جوتيريش: خطاب الكراهية يمثل تهديدًا لحقوق الإنسان والسلام والأمن في العالم
أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش أنه بالنظر إلى التحديات التي تواجه العالم، من تغير المناخ والهجرة والإرهاب إلى سلبيات العولمة، ليس هناك شك في أن هذه التحديات العالمية تتطلب حلولا عالمية، وأنه لا يمكن لأي بلد التصدي لها بمفرده.
صرح بذلك، خلال مؤتمر صحفى عقده في المقر الدائم للأمم المتحدة بنيويورك، وأضاف «الحاجة إلى تعددية الأطراف أكثر من أي وقت مضى»، وقناعته بأن تجاهل أو تشويه المتشككين في التعددية لن يؤدي ببساطة إلى أي نتيجة.
وأضاف: الحقيقة هي أن العديد من الناس حول العالم غير مقتنعين بقوة التعاون الدولي وغرضه. نحن بحاجة إلى فهم السبب، والعمل انطلاقا من هذا الفهم.
وبالإشارة إلى الفوائد العديدة التي شهدها العالم مؤخرا، من انخفاض معدل وفيات الرضع وارتفاع متوسط العمر والانخفاض الكبير في الفقر الشديد، حذر الأمين العام من نمو أوجه عدم المساواة بين البلدان، وفي داخلها، وانعكاس ذلك على الناس وشعورهم بالظلم «في جو من الرخاء العالمي».
«عندما يشعر الناس بأنهم لا يملكون أي فرصة ولا أمل ولا أي قائد أو مؤسسة تصغي لمشاكلهم، فإن عدم الاستقرار وعدم الثقة سيتبع ذلك بالتأكيد.»
وأضاف أمين عام الأمم المتحدة أن هذا الشعور بعدم الثقة في الحكومات والمؤسسات السياسية والمنظمات الدولية قد بدأ في الظهور بالفعل، ونتيجة لذلك «يمكن أن يصبح الناس أهدافا سهلة للقوميين والشعبويين،» كما أشار.
ومن هذا المنطلق، أكد الأمين العام على أن الحل للتحدي الأكبر الذي يواجه حكومات العالم اليوم، يكمن في التوصل إلى حلول ملموسة تستجيب لمخاوف الناس وقلقهم.
«إننا بحاجة إلى أن نبرهن، من خلال حلول ملموسة، أن الأمم المتحدة تساند الأشخاص الذين تخلفوا عن ركب التقدم، وترتبط باحتياجاتهم وتطلعاتهم ومشاكلهم اليومية. المفتاح هو عولمة عادلة، وخطة التنمية المستدامة لعام 2030 هي خطتنا.»
وشدد السيد جوتيريش على ضرورة إظهار قيمة الأمم المتحدة على الصعيد العالمي، كما تجلت بالفعل مؤخرا على العديد من الجبهات، لا سيما في الموافقة على برنامج عمل اتفاق المناخ في باريس في كاتوفيتسا وتبني الاتفاق العالمي للهجرة وأيضا اعتماد الاتفاق العالمي للاجئين.
وبالإضافة إلى ذلك، أدت الزيادة في الدبلوماسية من أجل السلام إلى وقف إطلاق النار في اليمن، الذي توسطت فيه الأمم المتحدة، والأمل الذي بعثه ذلك من أجل إنهاء أسوأ كارثة إنسانية في العالم.
كما جدد كبير الدبلوماسيين الأمميين الدعوة إلى ضرورة حشد كل شرائح المجتمع للدفاع عن القيم العالمية، والتصدي على وجه الخصوص لظهور خطاب الكراهية وكراهية الأجانب والتعصب، في الوقت الذي طفت فيه «وجهات النظر السامة»، بحسب وصفه، على سطح الخطاب السياسي.
«دعونا لا ننسى دروس الثلاثينيات. فخطاب الكراهية وجرائمه يمثلان تهديدات مباشرة لحقوق الإنسان والتنمية المستدامة والسلام والأمن.»
وأعلن الأمين العام أيضا أنه كلف مستشاره الخاص المعني بمنع الإبادة الجماعية أداما ديانغ، بجمع فريق أممي لزيادة استجابة الأمم المتحدة لهذه المهددات وتحديد استراتيجية على نطاق المنظومة وتقديم خطة عمل عالمية على وجه السرعة.
وشدد الأمين العام على أن «الكلمات ليست كافية»، حيث يجب أن تكون مصحوبة بالأفعال، لمعالجة الأسباب الجذرية للخوف وعدم الثقة والقلق والغضب.