أم الشهيد مصطفى جاويش لـ "الفجر": إبني كان بيقولي أنا مشروع شهيد (فيديو)

محافظات

أم الشهيد مصطفى جاويش
أم الشهيد مصطفى جاويش


"مشروع شهيد".. كلمتان كررتهما والدة الشهيد مصطفى جاويش عدة مرات خلال لقائها مع "الفجر" فى الذكرى الـ 67 للاحتفال بعيد الشرطة، فتلك الكلامات كان إبنها دائم الذكر لهما منذ إلتحاقه بكلية الشرطة لاسيما بعد تخرجه.

"الملازم مصطفى يحيي جاويش"..أحد ضباط الأمن المركزى بشمال سيناء والذى استشهد قبل استلامه عمله بعدة ساعات على الرغم من رغبته فى الخدمة بسيناء وإلحاحه على مديريه خلال توزيعة الضباط الجدد على الذهاب لهذه المنطقة، مصطفى.. هو ابن بورسعيد الباسلة.. كان يعيش مع والده حكمدار شمال سيناء الأسبق والأسرة فى سيناء.

إنتهت حياة الملازم مصطفى يحيى جاويش بعد 3 أيام من تخرجه فى كلية الشرطة.. مات مصطفى برصاص إرهابيين فى العريش بسيناء قبل أن يتسلم عمله بـ 16 ساعة فقط.. مات الشاب الذى عمره 21 عامًا قبل أن يدخل إلى مكتبه أو يرى معسكر الأمن المركزى الذى سيبدأ فيه رحلته العملية وقبل أن يرتدى ملابسه الميرى.
وقالت والدته "سومية محمد فهمى": "إبنى كان مشروع شهيد وكانت هذه كلمته مرارا وتكرارا حتى أننى عندما كنت أبكى على فقدان أحد زملاؤه كان يقول لى "ياماما وفرى دموعك دلوقتى أنتى لسه هتعيطى كتير".

وأضافت قائلة: حسبي الله ونعم الوكيل فقدت فلذة كبدي وابنى الوحيد عزائي أننى احتسبه عند الله شهيدًا وشفيعًا لي، وأوضحت أن آخر رسالة بينه وبين أحد أصدقائه من ضباط القوات المسلحة كتب فيها "أنا روحت العريش مشروع شهيد".

وروت الأم المكلومة، تفاصيل الساعات الأخيرة فى حياة نجلها الشهيد والتى ملأتها مشاعر مختلفة عن مثيلتها من قبل، فكان كل فعل يقوم به "يجي ياخد رأيي فيه"، وأضاف "كان مختلف تماما خلال هذه الزيارة التى استعد خلالها لتسلم مهام عمله بقوات أمن شمال سيناء، فلقد إستيقظ مبكرا يوم الجمعة "يوم استشهاده" وبدأ فى اعداد مسلتزماته وصلى الجمعة، وسافر وبعدها بوقت قليل جاء لوالده تليفون يخبره باستشهاده".

يذكر أنه تعود ذكرى عيد الشرطة عندما وصلت قمة التوتر بين مصر وبريطانيا إلى حد مرتفع عندما اشتدت الأعمال الفدائية ضد معسكراتهم وجنودهم وضباطهم في منطقة القنال فقد كانت الخسائر البريطانية نتيجة العمليات الفدائية فادحة، خاصة في الفترة الأولى، وكذلك أدى انسحاب العمال المصريين من العمل في معسكرات الإنجليز إلى وضع القوات البريطانية في منطقة القناة في حرج شديد.

وحينما أعلنت الحكومة عن فتح مكاتب لتسجيل أسماء عمال المعسكرات الراغبين في ترك عملهم مساهمة في الكفاح الوطني سجل [91572] عاملًا أسماءهم في الفترة من 16 أكتوبر 1951 وحتى 30 من نوفمبر 1951، كما توقف المتعهدون عن توريد الخضراوات واللحوم والمستلزمات الأخرى الضرورية لإعاشة [80] ثمانون ألف جندي وضابط بريطاني.

وأقدمت القوات البريطانية على مغامرة أخرى لا تقل رعونة أو استفزازًا عن محاولاتها السابقة لإهانة الحكومة وإذلالها حتى ترجع عن قرارها بإلغاء المعاهدة، ففي صباح يوم الجمعة 25 يناير 1952 استدعى القائد البريطاني بمنطقة القناة "البريجادير أكسهام"- ضابط الاتصال المصري، وسلمه إنذارًا بأن تسلم قوات البوليس "الشرطة" المصرية بالإسماعيلية أسلحتها للقوات البريطانية، وتجلو عن دار المحافظة والثكنات، وترحل عن منطقة القناة كلها، وتنسحب إلى القاهرة بدعوى أنها مركز إختفاء الفدائيين المصريين المكافحين ضد قواته في منطقة القنال.

ورفضت المحافظة الإنذار البريطاني وأبلغته إلى وزير الداخلية " فؤاد سراح الدين باشا " الذي أقر موقفها، وطلب منها الصمود والمقاومة وعدم الاستسلام.

فقد القائد البريطانى في القناة أعصابه فقامت قواته ودباباته وعرباته المصفحة بمحاصرة قسم بوليس "شرطة" الاسماعيلية لنفس الدعوى بعد أن أرسل إنذارا لمأمور قسم الشرطة يطلب فيه منه تسليم أسلحة جنوده وعساكره، غير أن ضباط وجنود البوليس "الشرطة" رفضوا قبول هذا الانذار.

ورفضت قوات الشرطة المصرية تسليم أسلحتها وإخلاء مبنى المحافظة للقوات البريطانية، أسفر الاشتباك بين الشرطة المصرية والقوات البريطانية عن مقتل 50 شرطيًا مصريًا و80 جريحًا، وتحول يوم 25 يناير إلى عيد الشرطة يحتفل به كل عام، وفي 2009 أصبح يوم 25 يناير من كل عام يوم عطلة رسمية في مصر.