"يفتح أبواب الأمل".. ردود الأفعال على لقاء الإخوة الإنسانية في الإمارات
انطلقت، فعاليات المؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية، الذي ينظمه مجلس حكماء المسلمين تحت رعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بمشاركة قيادات دينية وشخصيات فكرية وإعلامية من مختلف دول العالم، بهدف تفعيل الحوار حول التعايش والتآخى بين البشر وأهميته ومنطلقاته وسبل تعزيزه عالميا.
ويأتي بالتزامن مع الزيارة التاريخية لقداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية إلى الدولة وهي الأولى من نوعها إلى شبه الجزيرة العربية وتعد هذه الزيارة تجسيدًا للدور الرائد الذي تلعبه دولة الإمارات العربية المتحدة كعاصمة عالمية للتسامح والأخوة الإنسانية.
وسيزور الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، والبابا فرنسيس، جامع الشيخ زايد الكبير وضريح المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، كما سيلتقى البابا بأعضاء مجلس حكماء المسلمين، بهدف إرساء قاعدة جديدة للعلاقات بين أتباع الأديان والعقائد تقوم على احترام ثقافة التعدد والاختلاف وتوطيد أواصر الأخوة بين الناس وبناء الثقة المتبادلة ومواجهة التحديات التى تعيشها الإنسانية وتواجهها لتحقيق السلام والازدهار.
كما تكشف زيارة البابا فرنسيس عن عمق النموذج الإماراتي في التسامح ومدى فاعليته، وهو نموذج تراكم عبر سنوات طويلة، فأصبح محوراً أساسياً في الخطاب السياسي لكل قادة الدولة ومسؤوليها منذ عهد باني نهضتها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ثم انتقل إلى أرض الواقع الإماراتي وتبلور في سياسات وبرامج وطنية.
ردود الأفعال والحديث عن هذه الزيارة لن ينتهي ولن يتوقف تأثيره بمجرد انتهاء بروتوكول مغادرته من مطار أبوظبي في الخامس من فبراير المقبل، ومن بين هذه الردود التي انطلقت مبكرا، ما أورده الموقع الإلكتروني للصحيفة الصينية "south china morning post" الذي وصف زيارة البابا بالتاريخية، قائلًا؛ إن الهدف الرئيسي منها تدعيم علاقة الفاتيكان بالعالم الإسلامي.
ووصفت الصحيفة الصينية دولة الإمارات العربية المتحدة، بأنها أكثر دول الخليج دعما للقوى الناعمة والتواصل بين الحضارات، وأنها أكثر دول الخليج سماحا لأتباع الديانة المسيحية لممارستهم طقوس ديانتهم بحرية في كنائسها.
وقال مدير المعهد الأوروبي للعلاقات الدولية اينيرو سيميناتوري، إن زيارة قداسة البابا فرنسيس لم تكن مصادفة بل ترجع إلى المكانة التي تحتلها في مجال نشر قيم التسامح والحوار البناء بين مختلف المكونات الإنسانية، مؤكدا أهمية اللقاءات التي سيعقدها قداسة البابا فرنسيس مع قيادة دولة الإمارات وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف والفعاليات الإسلامية، ما يعد محطة تاريخية على صعيد الحوار بين الأديان، وشدد على حاجة العالم إلى تكريس جهوده من أجل بث روح الإخاء في أرجائه.
لقاء الإخوة يفتح أبواب الأمل
احتفى الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، نائب رئيس المجلس التنفيذى لإمارة أبوظبى، بزيارة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، ولقاءه بالإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، قائلا: عبر حسابه على "تويتر": " لقاء الأخوة الإنسانية في الإمارات يفتح أبواب الأمل ويؤسس لمرحلة جديدة، تجتمع فيها قوى الخير والمحبة في مواجهة دعوات التطرف والدمار"، مضيفًا؛ "أهلا وسهلا بالبابا فرنسيس وشيخ الأزهر وممثلي كافة الديانات وشكرا محمد بن زايد، لأنك جعلت هذا الحدث الإنساني الكبير واقعا وخير حدث نفتتح به عام التسامح".
نشر قيم الخير والتعايش والسلام
وتابع الدكتور علي بن تميم، مدير عام "أبوظبي للإعلام"، أن لقاء الأخوة الإنسانية في الإمارات ثمرة جهد دؤوب واستثنائي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، مضيفا عبر حسابه الرسمي على "تويتر": "لقاء الأخوة الإنسانية في الإمارات ثمرة جهد دؤوب واستثنائي للشيخ محمد بن زايد، الذي أدرك ببصيرة القائد التاريخي ضرورة إقامة جسور التواصل والتعايش بوصفها السبيل الوحيد والأنجع لمواجهة التشدد والإرهاب والانتقال نحو مستقبل أفضل للبشرية".
وأوضح "اليوم في لقاء الأخوة الإنسانية ترسخ دولة الإمارات دورها الطليعي وثقافتها الأصيلة في نشر قيم الخير والتعايش والسلام، لتكتب بذلك فصلاً جديداً من فصول حكاية كتب حروفها الأولى الشيخ زايد رحمه الله لتصبح اليوم قصة نبيلة تروى بكل لغات الأرض".
وأردف "ببالغ السعادة نرحب بوصول ضيفي الإمارات العزيزين.. البابا فرنسيس بابا الكنسية الكاثوليكية وفضيلة الإمام أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف.. ازدهار المحبة والتسامح والتآلف غرس أصيل نما في هذه الأرض الطيبة.. هكذا أرادها زايد واحة للتعايش الإنساني تخدم كل ما فيه خير البشرية جمعاء".
واختتم قائلاً: "تمتزج أصوات المآذن مع أجراس الكنائس والقلوب كلها تتحد معاً في نشيد الأخوة والإنسانية الذي تقوده الإمارات بتناغم حضاري يليق بالمناسبة مشرعة نوافذ النور والألفة والتسامح لتملأ العالم حباً وسلاماً... فاتحة بذلك صفحة جديدة مجيدة في تاريخ العلاقات بين الأديان".
ضرورة وضع الخطط اللازمة للوصول إلى الشباب
وقال المفكر القبطي كمال زاخر، إن "المؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية" بالإمارات ولقاء شيخ الأزهر ببابا الفاتيكان هو تدشين لعمل ممتد، خاصة أن الإمارات اختارت عام 2019 عاماً للتسامح، مشيرا إلى أنه يجب تجتمع الدوائر المختلفة سواء في المجتمع المدني أو الحكومي لوضع الخطط اللازمة ليصل إلى الشباب، مضيفًا أن الشباب الآن يرفضون المجتمع الأبوي الذي كان يسود فيه الإلزام، ويتابعون بشكل جيد كل ما يطلق في الفضاء الالكتروني، لذا يجب تطوير الرسائل لكي تصل إلى الشباب عبر الفضاء الالكتروني، متابعًا أن هناك ثلاث آليات يجب التعامل معها في هذا السياق وهي: الإعلام والتعليم والثقافة، وفقا لرؤية متكاملة، موضحا، وأن هناك فجوة بين الخطاب الرسمي وبين الشارع، للعزلة الموجودة بين من يضع الخطاب الشعبي وبين احتياجات الشارع، وهو ما يحتاج لإعادة تشكيل ذهنية من يعد الخطاب وإعادة تأهيل الفكر الديني وليس الخطاب فقط.