مركز جنيف للسياسات الأمنية يناقش دور إيران في أزمة اليمن
نظم مركز جنيف
للسياسات الأمنية (GCSP) بالتعاون مع الهيئة الدولية
للسلام وحقوق الانسان (ILPHR) حلقة نقاشية بعنوان (اتفاق ستوكهولم واحتمالات السلام الممكن في اليمن).
وأوضح الدكتور
جين مارك ريكلي، الذي أدار حلقة النقاش الى أن استمرار الحرب في اليمن أصبح من المواضيع
الشائكة على المستويين الإنساني والسياسي، وكذلك على استقرار منطقة الجزيرة العربية..مؤكداً
أن المركز حريص على تقديم قراءات جديدة تساعد على فهم الأبعاد المختلفة للأزمة اليمنية
وتعقيداتها.
وقدم في الحلقة
النقاشية الباحث والسياسي ورئيس مؤسسة تمدن الدكتور محمود العزاني، قراءة تحليلية لتحولات
الموقف الدولي تجاه الأزمة والحرب في اليمن، وارتباطها بالتحولات على الأرض، وكذلك
الأحداث البارزة على المستويين الإقليمي والدولي.. مؤكداً أن خارطة التباين في المواقف
بين مراكز القرار في الغرب يعكس حالة التباين
في الموقف تجاه الاتفاق النووي بين الغرب وإيران، إذ تسعى بعض القوى الغربية للحفاظ
مكاسب الإقليمية للمليشيات المرتبطة بإيران تشجيعاً للأخيرة للاستمرار في الالتزام
في الاتفاق النووي بعد انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية منه، حسب رأيه.
وتطرق نائب رئيس
مركز الدراسات والبحوث اليمني الدكتور همدان دماج الجوانب الرئيسية للنزاع اليمني..
مشيراً الى أن أول هذه الجوانب هي ما إذا كان يمكن تصنيف الحركة الحوثية كمنظمة إرهابية
على غرار المنظمات الأخرى، بما في ذلك حليفها "حزب الله"، الذي تم إدراجه
الأسبوع الماضي كمجموعة إرهابية من قبل المملكة المتحدة.
وأوضح دماج أن
العنصرية من قبل الحوثيين قد أثارت نوعًا من العنصرية العكسية التي بدأت تعلن عن نفسها
يومًا بعد يوم محذراً من تغافل المجتمع الدولي لهذه القضية التي لا يمكن إلا أن تلقي
بظلالها على أي جهود مصالحة في المستقبل.
وأكدت حورية مشهور
ان انقلاب سبتمبر 2014 كان هو السبب الرئيس في تقويض أحلام اليمنيين في بناء دولة النظام
والقانون التي كان مأمول منها الحفاظ على حقوق جميع المواطنين نساءً ورجالاً..مشيراً
الى تفاقم الوضع الإنساني وما تسهم به الحركة الحوثية في استمرار هذه الكارثة.
وأشارت الى ان
الحوثيين هم من يعطلون كل جهود السلام، ولا يريدون الحضور إلى أي مشاورات سلام، كما
حصل في الماضي، وما قبولهم المشاركة في مباحثات ستوكهولم إلا بسبب الضغط الدولي..مؤكدة
ان المليشيا لم ينفذوا شيئا مما تم الاتفاق عليه حتى الآن.
ونوه الخبير الدولي
في سياسة الأمن القومي وعضو مركز جنيف الدولي للعدالة (GICJ) أحمد قريشي بأن إيران
كانت ومازالت اللاعب الخفي في أزمة اليمن.. مشيراً الى أن إيران ما تزال هي الممول
الرئيس للحركة الحوثية بالمال والسلاح، مستدلاً بتقرير فريق الخبراء عن الألغام البحرية
والطائرات الموجهة.
هذا وقد تخللت
حلقة النقاش مشاركات كثيرة من الحضور الذي تنوع ما بين خبراء وأعضاء بعثات دبلوماسية
غربية وعربية وطلاب دراسات عليا.