اختفاء حسن نصر الله يُقلق الإسرائيليين بشدة
حالة من الحيرة والإرتباك أصابت القيادات الامنية الإسرائيلية بسبب الإختفاء الغير مبرر للأمين العام لمنظمة حزب الله حسن نصر الله.
ما أربك الإسرائيليين هو أن حسن نصرالله ألقى منذ شهرين ونصف خطابه الاخير، وطوال هذه المدة حدثت عدة تطورات فى المنطقة إلى جانب بعض الاستفزازات الإسرائيلية، جعلت تل أبيب تتوقع منه ردود أفعال عنيفة ترقى للحدث وهو ما لم يتم بأى صورة.
بدأت الاستفزازات الإسرائيلية بتنفيذ عملية أطلق عليها "الدرع الشمالى"، دمرت خلالها 6 أنفاق تابعة للمنظمة والممتدة داخل الحدود الإسرائيلية وأستمرت العملية قرابة الشهر حتى تم الإنتهاء منها قبل عشرة أيام، ووقتها رسمت إسرائيل سيناريو الحرب المحتملة ضد حزب الله ونسبة الخسائر التى ستتكبدها نتيجة إنتقام نصر الله المتوقع.
وصدر تقرير من الجيش الإسرائيلى يشير إلى فقد المنظمة لورقة مساومة استراتيجية قبل المواجهة العسكرية القادمة.
كما أعرب رئيس الاركان السابق "جادى أيزنكاوت" الذى أنتهت ولايته قبل أيام، عن سعادته بتدمير الانفاق، التى كان يرى أنها ستخرج مئات المقاتلين من المنظمة لإحتلال المستوطنات الشمالية.
وبعد مرور شهر من إنطلاق العملية كشف عدد كبير من العسكريين عن تفاصيل الضربة التى تلقاها نصر الله، والتى نفذها سلاح الهندسة الميكانيكى دون الإستعانة بالقوة العسكرية وسط حالة من التأمين السرى برعاية المخابرات الإسرائيلية، ورغم ذلك لم يرد نصر الله أيضًا.
أحد الإحتمالات لتفسير صمت نصر الله أشار أن الامين العام للمنظمة الشيعية فضل أن يحل مشاكله السياسية الداخلية، عن الحديث عن مشروع الانفاق السرى فأى حديث عن الأنفاق فى الوقت الحالى سيعرضه لإنتقادات داخلية فى الوقت الذى تريد فيه المنظمة تجسيد نجاحتها خلال الانتخابات القادمة فى شهر مايو القادم.
استمر الصمت من جانب نصر الله بعد التطورات الاخيرة التى حدثت فى سوريا، والتى يقوم خلالها جنود التنظيم بالدفاع عن الرئيس بشار الأسد، فقد كان لتصريحات دونالد ترامب بسحب قواته من سوريا، سببا مقنعًا لإلقاء نصر الله لخطاب الإنتصار،لكنه لم يحدث، وتغاضى نصر الله لأول مرة عن استعراض قوته أمام العالم.
وما يُجسد حالة الضبابية والرعب من سلوك نصر الله لدى الإسرائيليين ما أعرب عنه العميد إحتياط بالجيش الإسرائيلى "تسيفى بوجيل"، الذى وصف حالة الصمت من جانب الأمين العام لمنظمة حزب الله بالغريبة، خاصة بعد القصف الذى قام به الطيران الإسرائيلى لبعض مخازن الذخيرة التابعة للتنظيم فى سوريا يوم الجمعة قبل الماضية، وإعتراف نتنياهو بذلك.
وقال "بوجيل" فى تصريح لإذاعة الجيش الإسرائيلى، أن صمت نصر الله المتكرر يقلقه بشكل كبير وأنه كان يُفضل منه أن يتحدث ويتوعد إسرائيل بالدمار، ليعرف هل إسرائيل على وشك الدخول فى معركة أم لا.
وتابع "نصر الله لا يتواجد فى المنطقة لشراء بعض الأشياء من السوق فهو يرغب فى استئصالنا من هنا وليس لديه هدف أخر".
وأرجع "بوجيل" سبب صمت نصر الله، إلى أمرين أولها، قيامه بالتخطيط لأشياء جديدة قد يفاجئ بها إسرائيل، أو الإنتظار لحصر الخسائر، التى تكبدتها المنظمة فى العملية الاخيرة، مؤكدًا أن نصرالله يرغب بكل تأكيد، فى أن يشكل تهديدًا وجوديًا على إسرائيل.
موقع "والا" الإسرائيلى أشار أن الأسابيع القادمة ستكشف أين إختفى نصر الله، فبعد أيام وتحديدًا يوم الثانى عشر من فبراير، تحل الذكرى الحادية عشرة لإغتيال القيادى "عماد مغنية " الذى قتلته إسرائيل عام 2008، وإعتاد نصر الله أن يستغل هذا اليوم فى إلقاء الخُطب االحماسية ضد إسرائيل، وفى حالة عدم ظهوره على شاشات التلفزيون فى هذا اليوم مثل كل عام، فمن المرجح أن يكون قد قُتل أو حدثت له إصابة داخل مخبأه الذى يُقيم به.