"مباحثات البحر".. دليل دامغ على التعنت الحوثي
فيما يوشك متمردو الحوثي الموالون لطهران
أن يكملوا ألف خرق لهدنة الحديدة التي يصفها المراقبون بـ"الهشة"، ينعقد،
يوم الأحد، اجتماع "تنسيقي" على متن سفينة في عرض الساحل الغربي لليمن.
وفي آخر التطورات، أفادت مصادر "سكاي
نيوز عربية" ببدء اجتماع لجنة التنسيق المشتركة لتنفيذ اتفاق السويد الخاص بالحديدة
برئاسة الجنرال باتريك كاميرت، مع ممثلي الحكومة اليمنية والميليشيات الانقلابية على
متن سفينة "فوس أبولو" التابعة للأمم المتحدة في عرض البحر الأحمر، قبالة
ميناء الحديدة.
وجرى هذا الاجتماع الأول بعدما تعذر عقد
جولة الاجتماعات المقررة لتنفيذ اتفاق السويد القاضي بانسحاب ميليشيات الحوثي من الميناء،
وتعثرت اللقاءات، بعد رفض الانقلابين لعقد الاجتماعات في مناطق الشرعية.
ويماطل الحوثيون في تنفيذ بنود اتفاق ستوكهولم،
بهدف تحويل الالتزامات التي وقعوا عليها إلى ثمن نهائي لإنهاء الحرب وإقرار المجتمع
الدولي والتحالف والحكومة بسياسة الأمر الواقع، التي تمنحهم الحق في بسط نفوذهم على
المحافظات الشمالية.
ويسعى الحوثيون لشرعنة انقلابهم وعقد صفقة سياسية كبرى في محاولة لاستباق التحوّلات الإقليمية التي تشير إلى مواجهة محتملة بين الولايات المتحدة والنظام الإيراني، وإمكانية وضع الحوثيين في نطاق الأهداف الأميركية إلى جانب إيران وحزب الله الإرهابي في لبنان.
ومن شأن هذا التحوّل أن ينعكس بشكل كارثي
على مستقبل الميليشيات الحوثية، كما سيفقدها جزءا مهما من التعاطف والمساندة، اللذين
تبديهما بعض الدول الغربية.
وأشارت مصادر إعلامية إلى قيام سفراء السعودية
والإمارات واليمن في الأمم المتحدة بتوجيه رسالة إلى رئيس مجلس الأمن، رصدت الخروق
الحوثية في الحديدة منذ سريان الهدنة في 18 من ديسمبر الماضي، وهي خروقات تتجاوز الألف
حتى نهاية يناير.
ولا تبدي الحكومة اليمنية أي تفاؤل حيال
إعلان الأمم المتحدة عن تعيين الجنرال الدنماركي مايكل لوليسغارد رئيسا لبعثة المراقبين
في الحديدة اليمنية خلفا للجنرال الهولندي المستقيل باتريك كاميرت.
وترى الحكومة اليمنية أن المشكلة الأساسية
تكمن في عدم امتثال الحوثيين للاتفاقات والقرارات الدولية، في ظل التدليل الذي يغلب
على طريقة تعاطي الأمم المتحدة مع التعنت الحوثي، الذي تواصل مع عقد اجتماع اللجنة
المشتركة لتنفيذ اتفاق ستوكهولم في سفينة على عرض البحر الأحمر.
وفيما أغلقت كافة مسارات تنفيذ اتفاق السويد،
تستضيف العاصمة الأردنية عمان لقاء ثانيا لممثلي الحكومة والمتمردين في لجنة ملف تبادل
الأسرى.
وأعلن الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية
الأردنية، سفيان القضاة، السبت، في بيان رسمي، عن موافقة الحكومة الأردنية على طلب
جديد مقدم من مكتب المبعوث الدولي لعقد اجتماع في عمان الأسبوع القادم بين ممثلي الحكومة
اليمنية وجماعة الحوثي، لمتابعة مناقشة بنود اتفاق تبادل الأسرى والمعتقلين.