بينهم الرئيس القبرصي..5 لقاءات للسيسي بزعماء الدول في شرم الشيخ
التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، على هامش أعمال القمة العربية الأوروبية الأولى، عددًا من الرؤساء متخذي القرار، من بينهم نظيره الفلسطيني محمود عباس، والذي تناول اللقاء بينهم مناقشة آخر التطورات على الساحة الفلسطينية، لا سيما ملف المصالحة الوطنية، والرئيس القبرصي نيكوس اناستاسيادس.
ويفتتح الرئيس السيسي مساء اليوم الأحد، بمدينة شرم الشيخ أول قمة على مستوى
القادة بين جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي، بحضور رؤساء دول وحكومات ووزراء
خارجية 50 دولة عربية وأوروبية؛ لبحث سبل تعزيز التعاون لمواجهة التحديات المشتركة
في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية والأمنية.
الرئيس الفلسطيني
وعلى هامش أعمال القمة العربية الأوروبية، استقبل الرئيس السيسي، نظيره الفلسطيني
محمود عباس، وتناول اللقاء مناقشة آخر التطورات على الساحة الفلسطينية، لا سيما ملف
المصالحة الوطنية- وفق ما قال السفير بسام راضى، المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية-،
والذي أضاف، أن الرئيس أكد استمرار مصر فى جهودها الدؤوبة فى كل ما يتعلق بالقضية الفلسطينية،
بالتنسيق الوثيق مع الأشقاء الفلسطينيين، وذلك بهدف بلورة رؤية استراتيجية لإيجاد منافذ
للتحرك الإيجابى، لخلق المناخ المواتى لاستقرار الأوضاع على الأرض، خاصةً من خلال دفع
مسار المصالحة الوطنية، وبناء قواعد الثقة بين الأطراف الفلسطينية، وهو ما سيساعد على
مواجهة التحديات والاضطلاع بالاستحقاق الرئيسي المتمثل في تحقيق السلام المنشود، مشددًا
على ثبات الموقف المصري من القضية الفلسطينية، وحل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية
على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
من جانبه الرئيس الفلسطيني، عن تقديره لجهود مصر الحثيثة، ومساعيها المقدرة
في دعم القضية الفلسطينية، مشيداً بدور مصر التاريخي في هذا الصدد، وما يتميز به من
ثبات واستمرارية، بهدف التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، مشيراً إلى ما
يعكسه ذلك من عمق وخصوصية العلاقات المصرية الفلسطينية فى ظل ما يجمع بين الشعبين من
روابط ممتدة. واتفقا الرئيسين، خلال اللقاء على مواصلة التشاور والتنسيق المكثف بينهما،
إزاء مختلف الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، لاسيما فيما يتعلق بمتابعة الخطوات القادمة
على صعيد توحيد الصف الفلسطينى، بما يساهم في تحقيق آمال الشعب الفلسطيني.
الرئيس القبرصي
كما استقبل الرئيس السيسي، الرئيس القبرصي نيكوس اناستاسيادس، وأثنى على متانة
العلاقات بين مصر وقبرص، والتي تتطور بشكل متنامٍ على كافة الأصعدة، وأعرب عن تطلعه
لتحقيق المزيد من الخطوات الملموسة بهدف ترسيخ أطر التعاون الثنائى والصداقة القائمة
بين البلدين، فضلاً عن مواصلة تعزيز آلية التعاون الثلاثى التى تجمع بين مصر وقبرص
واليونان، لا سيما من خلال البناء على مخرجات القمة الماضية للآلية فى جزيرة كريت باليونان،
وكذلك القمم الأخرى التى سبقتها، خاصةً ما يتعلق بتنفيذ مشروعات التعاون الثلاثى التى
تم الاتفاق عليها فى مختلف المجالات التى تهم شعوب البلاد الثلاث وتحقق المصلحة المشتركة
لها.
وأشاد الرئيس بالمواقف القبرصية الداعمة لمصر فى المحافل والمنظمات الإقليمية
والدولية، مؤكداً أهمية استمرار التشاور بين مصر وقبرص حول القضايا والملفات ذات الاهتمام
المشترك.
