رسائل والد الشهيد مجند ياسر الشربيني: استشهاد ابني فخر.. وآخر وصية له "خلي بالك من زينة" (فيديو وصور)
في أحد الأحياء الشعبية وأكبرها من حيث المساحة وعدد السكان تجد أن منزل الشهيد علامة مميزة بكل منطقة، وعلى بُعد أمتار قليلة من بحيرة المنزلة بمنطقة عمرو بن العاص يظهر إضاءات "سبيل" مياه للمارة تعلوه صور كبيرة لمجند لم يبلغ العشرين من عمره تحيطه الآيات القرآنية التى تشير إلى منزلة الشهداء عند الله.
إنه الشهيد المجند "ياسر ممدوح الشربيني"، أحد أفراد قوات الأمن المركزي بشمال سيناء والذى استشهد إثر استهداف كمين الصفا بالعريش، نهاية مارس الماضي بعد إطلاق قذيفة "هاون" على الكمين بالطريق الدائري بدائرة قسم ثالث العريش، وذلك قبيل عيد الأم لعام 2016 بيوم واحد فقط.
وبلقاء "الفجر" مع أسرة الشهيد داخل منزلهم، أوضح ممدوح الشربينى "والده"، أن ياسر كان السند والصاحب وحامل المسئولية معه، ومنذ إستشهاده يعيش والده حالة من الحزن على الرغم من مرور سنوات على استشهاده قائلا "أنا فقدت السند.. ياسر من كان يساعدنى ويحمل معى ملتزمات المنزل.. كان روح هذا المنزل.. كان راجل بمعنى الكلمة".
وأضاف والده "لم أخشى عليه من الموت أبدا على الرغم من أنه كان يشعر بأنه سيستشهد فى يوم من الأيام، وفى نفس توقيت خدمته العسكرية كان أخوه الأكبر أيضا يخدم فى شمال سيناء، فأولادنا فداء للوطن وهم حماته.
وقال والد الشهيد مجند ياسر الشربينى: "إستشهاد إبنى فخر"، وكانت آخر وصية له بآخر مكالمة تليفونية بينى وبينه "خلى بالك من زينة أختى يابابا"، مضيفًا أنه لا يبخل على مصر بأى من أبنائه، وأنه فخور لأن نجله إستشهد دفاعا عن أرض الوطن.
يذكر أنه تعود ذكرى عيد الشرطة عندما وصلت قمة التوتر بين مصر وبريطانيا إلى حد مرتفع عندما اشتدت الأعمال الفدائية ضد معسكراتهم وجنودهم وضباطهم في منطقة القنال فقد كانت الخسائر البريطانية نتيجة العمليات الفدائية فادحة، خاصة في الفترة الأولى، وكذلك أدى انسحاب العمال المصريين من العمل في معسكرات الإنجليز إلى وضع القوات البريطانية في منطقة القناة في حرج شديد.
وحينما أعلنت الحكومة عن فتح مكاتب لتسجيل أسماء عمال المعسكرات الراغبين في ترك عملهم مساهمة في الكفاح الوطني سجل [91572] عاملًا أسماءهم في الفترة من 16 أكتوبر 1951 وحتى 30 من نوفمبر 1951، كما توقف المتعهدون عن توريد الخضراوات واللحوم والمستلزمات الأخرى الضرورية لإعاشة [80] ثمانون ألف جندي وضابط بريطانى.
وأقدمت القوات البريطانية على مغامرة أخرى لا تقل رعونة أو استفزازًا عن محاولاتها السابقة لإهانة الحكومة وإذلالها حتى ترجع عن قرارها بإلغاء المعاهدة، ففي صباح يوم الجمعة 25 يناير 1952 استدعى القائد البريطاني بمنطقة القناة "البريجادير أكسهام"- ضابط الاتصال المصري، وسلمه إنذارًا بأن تسلم قوات البوليس "الشرطة" المصرية بالإسماعيلية أسلحتها للقوات البريطانية، وتجلو عن دار المحافظة والثكنات، وترحل عن منطقة القناة كلها، وتنسحب إلى القاهرة بدعوى أنها مركز إختفاء الفدائيين المصريين المكافحين ضد قواته في منطقة القنال.
ورفضت المحافظة الإنذار البريطاني وأبلغته إلى وزير الداخلية " فؤاد سراح الدين باشا " الذي أقر موقفها، وطلب منها الصمود والمقاومة وعدم الاستسلام.
فقد القائد البريطانى في القناة أعصابه فقامت قواته ودباباته وعرباته المصفحة بمحاصرة قسم بوليس "شرطة" الاسماعيلية لنفس الدعوى بعد أن أرسل إنذارا لمأمور قسم الشرطة يطلب فيه منه تسليم أسلحة جنوده وعساكره، غير أن ضباط وجنود البوليس "الشرطة" رفضوا قبول هذا الانذار.
ورفضت قوات الشرطة المصرية تسليم أسلحتها وإخلاء مبنى المحافظة للقوات البريطانية، أسفر الاشتباك بين الشرطة المصرية والقوات البريطانية عن مقتل 50 شرطيًا مصريًا و80 جريحًا، وتحول يوم 25 يناير إلى عيد الشرطة يحتفل به كل عام، وفي 2009 أصبح يوم 25 يناير من كل عام يوم عطلة رسمية في مصر.