"معرفش زوجي فين وفقدت ابني".. حكاية سورية انتصرت على ويلات الحرب والسرطان
قفزت على أزمات الواقع التي عصفت بسوريا، بعدما أفسدت الحرب- التي شهدتها البلاد في منتصف مارس ٢٠١١-، حياتها عقب تأثر منطقتها بشكل كبير منذ بداية الأزمة، لتبدأ رحلة حرب ولكن من نوع آخر مع مرض سرطان الثدي، بعد مرور عام ونصف على الأحداث المتلاحقة "بدأتها في سوريا وكملتها في مصر"، تقولها ليلى حداد، وذكرياتها العصيبة تتسلسل أمام أعينها.
لم تنتهي أوجاع صاحبة الـ(42 عامًا)- التي أجبرتها الظروف أن تعبر الحدود إلى مصر دون زوجها، من أجل العلاج- إلى هنا، بل تبعات الحرب التي أدخلت الاضطرابات إلى حياة أبنائها الأربعة، والذي تحتاج سنواتٍ لتجاوزها أرهقتها "في نهاية حملي بابني الصغير قصفت دمشق ووقع بيتنا في القصف.. بهاد الوقت ولادي نفسيتهم بدأت تتعب من عدم الاستقرار والخوف.. أجيت لمصر أنا وولادي ...زوجي بعتني وقال إنو هيلحقني بعد شهر وبعدها بفترة انقطع التواصل بيننا وماعاد وصلتنا أخباره"، لتواجه الحياه بمفردها.
لم تمنع ليلى، الظروف بأن تحلم، بل اجتهدت وأكملت علاجها، واستعدت نشاطها وزاد حماسها، وشرعت في العمل بإحدى المدارس، كمشرفة باص، وحاولت أن تجمع بين دور الأم والأب الغائب حتى الآن ولم يعرفوا عنه شئ "كنا مبسوطين أنا وولادي بيدرسوا وبيشتغلوا بالصيف"، إلى أن فقدت نجلها الأكبر، البالغ من العمر (16عامًا) في حادث سير، عقب عامًا ونصف من قدومهم مصر، وبعد انتهاء رحلة علاجها "ما في أوصفلك حالة أولادي بعد وفاة أخوهم لهي اللحظة في مشاعر بنفسيته ماقدرت أرممها.. كنت بحاجة كتير لحدا يواسيني ويحمل عني لكن لقيت نفسي أنا يلي لازم آواسي وأعالج يلي حوالي".
في خصم الاضطرابات، لطالما لجأت إلى التظاهر بالقوة، ومحاولة عيش الحياة بشكلها الطبيعي، فعادت إلى عملها بالمدرسة، وبعد مرور عامين قررت أن تأسس مشروع خاص بها من المنزل، لتحسين دخلها، ورغبة منها في تحقيق هدف مُحدد يضمن لها حياة كريمة لها ولأبنائها، وخاضت تجربة تأجير وبيع فساتين سواريه وأفراح "تعلمت التفصيل وبقيت بفصل فساتين الأفراح على إيدي وتطورت في المجال حتى أصبح لي بصمة خاصة بي".