المتحف المصرى ولا يزال هرم أبيها وقبرها قائمين فى هواره ومقبرتها يطلق عليها حاليا " الكنز" - ولايزال التاريخ يذكر اسم (الملكة سوبك نفـرو)، ومن ألقابها أنها الزوجة الملكية.العظيمة والوارثة العظيمة، وسيدة كل النساء كما جاء فى لوحة محفوظة بمتحف اللوفر بفرنسا منقوش عليها سلسلة نسبها وقد حكمت مصر3 أعوام وأربعة أشهر وعشرين يومًا بعد وفاة أخيها "أمنمحات الرابع بين أعوام 1782 و1778 ق.م كما جاء في بردية تورين.
وأكد صلتها بالفيوم الآثار التى تحمل آثارها والتى عثر عليها بالقرب من هرم أمنمحات الثالث في هواره، - أما بطليموس الثاني فقد أطلق على الفيوم اسم أخته وزوجته ( ارسينوى) حبًّا فى أخته وتقديرًا للفيوم وخيرها وجمالها - وقد كانت صورة المرأة التى عاشت فى الفيوم وعنايتها بمظهرها فى العصر الرومانى ملفته للنظر مما جعلها موضع اهتمام متحف كوم اوشيم الذى يعرض مجموعة من تماثيل لقصات شعر المرأة فى هذا الزمان وصور نساء أنيقات رسمهن فنانى العصر الذين كانو متأثرين بالفن اليونانى الرومانى - ولاقت الفيوم عناية من (خوند أصلباي) أم السلطان الناصر محمد بن قايتباي فبنت على ضفاف بحر يوسف مسجدًا وقنطرة لازالا قائمين فى مدخل حى الصوفى - واتخذت فيها (الأميرة فوزية) أخت الملك فاروق وزوجه شاه إيران استراحتها الأنيقة المطلة على بحيره قارون فى شكشوك ويسجل التاريخ القريب أيضًا أن صوت المرأة فى الفيوم كان مؤثرًّا ومسموعًا وأن دورها فى المجتمع كان فاعلًا - ولا زلنا نطالع ما سطرته ملك حفنى ناصف (باحثة البادية) وما كتبته فى قصر الباسل مسقط رأس زوجها منادية بتحرير المرأة - كما لا تزال كتابات (نبوية موسى) باقية ولا زال دورها معروفًا فى مجال تعليم الفتيات والذى كتبت عنه خلال الفترة التى قضتها في الفيوم 1909 باعتبارها أول ناظرة مصرية لمدرسة المحمدية التى زارها خلالها الملك فؤاد ومحمد محمود باشا رئيس الوزراء عندما كان مديرا للفيوم - وسجلت مضابط البرلمان مواقف مشرفة وأداء رائع لنائبات فيوميات، ومن منا ينسي دور أم الفيوم- عائشة حسانين التى رأست المجلس بصفتها أكبر الأعضاء سنًّا، ووفاء الحادقه.وعائشه عبدالتواب، والدكتورة زينب رضوان عميد دار العلوم بالفيوم كما لايزال صوت الإذاعيه زينب الحكيم يرن فى آذان من عاصروها، ولا ننسى وطنية ونجومية التليفزيونية (سلوى حجازى)- ولا دور ( السيدة نبيلة حرب) صاحبة أول امتياز بإصدار صحيفة بترخيص من المجلس الأعلى للصحافة - صحيفة المجتمع- ولا تزال هى الوحيد فى هذا المجال فى الإقليم حتى الآن.
كما لا ننسى كتابات(زكية حجازى وعواطف الهوارى) فى جريدة المجتمع التى سمحت للمرأة بالكتابة – لأول مرة - فى الصحافة المحلية عام 1945 ولا يغيب عن الذاكرة أدوار الفنانات (مريم فخر الدين ونجلاء فتحى وسميحه توفيق ) على الشاشة الفضية ويسجل التاريخ كما يقول "حنظل" أيضًا إن السيدة شامة الشطيلى كانت أول من تولى منصب العمدة فى الفيوم حين تولت عمودية سنورس عام 1850.
ويذكر للسيدات فتحية العربى – وسيدة عباس - لولو فهمى دورهن فى التعليم، وبنائهن وإداراتهن للمدارس وتشهد مساجد(نعيمة شرابى وخديجة جعفر وفاطمة إلياس وزينب حرب) على إسهام المرأة فى أعمال الخير وعمارة بيوت الله، ولا تزال (دار عائشة حسانين) للأيتام تؤدى رسالتها ولا تزال( مبره نفيسه الحصرى) التى أقامها لها ابنها الشيخ (داود أبو إسماعيل ) رئيس الغرفة التجارية السعودية برا بها شاهدةً على مكانة المرأة فى قلوب أبنائهن أما فى المجال الاجتماعى: والاهتمام بإحياء تراث الفيوم وصناعاتها البيئية فإن سجل الفيوم حافل بقائمة طويلة تتصدرها أسماء الراحلات عائشة حسانين ووفاء الحادقة ونبيلة الشبراوى وفى المجال التنفيذى: يذكر أسماء الراحلات عواطف عبدالفتاح مدير عام التنظيم والإدارة. وتسجل قائمة الشرف للمرأة الفيومية أسماء سيدات ارتقين مناصب كبيرة فى مجالات عدة – ففى (مجال التشريع) فى مجلس الشعب يبرز اسم عائشة حسانين -عواطف كحك وحاليًّا ياسمين أبو طالب والدكتورة عبير الخولى ونشوى حسين وفى( جامعة الفيوم) تخطو المرأة خطوات واسعة اعتلت فيها مناصب العمادة من بينهن الدكتورة هناء فايد للسياحة والفنادق والدكتورة نبيلة محمد حسن للحاسبات والمعلومات والدكتورة منى الخشاب للزراعة والدكتورة آمال ربيع للتربية والدكتورة صفا.