في ذكرى حراك شباب اليمن.. هذا هو الخراب والدمار والفساد الذي تسببوا به
بعد ثماني سنوات من النكبة والصف الجمهوري
في صراع عبثي لا يخدم سوى ميليشيات الحوثي الإرهابية التي حشرت اليمن في نقطة ضيقة،
خدمة لمشروعها الطائفي، فبماذا يحتفل المحتفلون؟
ثمانية أعوام مضت منذ اندلاع شرارة ما سُمّي
بـ“ثورة الشباب” في اليمن مدفوعة برياح ما سُمي بـ“ثورة الربيع العربي” التي قدِمت
من تونس عابرة لمصر، والتي بدَت لأكثر الناس في بادئ الأمر شعبية تلقائية، ثم تبيّن
لاحقا أنها لم تكن غير مطيّة لتنفيذ مخطط خبيث مدروس بدقة لإسقاط الأنظمة العربية وتدمير
بلدانها وتشريد شعوبها.
“الشعب يريد إسقاط النظام” تحت هذا الشعار
المقيت انطلق ذلك الحراك الشبابي ظنّا منه أنه “كناية” فقط عن الرغبة في إسقاط الرئيس
السابق علي عبدالله صالح، ومن ثمّ حل المشاكل الاجتماعية التي تسبب فيها فساد نظامه،
ليتبين لاحقا أن من وضع ذلك الشعار كان يقصده حرفيا ولم يكن يكنّي به عن أمر أهون منه،
فكل الذي وصل إليه اليمن اليوم إنما هو الترجمة الحرفية لشعار “إسقاط النظام” بجميع
معانيه المتمثلة في هدم مؤسسات الدولة والجيش والأمن وما ينعكس عن ذلك السقوط، بالضرورة،
على كافة مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
ولأجل ذلك نجد قيادات ذلك الحراك يحتفلون اليوم رغم كل هذا الخراب والدمار والفساد الذي تسببوا به، ولو أن أهدافهم من ذلك الحراك كانت وطنية شريفة لما تجرّأوا على الاحتفال في الوقت الذي يزداد الوطن، كل يوم وكل ساعة، سقوطا في الهاوية وضياعا في النفق.