مصطفى محمد يكتب: لن تسير وحيدًا ابدًا يالأبيض
لأن كرة القدم أصبحت صناعة وعلم، لذلك فإن علوم كرة القدم الحديثة تقول: إن المنتخبات التي تخوض البطولات المجمعة لا يمكنها تغيير الأحمال البدنية أو الإعداد الخططي الذي جهزت نفسها عليه قبل انطلاق المنافسة، إلا في أضيق الحدود. وبالتالي لا يتبقى لهذه الفرق سوى تطوير عامل الدوافع والإعداد النفسي!
ومن هذا المنطلق، تأتي أهمية دور الإعلام في خلق أجواء إيجابية تفاؤلية حول منتخبنا، لإستثارة الروح الوطنية الانتصارية والثقة في نفوس اللاعبين، وكذلك بث الحماس لدى اللاعب رقم 1 في هذا التوقيت، وهو جمهور الأبيض الوفي..
فما نحتاجه هو زراعة الأمل وليس ( الوهم ) كما قد يدعي علينا بعض ( السطحيين ).
ولكي يحدث ذلك نحتاج لفهم أسباب الإحباط لدى الشارع الرياضي، ومن ثما تغيير ( المود ) المزاج العام للأفضل. من أجل تحقيق أهدافنا من أمم آسيا 2019 وفي مقدمتها نجاح استضافة إمارات الخير للحدث، ثم الاستفادة من هذه الفرصة باقتناص الأبيض الإماراتي اللقب لأول مرة في التاريخ، أو على الأقل نتمنى أن ينال الكأس أحد المنتخبات العربية المتأهلة لدور الـ16.
التشخيص
- كما هو الحال مع معظم الجماهير العربية، فإن جمهور كرة القدم الإماراتي، جمهور ذواق يعشق الكرة الجميلة والأداء الهجومي واللمسات الفنية المهارية، ما يفسر الشعبية الجارفة في العالم العربي لراقصي السامبا وكرة هولندا الشاملة الجميلة.
- بالإضافة إلى ما يسببه ضغط الطموح المشروع الواقع على جمهور الأبيض في نيل اللقب الآسيوي وخاصة وأن البطولة تحتضنها الإمارات ويرون أنها فرصة تتكرر كل فترة ليست بالقصيرة.
- وكذلك تعود أسباب الإحباط إلى حالة عدم الرضى والانتقادات الجماهيرية والإعلامية المتواصلة من الشارع الرياضي لاتحاد الكرة وللجهاز الفني نتيجة لمسيرة المنتخب في فترة الإعداد.
العلاج
بعيدا عن التفتيش في النوايا، فالنقد مطلوب وضروري طوال الوقت لتصحيح المسار، ومشاعر عدم الرضى عن المدرب واختياراته وطريقته ومطالب التغيير الفني والإداري كانت منطقية قبل انطلاق البطولة!
أما الآن فمن غير المقبول لأي منا أن ينتصر لوجهة نظره على حساب مصلحة المنتخب، أو أن يساهم في إيصال رسائل سلبية للرأي العام، فالوقت والظرف والسياق غير مناسب ولا يحتمل!
وبناء عليه، مهما كان رأينا في أداء منتخبنا ولاعبينا وطريقة مدربنا وتباين انطباعاتنا مع حول أداء المسؤولين عن إدارة الأبيض، فليس أمامنا سوى الدعم والمؤازرة والتمسك بالأمل بخلق أجواء إيجابية تحفيزية والابتعاد عن النقد السلبي، والحساب والتقييم بعد انتهاء البطولة بهدوء وتجرد!