صناعة الخوص من "القصر" إلى القاهرة.. أقدم مهنة في التاريخ تُعرض بشارع المعز (فيديو وصور)
فتاتان، ملامحهن أميل إلى السمرة المصرية الفاتنة، وصوتهن خفيض، واللهجة ليست قاهرية على الإطلاق، ويعرضن منتجات من خامة ظن البعض أن الزمن قد نسيها أو تجاهلها،الأدهى أن المنتج أصبح له شكل جديد ورونق خاص، مما جعله أهلًا لأن يكون شريكًا في المعرض التراثي الذي أقامه متحف النسيج المصري بالتعاون مع إدارة القاهرة التاريخية، في شارع المعز لدين الله الفاطمي اليوم.
الخوص، وهو الناتج عن سعف النخيل، يمثل خامة لمنتجات لازال الأهالي في الأقاليم يستخدمونها، ولازالت المرأة المصرية تحترف صناعته، ولكن بلدة "القصر" في محافظة الوادي الجديد كان لها رأي آخر، وحولت صناعة الخوص إلى حرفة لها أسس، وأصبحت مصدر دخل للكثيرات.
قال سعد صالح رئيس جمعية تنمية المجتمع في قرية القصر، في تصريحات خاصة لبوابة الفجر الإلكترونية، إن السيدات في القرية، كن يصنعن ما يحتجن إليه من منتجات من الخوص، ولكن بشكل غير محترف، فقامت الجمعية، بعمل ما يشبه الدورات التدربيبة لهن، وذلك بهدف إحياء هذه الحرفة والعودة بها إلأى رونقها الأصلي، وحتى يصبح المنتج قابل للتداول.
وأشار صالح، أن ما دفع الجمعية لهذا هو رفض سيدات القصر أي مساعدات أو صدقات، وإصرارهن على تعلم حرفة تكفل لهن دخل كريم، فجاءت فكرة إحياء حرفة صناعات الخوص، مع توافر الخامات في منطقة الواحات في محافظة الوادي الجديد.
وأضاف أن منتج الخوص من الممكن أن يعيش عشارت السنين، ويتحمل الحرارة، ولا يتأثر بالمياه، ويلقى رواجًا كبيرًا حيث تقوم الجمعية بترويج منتجات هاته السيدات، حتى أن الفترة السابقة فقط تم ترويج ما قيمته ما يقرب من 30 ألف جنيه.
وقال إن الأمر تطور مع السيدات حتى تجاوز مجرد جلب الرزق وفقط، وأصبحن يبدعن في صنعتهن، ويبتكرن الجديد، حيث خلطن صناعة الخوص بالنسيج، وبالتلوين، وأصبح منتجهم مطلوبًا في داخل مصر وخارجها.
والتقت الفجر بفتيات القصر وهن فنانات تخصصن في صناعة الخوص، والتي هي أقدم المهن اليدوية في التاريخ، خلال احتفالية متحف النسيج المصري اليوم الخميس في شارع المعز لدين الله الفاطمي، بالتعاون مع الإدارة العامة للقاهرة التاريخية بيوم المرأة العالمي تحت عنوان "الأيدى الناعمة – المرأة المصرية في مائة عام".
وتضمنت الاحتفالية إقامة معرضًا للحرف التراثية أمام المتحف في شارع المعز، وقد شارك فيه مايقرب من عشرون سيدة من مناطق مصر المختلفة مثل النوبة وسيناء والواحات والصعيد والسويس والقاهرة، بمنتجاتهم التراثية المختلفة.
ومتحف النسيج يقع في شارع المعز لدين الله الفاطمي، وشارع المعز لدين الله الفاطمي أو الشارع الأعظم أو قصبة القاهرة أو قصبة القاهرة الكبرى، هو شارع يمثل قلب مدينة القاهرة القديمة والذي تم تطويره لكي يكون متحفًا مفتوحًا للعمارة والآثار الإسلامية.
