"قادرون باختلاف".. ورشة في فن المنمنمات لذوي الاحتياجات الخاصة
يستضيف متحف الفن الإسلامي ورشة عمل بعنوان "قادرون باختلاف" والتي تأتي بالتعاون مع كلية الآثار جامعة أسوان، تحت رعاية الأستاذة إلهام صلاح الدين رئيس قطاع المتاحف.
ومن ناحيته قال الدكتور ممدوح عثمان مدير متحف الفن الإسلامي، إن الورشة تستهدف الأطفال ذوي القدرات الخاصة، وذلك بغرض دمجهم مع المجتمع، وذلك من خلال ورشة نظرية وتطبيقية من صور المخطوطات الإسلامية.
وأضاف عثمان أن الأطفال سيستمعون لحكايات عن المنمنمات الإسلامية تقدمها الدكتورة أهداب محمد حسني منسق عام قسم الآثار الإسلامية كلية الآثار، جامعة أسوان، بالتعاون مع القسم التعليمي بالمتحف، ومديرية ثقافة القاهرة.
وأشار عثمان إلى أن الورشة تنطلق صباح الأحد 27 يناير 2019 الساعة العاشرة صباحًا بالقسم التعليمي في المتحف.
والمنمنمة، هي تلك الرسوم والأشكال التصويرية الدقيقة التي عكف المسلمون على الاستعانة بها في تزيين ما تركوه من مخطوطات علمية وأدبية، إضافة إلى تلك القطع الأثرية الموجودة في بعض المباني المعمارية القديمة كالمساجد الشهيرة والقصور الملكية.
فقد ظهر هذا الشكل من الفن التراثي في فترة مبكرة من تاريخ الحضارة العربية الإسلامية، وكان يسمى قديما “التزاويق”، وقد طور الفنان المسلم هذا الفن الذي ورث أصوله من الحضارات السابقة على الإسلام.
وتعد هذه المنمنمات جزء مهما من الكيان الكبير الذي يطلق عليه الفن الإسلامي، ذلك الذي يبدو جليا في العمارة والزخرفة والخط الإسلامي. تلك المنمنمات التي ازدهرت كأداة تجميلية فنية، فمن المسلمين إبان القرن الثاني والثالث والرابع عشر من الميلاد مع ازدهار الحضارة الإسلامية، وانتعاش حركة التأليف والترجمة، والانفتاح على مختلف الحضارات الأخرى، حيث استمد هذا الفن جذوره وروافده من أصول هذه الحضارات السابقة على الحضارة الإسلامية، وخاصة الحضارة الهندية والفارسية والصينية.
وتعد مخطوطة "مقامات الحريري" التي قام على تنفيذها الفنان المسلم “يحيى بن محمود الواسطي” عام 1237م، والتي تضم نحو مائة منمنمة تعد من روائع التصوير الإسلامي من جهة تنوع موضوعاتها التي تنبض بالحيوية، وتعبر بواقعية ملموسة عن عادات وتقاليد المجتمع الإسلامي العربي وغير العربي في تلك الحقبة من الزمن، ففيها ما يعكس جليا حياة المسلمين اليومية، وكذا الحياة الدينية بما فيها من حراك ثقافي تولى فيه الخطباء في مساجدهم دورا ملموسا، ومنها ما ينقل ملامح الحياة القضائية بما فيها من متهمين وقضاة وشهود، وفيها أيضا ما يدلل على عبقرية المعماري المسلم في هذه الآونة، وما أفرزه من أعمال متميزة في شكلها الخارجي ومحتواها الداخلي.
ويمكن تقسيم التصوير في المنمنمات الإسلامية إلى قسمين رئيسيين، أولهما: وهو الأكثر رسوخا وشعبية، حيث يستفيد فيه من تراث الماضي الغابر باعتباره موروثا ثقافيا شاملا وصل إلى ذروته اللونية والتقنية في محاكاة المواضيع التاريخية والإنسانية والأسطورية والدينية، في محاولة لفهمها واستيعاب أسرارها وأبعادها وروابطها الروحية في حياة الواقع الاجتماعي.
وثانيهما: ذلك التصوير الذي ينطلق من محاكاة الطبيعة بواقعية تتسم بالحرص على نقل أدق التفاصيل فيها، من أجل الانتقال إلى الطبيعة الإنسانية الأكثر تعقيدا، وذلك من خلال التركيز على الرؤية والاستقراء الديني والتأمل الروحاني.