"مكنسة كهربائية ومروحة ومهملات" داخل ضريح أثري بالدرب الأحمر.. والآثار ترد (صور)
حصلت "الفجر"، على صور من داخل أحد الأضرحة الأثرية في منطقة الدرب الأحمر، وتحديدًا في شارع باب الوزير، وقد تحول الضريح الأثري والذي يخص السيدة الأولى لمصر في العصر المملوكي إلى غرفة للمهملات.
والضريح يخص خوند بركة، والموجود داخل مسجد ومدرسة أم السلطان شعبان في منطقة الدرب الأحمر الأثرية، ويظهر الضريح ممتلئ بالمهملات، والتي قال عنها إمام المسجد، أنها مستلزمات المسجد وقد تم وضعها بهذا الشكل في غرفة الضريح، لعدم الاحتياج إليها.
ومن ناحيته قال الدكتور سامح الزهار خبير الآثار الإسلامية والباحث المتخصص فيها، إن وزارة الأوقاف تتحمل مسؤولية انتهاك ضريح أم السلطان شعبان الموجود داخل مسجد ومدرسة أم السلطان شعبان في منطقة الدرب الأحمر الأثرية، حيث حول القائمون على إدارة الأوقاف بالمنطقة الضريح إلى مخزنًا للمهملات علمًا أن هذا الضريح أحد أهم الآثار الإسلامية في القاهرة.
ومسجد ومدرسة أم السلطان شعبان – والكلام للزهار- يقع في شارع باب الوزير، وقد تم بناؤها عام 770هـ - 1368، وأعدت لتكون مدرسة للشافعية والحنفية، وبابها العام حافل بالزخارف، ونقش على جانبيه كتابات تاريخية، والمدرسة لها أربعة إيوانات متعامدة يتوسطها صحن مكشوف، والإيوان هو دخله عميقة في الجدار معقودة بعقد كبير.
وتابع: الإيوان الشرقي له قبتان، خصصت القبلية منهما لدفن السلطان شعبان، ودفن فيها أيضًا ابنه الملك المنصور حاجي، والقبة البحرية أعدت لدفن خواند بركة أم السلطان شعبان وقد دفنت معها ابنتها.
وأضاف: كتب على جانبي الباب العام وهو حافل بالزخارف ما نصه "بسم الله الرحمن الرحيم الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة - الآية- أمر بإنشاء هذه المدرسة المباركة لوالدته مولانا السلطان الملك الأشرف شعبان بن المرحوم حسين سلطان الإسلام والمسلمين قاتل الكفرة والمشركين محيي العدل في العالمين مظهر الحق بالبراهين حامي حوزة الدين عز نصره".
واستكمل: إن خوند بركة واحدة من أشهر سيدات العصر المملوكي، وهي جركسية الأصل، ورغم أنه لم يُكتب لها أن تكون زوجة السلطان، إلا أن ابنها شعبان بن حسين بن قلاوون صار سلطانًا لدولة المماليك فيما بين عامي 764 - 778 هـ الموافق 1363م - 1377م، وهو ما منحها لقب خوند أي السيدة الأولى في الدولة، وقد أثبتت أنها جديرة بأن تكون كذلك.
وختم الزهار تصريحاته للفجر، قائلًا: إنه في عام 770هـ - 1369م، خرجت أم السلطان للحج مصطحبة معها مائة بعير محملة بما يتطلبه مطبخها من الحوائج، فضلًا عن الهدايا للحرم المكي وبرفقتها مائة من المماليك، وعم خيرها أرجاء مكة حتى عرف العام باسم أم السلطان، وعندما عادت من الحج اهتم السلطان ورجال البلاط المملوكي بالخروج لاستقبالها خارج القاهرة مصطحبًا إياها حتى القلعة وسط أفراح وزينة الطرقات.
ومن جانبه قال محمود شاهين مدير آثار شارع باب الوزير، إننا نواجه مشكلات كبيرة في كل المباني الأثرية التي توجد في حوزة أو في ملكية وزارة الأوقاف، والتي في أغلب الأحيان تترك المفاتيح مع الأهالي، ويكون هناك تجاوزات، والتي تتلافها الوزارة مرارًا وتكرارًا بحكم مسؤوليتها الإشرافية.
وأضاف، في تصريحات خاصة لبوابة الفجر، أنه منذ وقت قصير كان في المسجد، وأزال بنفسه ستارة وضعها الأهالي للفصل بين الرجال والنساء، والتي كانت موضوعة بشكل لا يليق بالأثر، وتغطي الزخارف الخشبية، وأكد أن هناك متابعات مستمرة ولكن وجود الأوقاف داخل الأثر يجعل الأمر من الصعوبة خصيصًا مع وجود الأثر وسط الحيز العمراني، إضافة لكونه مسجدًا تقام في الصلوات الخمس والجمعة.