خطوات ونصائح تحبب طفلك في تناول الخضار.. اكتشفيها
طفلي الصغير لا يحب الخضار، ماذا أفعل؟ سؤال تقليدي غالبا ما حيرت إجابته العديد من الأمهات نتيجة عجزهن عن إيجاد السبل المجدية لمواجهة رفض الأطفال تناول هكذا أصناف من المأكولات الهامة والمفيدة جدا من أجل صحتهم وسلامة نموهم؛ إذ غالبا ما يزداد هؤلاء عنادا أمام كل اجتهاد لإقناعهم أو ترغيبهم، وذلك كمحاولة منهم لفرض شخصياتهم أولا، وثانيا لأنهم عادةً ما يحبذون الأطعمة المشبعة بالسكريات وبالسعرات الحرارية لكونها أشهى بكثير. ولعلك تواجهين نفس هذه المشكلة سيدتي وتشعرين بالعجز الكامل حيالها، لا تقلقي مطلقا بعد الآن، فالحلول موجودة ولا تحتاج منك سوى التحلي بالصبر وبطول البال، أما عنها (أي تلك الحلول) فنستعرضها لك في ما تبقى معنا من أسطر من هذا المقال. تابعينا إذا واكتشفيها خطوةً بخطوة!
كيف تجعلين طفلك يحب تناول الخضار؟
كما سبق وأشرنا إلى ذلك في مقدمة هذا المقال، فإنك سيدتي أمام تحدي كبير لن يمكنك كسب رهانه إلا إذا ما تحليت بالكثير من الصبر وطول النفس، فمشوارك يبدأ منذ اللحظات الأولى لولادتك حينما يكون عليك أخذ القرار الحاسم حول مسألة رضاعة طفلك. ستسأليننا الآن ما علاقة ذلك بموضوعنا، نعلمك عزيزتي أن الرضاعة الطبيعية تساهم وبشكل كبير في تقبّل طفلك لأنواع مختلفة من المذاقات، وذلك لأن طعم حليب الثدي لا يظل على حاله مطلقا، وإنما يتغير بحسب الغذاء اليومي الذي تتناوله الأم، بعكس الحليب الصناعي الذي يكون مذاقه ثابتا لا يتبدل، وبالتالي فإن الأطفال الذين دأبوا على تناول هكذا حليب (أي الصناعي) سيكونون أكثر رفضا من غيرهم لطعم الخضروات المختلف بالنسبة إليهم، وعليه فإن الرضاعة الطبيعية هي خيارك الأمثل سيدتي.
أما حينما يبلغ الصغير عمر الستة أشهر ويكون لديه الحق في تناول بعض المأكولات، فلا تترددي مطلقا في تعويده على تناول بعض الخضروات، ولا تنساقي مطلقا وراء ذلك التفكير السائد للأجداد والقاضي بضرورة الاقتصار على تقديم الأطعمة حلوة المذاق إلى الأطفال الصغار، على أساسا أن المأكولات الحامضة أو المرة قليلا هي بالضرورة مأكولات تالفة أو أنها تحتوي على نسبة عالية من المواد السامة.
نأتي الآن إلى مرحلة ما بعد السنة، أي حينما يكون طفلك الصغير أكثر قدرةً على استيعاب وفهم الأشياء من حوله، حينها يتوجب عليك عزيزتي القيام بالعديد من الخطوات الهامة والرئيسية، وهي :
أولا : لا تبدي أي تململ أو غضب عند رفض صغيرك التناول من طبق الخضار، بل احرصي على استبداله بطبق آخر من المأكولات التي يحبذها، على أن تعيدي المحاولة معه في وقت آخر، سيتطلب منك الأمر جهدا مضنيا ولكن الطفل سيقتنع في النهاية حتى وإن كان ذلك بعد المحاولة العاشرة أو العشرين.
ثانيا : اجعلي سلاحك الدائم معه هو الترغيب ومحاولة الإقناع، وابتعدي عن كل أساليب الإجبار؛ فالأفضل أن يكون الصغير واعيا بأهمية الخضار في العناية بصحته وتأمين نموه بشكل سليم بدل الخوض في معركة معه وإرغامه على فعل شيء لا يريده فتكون النتيجة المزيد من الرفض والعناد، وربما يدخل هذا الأخير في نوبة حادة من البكاء التي قد تدفعه إلى التقيء في الكثير من الأحيان.
ثالثا : احرصي دائما على أن تكوني قدوةً لطفلك وأظهري أمامة مدى استمتاعك وتلذذك بطبق الخضروات الخاص بك، وستكتشفين في النهاية أنه سيبدأ في محاولة تقليدك والسير على خطاك.
رابعا : كوني ذكيةً في تعاملك مع طفلك واستخدمي معه أسلوب التدرج، وذلك بأن تعرضي عليه أولا الخضروات ذات المذاق الحلو كالجزر والفاصوليا مثلا، ومن ثم تقدمي إليه الأصناف الأخرى، على غرار البروكلي والسبانخ والأسبرجس.
خامسا : سيكون من الجيد بالنسبة إليك لو قمت باصطحاب طفلك الصغير معك أثناء التسوق، وعند اقتناء الخضروات بشكل خاص؛ حيث ستكونين حينها أمام فرصة حقيقية لمشاركته اختيار الأصناف التي يحبذها أو تلك التي يرغب في تجربتها، تأكدي أنه سيختار العديد منها، خاصةً تلك التي تتسم بألوانها الزاهية وبشكلها الجذاب.
سادسا : احرصي أيضا على استشارة صغيرك حول طريقة إعداد طبق الخضروات الخاص به، كأن تضيفي إليه بعض الجبن المبشور مثلا.
سابعا : لما لا تقومين أيضا بزراعة بعض الأنواع من الخضروات في منزلك وتوكلي إلى صغيرك مهمة العناية بها، سيكون متشوقا كثيرا إلى تذوقها وتجربة أكلها عند مشاهدته لها وهي تنمو بعد أيام طويلة من الانتظار.
ثامنا : أفضل طريقة تشدين بها طفلك إلى طبق الخضروات هي دعوته إلى المشاركة في تحضيره وإعداده، ولما لا العمل معا على تزينه في ما بعد بشكل مرح ولطيف، يمكن لكما مثلا استخدام قطع الخضروات في رسم وجه باسم، أو أيضا حيوان أليف، إلى غير ذلك من الرسومات التي تجعل الأمر يبدو أكثر تسليةً وإمتاعا وتشويقا.