من جانبه، رحب الرئيس القبرصى بالتطور المستمر فى العلاقات المصرية القبرصية
وما شهده التعاون الثنائى بين البلدين من تقدم مطرد، مؤكدا حرص قبرص على مواصلة تفعيل
أطر التعاون الثنائى. كما أعرب عن تقدير بلاده لدعم مصر للقضية القبرصية، وفقاً لمرجعيات
وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، مشيداً كذلك بالدور الذى تقوم به مصر كركيزة للاستقرار
فى الشرق الأوسط، فضلاً عن جهودها فى إطار مكافحة ظاهرة الإرهاب والفكر المتطرف التى
تستهدف المجتمع الإنساني بأسره.
رئيس تونس
في سياق متصل، استقبل الرئيس السيسي، باجي قايد السبسي رئيس الجمهورية التونسية-
وفق ما أكد السفير بسام راضي المتحدث باسم رئاسة الجمهورية-.
خادم الحرمين الشريفين
كما استقبل الرئيس السيسي مساء أمس، الملك سلمان بن عبد العزيز، ملك المملكة
العربية السعودية وخادم الحرمين الشريفين، حيث عقد الزعيمان لقاءً ثنائيًا تلته جلسة
مباحثات موسعة ضمت وفدي البلدين. ورحب الرئيس بزيارة العاهل السعودي ضيفًا عزيزًا على
مصر، لا سيما في ظل هذا التوقيت الدقيق الذي تشهد فيه منطقة الشرق الأوسط العديد من
التطورات المتلاحقة، معربًا سيادته عن التقدير والمودة التي تكنها مصر قيادةً وشعبًا
لشخص جلالة الملك وللأواصر التاريخية الوثيقة التي تجمع بين البلدين، ومؤكدًا أهمية
استمرار وتيرة التشاور والتنسيق الدوري والمكثف بينهما حول القضايا الإقليمية محل الاهتمام
المشترك على أعلى مستوى، بما يعكس التزام البلدين بتعميق التحالف الإستراتيجي الراسخ
بينهما، ويعزز من وحدة الصف العربي والإسلامي المشترك في مواجهة مختلف التحديات التي
تتعرض لها المنطقة في الوقت الراهن.
من جانبه؛ أكد الملك سلمان أن زيارته الحالية لمصر تأتي استمرارًا لمسيرة العلاقات
المتميزة التي تربط البلدين الشقيقين وما يجمعهما من مصير مشترك ومستقبل واحد، ودعمًا
لأطر التعاون الثنائي على مختلف الأصعدة، موضحًا تطلعه لأن تضيف هذه الزيارة زخمًا
إلى الروابط المتينة والممتدة التي تجمع بين الدولتين على المستويين الرسمي والشعبي.
رئيس رومانيا
والتقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، كلاوس يوهانيس رئيس جمهورية رومانيا، وأعرب
عن تقديره للعلاقات الثنائية المستقرة التي تجمع ما بين البلدين، وما تشهده تلك العلاقات
من تنامي خلال الفترة الأخيرة، لا سيما في القطاعات الاقتصادية والتجارية والسياحية،
حيث بلغ حجم التبادل التجاري مليار دولار خلال عام 2018، فضلًا عن مضاعفة عدد رحلات
الطيران لمدينتي شرم الشيخ والغردقة، بما يعكس الجاذبية التي تتمتع بها المقاصد السياحية
المصرية للسائحين الرومانيين.
وتناول اللقاء بحث سبل دفع العلاقات بين البلدين في المجالات الثنائية ذات الاهتمام
المشترك، مع استعراض التطورات الإيجابية التي يشهدها الاقتصاد المصري، والجهود المبذولة
لتشجيع الاستثمارات، ودعوة الجانب الروماني للمشاركة في تنفيذ المشروعات القومية في
مصر، والاستفادة من المزايا الممنوحة للاستثمار في المناطق الصناعية الجديدة، لا سيما
المنطقة الاقتصادية لمحور قناة السويس، وإمكانية تصدير المنتجات إلى أسواق خارجية تتمتع
فيها مصر بإعفاءات للتجارة الحرة في العالمين العربي والأفريقي.
وتطرق اللقاء أيضًا إلى مجمل تطورات الأوضاع وتبادل وجهات النظر بالنسبة لعدد
من الملفات الإقليمية، كعملية السلام وسوريا وليبيا واليمن، حيث أكد الرئيس ثوابت الموقف
المصري تجاه تلك القضايا، كما ثمن الرئيس الروماني من جانبه الجهود المصرية ذات الصلة
للتوصل إلى حلول سياسية لمختلف الأزمات التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط.