جيهان حلمي تكتب: "ضاع حلمك لأجل سنك".. لا تحلم يا ابن الثلاثين
قبل أسبوع جائتنى مكالمة أسعدتنى من أحد أصدقاء مبادرتنا (مبادرة معاً للرجل والمرأة ولابطال التحدى) وهو محمد اسماعيل، صاحب المواهب المتعددة هو هاوى للرسم التجريبى وله لوحات حاز عليها بجوائز و متميز بفن التسويق وايضاً موهوب بغناء الراب وبلغنى اسماعيل فرحاً بانه اخيرا سيحل ضيفاً باحد القنوات الفضائية الكبرى الاسبوع القادم.
وذلك عن تصميمه لاول وكالة اعلانية باحدى وسائل التواصل الاجتماعى والتى وصل عدد معجبى فكرته الى اكثر من مائة الف شخص (100000) وإسماعيل من ابطال تحدى البصرالذى واجه قدره بفقد بصره شيئا فشيئا بمنتهى الرضا والحمد لله ويعيش من وقتها بامل كبير بالحياة ساعيا بافكاره للنجاح.
ولكن وللاسف سرعان ماعاود اتصاله بى ليحكى لى عن تلقيه مكالمة جديدة لمعدة البرنامج تساله قبل ان تصدمه بمفاجأة والواقع ان الصدمة لم تكن ليس فقط بالغاء استضافته قدر صدمة ماهو هذا السؤال وكان حوار المكالمة بينهما كما يلى قالت هى (عندك كام سنة ) قال هو (38 سنة) والسؤال الاخر
قالت هى (هل وكالتك الاعلانية تصوير حركى اى فيديو) قال هو ( لا بل وكالة فوتوغرافية اى تصميم فكرة الاعلانات من خلال فن الفوتوغرافيا).
ومن سنين كنت اعمل بوكالة اعلانية كبيرة وصاحبها شخصية شهيرة وهو من شجعنى وسجل لى اغنية راب
والان هى خطوة اولى لى بوكالتى الاعلانية من خلال وسائل التواصل الاجتماعى.
قالت هى وختمت (للاسف الحلقة الخاصة بك اتلغت يامحمد وشكلك بالصورة على فكرة اصغر سناً )
قال هو ( فانا اوضحت من قبل لكم كل هذى التفاصيل فما الجديد عليكم فيما عدا سنى!!! )
اخد محمد الصدمة وكلمنى فصدمنى ايضاً معه بالتبعية ، فنحن كفريق (مبادرة معاً ) نعتبر اى مشكلة لاحد هى تخص مبادرتنا كون مبادرة معاُ رمز وهدف لكل ابطال التحدى.
والان انا بدورى اوجه سؤال كبير الى مسئولى البرنامج الشهير فهل تصح نظرية اقصاء نماذج ناجحة ومستوفية الشروط النموذجية عن مرىء جمهورالمشاهديين له والاستفادة من تجربته لفئة كل متحدى الاعاقة واسرهم ايضاً وذلك لفرضية تجاوز الضيف فئة سن العشرينات ؟؟؟ !!!.
وهل تقل اهمية وكالة اعلانية فوتغرافية عن وكالة اخرى قائمة على التصوير الحركى ( بالفيديواعلاميا )؟؟؟
وماذا عن ما درسناه بالاعلام عن فنون الاعلانات الثابتة كاعلانات الطرق مثلا وغيرها الا تعد تلك من اهم وسائل الدعاية بالاعلان والاعلام ؟؟؟ .
فاذا كنا نتحدث هنا عن خلل ما فى تقييم موهبة و جهد انسان موهوب ، فماذا نقول عن اقصاء امنية انسان بنشر فكرته عبر وسائل الاعلام الكبيرة سعيا لتحقيق حلم النجاح وذلك سببا لفئته العمرية وهومازل شاب بالثلاثين و ما حدث بواقع الامًر من الاعلام انه قد اقصى حلم انسان دون اى اكتراث وحتى ان يكون هذا الانسان الموهوب من احد ابطال التحدى بالحياة.
وهل بايادينا جميعا اعلاميا وانسانيا متفقين ان نهبط بشخص وبافكاره المجدية لجمهورالمشاهدين و المجتمع الى هاوية الاحباط والتذمر ثم الى حالة اللاانتماء للمجتمع باكمله ؟؟؟ !!! .
وماذا نقول عن الفئة العمرية لرموزنا من المخترعيين وكبار العلماء والمبدعين ومنهم من كان قد تخطى الفئة السبعينية حتى ان منهم كانوا بالفئة الثمانينة ايضاً وظلوا يعطون الى اخر وقت بحياتهم ؟؟؟ ، وظل ايضا تسليط الاعلام عليهم الى اخر وقت بحياتهم.
وتعالوا معاُ نرجع الى ذاكرة التاريخ القريب لنتذكر بعض من مبدعينا بشكل عمومى و اعمارهم فعلى سبيل المثال.
الاديب العالمى نجيب محفوظ الحائز على جائزة نوبل والذى فارق الحياة عن عمر 94 عام وظل يبدع بكتابته وحتى قبل وفاته بعاميين كانت اخر اعماله احلام فترة النقاهة عام2004 وكان محل اهتمام الاعلام المصرى والعربى.
والكاتب الكبير توفيق الحكيم ظل يبدع وهو حتى بالثمانين من عمره قبل وفاته بعاميين والذى عاش 89عام فكانت سنة 1985 اخر اعماله شجرة الحكم السياسى وكان محل اهتمام الاعلام المصرى والعربى.
وماذا عن اكبر نموذج لابطال التحدى عميد الادب العربى طه حسين صاحب البصيرة والذكاء متحدياً اعاقته البصرية منذ نعومة اظافره.
عاش طه حسين 84 عام ظل يفكر ويبدع بحصاد ادبى كبير وحتى لاخر حياته وكان محل انتباه ليس الاعلام المصرى فحسب انما محل اهتمام الاعلام العربى كله.
الجدير بالذكر انه لاتزال افكار ومواقف طه حسين تثير الجدل وهو يعد من ابرز الشخصيات العربية المؤثرة بالحركة العربية الادبية الحديثة.
وبراى المتواضع فانه اى شخص اى ان كان من فئة الثلاثين او فئة الاربعين اوحتى الخمسين وهو مبتكر ومبدع فلابد ان نسلط الضوء بكافة وسائل الاعلام عليه.
وارجع بكم الى النتيجة بتلك المشكلة والتى سببت صدمة بنفسية بطل التحدى محمد اسماعيل لهذا الاقصاء ووقف حلمه بنشر افكاره للمجتمع كله.
و اذ انه احد ابطال التحدى واى موهبة تخص اى من متحدى الاعاقة فهى تخص كل فئة متحدى الاعاقة وترمز لاى منهم ولو اننا كاعلام سلطنا الضوء على رموز ونماذج ناجحة منهم لحققنا لهم الرغبة الحلوة فى الحياة والشعور بالامل المتجدد يوم عن يوم.
لنعطى لهم طعم ومعنى جديد لحياتهم.
لذلك انا اناشد مسئولى القنوات الفضائية ومسئولى الاعلام بجميع وسائله ان نفكر معاً بشكل ايجابى اى نضع تفنيد لكل حالة وابعادها فوائدها واضرارها وارجو انا نغفل بل نركز فى البعد النفسى والاجتماعى فى كل تعاملتنا بالاعلام خاصة فئة متحدى الاعاقة.
فحالة مثل حالة اقصاء بطل التحدى اسماعيل عن شاشة الاعلام هى للاسف حالة من الغفلان عن ابعاد كبيرة اجتماعية ونفسية ايضاً.
فتعالوا معاً نتكاتف بنقطة واحدة ننطلق منها ولاهداف مشتركة لنغير من اعلامنا الى اعلام يستشعر شتى الحالات وليس كمن يفر ورق مكتوب حفظا وليس فهماً ويقر بعد غافلا اهم الامور ونتائجها على مجتماعتنا
فمن اهم ما بحياتنا ان نعيش امالنا ونحقق احلامنا فبامالنا واحلامنا لو وضعنا خطط هادفة سنحقق النجاح ليس فقط لشخص او اشخاص انما