"تجربة 50 عامًا في التحقيق".. هدية جناح الأزهر بمعرض الكتاب للباحثين وطلاب العلم
يقدم جناح الأزهر الشريف بمعرِض القاهرة الدوليّ للكتاب لزواره كتاب "عن تجربتي في التحقيق.. بحوث ودراسات"، للأستاذ الدكتور السعيد السيد عباده، من كبار علماء الأزهر الشريف.
ويهدف الكتاب لتزويد الباحثين وطلاب العلم بخلاصةَ تجارب خمسين عامًا أو أكثر، قضاها المؤلف في مجال تحقيق التراث، حيث لم ينقطع طيلة هذه المدة عن النظر في التراث، ولا سيما المخطوط؛ من أجل تحقيق نصه، أو نسبته، أو زمانه، أو من أجل الوصف للتحقيق، أو النقد له، أو التقرير عنه، أو التعليم له.
ويشدد المؤلف على أن "التحقيق للتراث ضرورة حضارية، يستوجبها التنافس؛ إذ هو أداة الكشف عن كنوز التراث، لافتًا إلى أن النص التراثي، العربي، لا حد لكثرته ولا لتنوعه؛ لأنه إذا كان التقدير له قبل خمسين عامًا (٢٦٨) مليون مجلد، فما ظنك به الآن، بعد ما تم اكتشافه، في هذه الخمسين، من المغتَرِب، ومن المفقود؟ وإذا كان من الكثرة إلى هذا الحد، فما ظنك بأنواعه؛ بحسب العلوم، أو بحسب الأصول والفروع، أو بحسب المتون والشروح، أو بحسب النسخ، أو بحسب القديم والأقدم؟".
وإذا كان النص التراثي على هذا الشكل من الأهمية، والكم، فإن المؤلف يذكر بعضًا من الضوابط لمن يتصدى لمهمة التحقيق، أولها إجادة اللغة العربية، لغة النص، في فروعها المختلفة، والتمرس بأساليبها القديمة. ثاني الضوابط التي ينبغي توافرها في المحقق هو التخصص في موضوع النص الذي يُراد تحقيقه، وثالثها: الإلمام بأصول (التحقيق) نظرًا، والتدرب عليها عملًا، أما رابع هذه الضوابط فهو الاطلاع على ما كتب عن الخطوط العربية وتاريخ تطورها، وعلى المكتبة العربية التراثية في مختلف الأقطار والعصور، وعلى الكتب التي عالجت موضوع التصحيف والتحريف. كذلك يجب الباحث أو المحقق أن يكون مفطورًا على الصدق والصبر والأمانة والتثبت؛ لأنها المؤهلات الخلقية التي لا بدّ منها؛ لكي يؤدي نص المخطوط أداء صادقًا كما وضعه مؤلفه، ولكي يوفيه حقه من التوثيق والتوضيح بلا تساهل أو اجتراء.
ويشارك الأزهر الشريف – للعام الثالث على التوالي - بجناحٍ خاصٍّ به في معرض القاهرة الدولي للكتاب؛ وذلك انطلاقًا من مسؤولية الأزهر التعليمية والدعوية في نشر الفكر الإسلامي الوسطي الذي تبناه طيلة أكثر من ألف عام.
ويقع جناح الأزهر في قاعة التراث بالمعرض رقم "4"، حيث يمتد على مساحة نحو ألف متر، تشمل عدة أركان، مثل قاعة للندوات، وركن للفتوى، وبانوراما الأزهر، وركن للخط العربي، فضلا عن ركن للأطفال والأنشطة والورش الفنية.