نابليون ناصحًا حفيده.. هذا ما يفعله ماكرون في القاهرة!
مصر منذ العهود القديمة، وجميع المحيطين بها دولاً وشعوبًا، يعرفون جيدًا قيمتها تاريخيًا؛ حضارة سبعة آلاف عام، وجُغرافيًا؛ تُفاحة آدم التي تصل الشرق بالغرب والعكس، ويُدركون جيدًا بأس شعبها ضد أي مُعتد منذ أجدادنا الفراعنة.
وقال الجنرال الفرنسي نابليون بونابرت، قائد الحملة الفرنسية على مصر «في مصر قضيت أجمل السنوات، ففي أوروبا الغيوم لا يجعلك تفكر في المشاريع التي تغير التاريخ، أما في مصر فإن الذي يحكم بإمكانه أن يغير التاريخ».
وتعد زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لمصر، والتي تستغرق 3 أيام، استهلها أمس بزيارة أسوان، وتحديدًا معبد أبوسمبل، وتعتبر الزيارة الأولى لماكرون منذ توليه زمام الحكم في فرنسا، وكأنه قارئ جيد لتاريخ أجداده الذين أكدوا عبر العصور، على قيمة مصر بالنسبة لأوروبا باعتبارها، مُفتاح القارة السمراء أفريقيا، وحلقة وصل الشرق.
وتأتي زيارة ماكرون الأولى للقاهرة بهدف تعزيز علاقات التعاون الثنائي بين مصر وفرنسا، في شتى المجالات، بما يخدم صالح الشعبين، بجانب تبادل وجهات النظر مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، ومواصلة التنسيق بين البلدين فيما يتعلق بالقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وتشير التوقعات إلى أن الزيارة ستشهد مباحثات موسعة بين الرئيسين السيسي وماكرون، ومسؤولي البلدين، وتوقيع عدد من الاتفاقيات.
مُحتل الأمس صديق اليوم.. فنابليون بونابرت الذي وقف ممتطيًا حصانه يتأمل عظمة أبو الهول وأهراماته، المشهد يتكرر اليوم مع «ماكرون»، الصديق المحوري لمصر أمام عظمة معابد الفراعنة، أجداد المصريين، وسط انتباه ودهشة من قدرة الفراعنة التي جعلت أجيالا مُتعاقبة تُبرهن عظمة المصريين منذ القدم، وانتهى باستقباله في مطار قاهرة المُعز، استعدادا للقاء الرئيس السيسي اليوم الإثنين.
وتوقع أحمد الوكيل، رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية، يتوقع أن تُستغل الزيارة في توسيع مجالات التعاون المشترك بين القاهرة وباريس، مُحددًا أربعة مجالات يمكن أن تكون محورًا لزيادة التعاون الاقتصادي والاستثماري؛ وهي الكهرباء، النقل، الطاقة الجديدة والمتجددة، والبنية التحتية.
ويرى «الوكيل» أنه يمكن التعاون بين شركات البلدين في قطاع النقل والتدريب، وأن مشروعات محور قناة السويس الجديدة أبرز هذه الشراكات التي قد تكون أحد مجالات استثمار الشركات الفرنسية العالمية في مصر.
وتتزامن زيارة الرئيس الفرنسي، مع انطلاق فعاليات عام مصر- فرنسا، الذي سوف يشهد فعاليات ثقافية مشتركة بين الجانبين على مدار العام الجاري 2019.
وتحتل فرنسا المرتبة الرابعة بين دول الاتحاد الأوروبى المستثمرة فى مصر، مشيرا إلى أن حجم الأعمال والتجارة بين مصر وفرنسا يمكن تطويره بصورة أكبر خلال الفترة القادمة استغلالا للعلاقة السياسية الطيبة بين البلدين.
يُذكر أن العلاقات الثنائية الفرنسية- المصرية تقوم على روابط تاريخية زخمة، تستند إلى الصداقة والثقة المتبادلة، وظهر ذلك جليًا منذ ثلاث سنوات وعلى مختلف المستويات.
وتعد مصر كذلك شريكًا أساسيًا في مكافحة الإرهاب، وترتكز هذه الشراكة على التعاون الوثيق في مجال الدفاع، إذ وقّعت مصر عقدًا بقيمة 5,2 مليار يورو في 16 فبراير 2015 لاقتناء 24 مقاتلة رافال، وفرقاطة متعددة المهام وقذائف، وأبرمت اتفاقًا جديدًا في 10 أكتوبر 2015 من أجل اقتناء سفينتي القيادة والانتشار من طراز مسترال، وفي 17 أبريل 2016 من أجل اقتناء ساتل للاتصالات العسكرية.