6 دول أوروبية تخير مادورو بين الدعوة لانتخابات خلال 8 أيام أو تعترف بجوايدو

السعودية

نيكولاس مادورو
نيكولاس مادورو


حددت إسبانيا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا والبرتغال وهولندا، السبت، للرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو مهلة ثمانية أيام للدعوة إلى انتخابات في بلاده، وإلا فإنها ستعترف بزعيم المعارضة خوان جوايدو "رئيسًا" بالوكالة؛ لتنضم إلى موقف دول أخرى منها الولايات المتحدة.

وتأتي المهلة الأوروبية مع تصاعد الضغوط الدولية على نظام مادورو للموافقة على إجراء اقتراع جديد، خصوصًا مع اعتراف الولايات المتحدة وكندا ودول بارزة في أمريكا اللاتينية بجوايدو، الذي أعلن نفسه رئيسًا بالوكالة خلال تظاهرات حاشدة الأربعاء.

وفي السياق نفسه، أعلن الاتحاد الأوروبي على لسان وزيرة خارجيته فيديريكا موغيريني أنه "سيتخذ إجراءات" إذا لم تتم الدعوة إلى انتخابات في فنزويلا "في الأيام المقبلة".

وقال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز في إعلان رسمي بثه التلفزيون "إذا لم تتم الدعوة خلال ثمانية أيام إلى انتخابات نزيهة وحرة وشفافة في فنزويلا، فإن إسبانيا ستعترف بخوان جوايدو رئيسًا".

وتبعه الرئيس إيمانويل ماكرون الذي قال إن فرنسا "مستعدة للاعتراف" جوايدو "رئيسًا" لفنزويلا في حال عدم الدعوة إلى إجراء انتخابات "خلال 8 أيام".

وفي برلين، أوضحت مارتينا فيتز المتحدثة باسم الحكومة الألمانية في تغريدة "يجب أن يمنح للشعب الفنزويلي حق أن يقرر بحرية وأمان مستقبله. إذا لم تعلن انتخابات في غضون ثمانية أيام، فسنكون مستعدين للاعتراف بخوان جوايدو الذي يقود مثل هذه العملية السياسية، كرئيس بالوكالة".

وكتب وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت على تويتر "بعد منع مرشحي المعارضة وتزوير صناديق الاقتراع والمخالفات في عمليات الفرز في الانتخابات التي تضيق بالعيوب، أصبح من الواضح أن (الرئيس) نيكولاس مادورو ليس الرئيس الشرعي لفنزويلا".

وأضاف: "جوايدو هو الشخص المناسب للمضي بفنزويلا إلى الأمام".

ولاحقًا، صرَّح وزير الخارجية البرتغالي أوغوستو سانتوس سيلفا لإذاعة تي إس إف: "إما أن يوافق نيكولاس مادورو على المشاركة في هذه الانتخابات والبدء بالعملية بحيث تقودها لجنة انتخابية مستقلة (...)، وإما نعترف أن السلطة الشرعية الوحيدة لإجراء هذه العملية الانتخابية هي الجمعية الوطنية ورئيسها" خوان جوايدو.

وأضاف أنه مع دول أخرى في الاتحاد الأوروبي "خلصنا إلى أن أسبوعًا واحدًا سيكون مهلة مناسبة".

وانضمت هولندا مساء السبت، إلى موقف الدول الأوروبية الخمس، وقال وزير الخارجية الهولندي ستيف بلوك "ينبغي أن يتمتع شعب فنزويلا بالحق في تقرير مستقبله كما يشاء".

وأضاف في رسالة إلى البرلمان "إذا لم تتم الدعوة إلى انتخابات حرة وشفافة وديمقراطية في فنزويلا خلال ثمانية أيام، فإن هولندا بدورها تعتزم الاعتراف بخوان جوايدو رئيسًا بالوكالة".

تأتي هذه الإعلانات المتزامنة والأكثر وضوحًا من جانب دول في الاتحاد الأوروبي في وقت يستعد الاتحاد لبيان مشترك في ما يتعلق بموقفه من الأزمة في فنزويلا.

ولم يتوصل الاتحاد الأوروبي إلى الاتفاق على "إعلان مشترك" حول فنزويلا خلال اجتماعه الجمعة.

وكانت إسبانيا تودّ أن يمارس الاتحاد ضغوطًا على مادورو من أجل إجراء انتخابات فورية، لكن دولًا مثل النمسا واليونان والبرتغال أبدت ترددًا حيال ذلك.

كما أدان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الجمعة، السياسة الأمريكية "التدميرية" في فنزويلا. 

وترتبط إسبانيا، المستعمر السابق، ارتباطًا وثيقًا بفنزويلا، إذ يعيش حوالى 200 ألف من مواطنيها هناك. وأصرَّ رئيس وزرائها سانشيز السبت، على أن إسبانيا "لا تسعى إلى فرض حكومات أو إطاحتها في فنزويلا، بل نريد الديمقراطية والانتخابات الحرة".

واعترضت المعارضة على إعادة انتخاب مادورو العام الماضي، الذي يواجه معارضة دولية كبيرة، لكنه احتفظ حتى الآن بولاء الجيش القوي.

وحاول جوايدو، الذي وحّد المعارضة المنقسمة، هذا الأسبوع الحصول على تأييد الجيش عبر منحه عفوًا لأي عسكري ينشق عن نظام مادورو، لكن دون جدوى حتى الآن.

وردًّا على إعلان مادورو استعداده للقاء جوايدو، سارع الأخير إلى رفض المشاركة في "حوار شكليّ"، بل دعا إلى تعبئة عامة ضد مادورو في الشوارع في تصعيد للأزمة التي خلّفت 26 قتيلًا، في مواجهات بين معارضي مادورو وقوات الأمن.

وأعلنت المفوِّضة العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة ميشيل باشليه، أن أكثر من 350 شخصًا اعتُقلوا خلال تظاهرات هذا الاسبوع.

وحذّرت مفوضية الدول الأميركية لحقوق الإنسان الجمعة، من أن حياة جوايدو في خطر في خضم التوتر السياسي غير المسبوق في البلاد. 

وأعلن مادورو قطع العلاقات الدبلوماسية بين كراكاس وواشنطن، وأمهلت كراكاس الدبلوماسيين الأميركيين حتى السبت لمغادرة البلاد. 

وأكدت واشنطن أنها لن تلتزم قرار مادورو؛ لكنّها طلبت من الطاقم الدبلوماسي "غير الضروري" مغادرة البلد.