إعلام دمنهور ينظم ندوة للحد من ظاهرة الانتحار بحبوب الغلال (صور)
نظم مركز النيل للإعلام بدمنهور، ندوة بعنوان "سبل مواجهة حبوب الغلة للحد من ظاهرة الانتحار والقتل"، وذلك بقاعة الإدارة الزراعية بالدلنجات، حاضرها كلا من الدكتور فايز رزق مدير الإدارة، والدكتور محمد عفيفي رئيس قسم الصحة المهنية بالإدارة الصحية بالدلنجات، بهدف المساعدة في إيجاد الحلول وزيادة الوعي بين أكبر عدد من المواطنين.
افتتح فعاليات الندوة الأستاذ رجب يوسف مسئول المتابعة بمركز النيل للإعلام بدمنهور، وأوضح أهمية الندوة نظرا لزيادة عدد الحوادث المتسببة فيها هذه الحبوب، حيث أقدم العديد من المواطنين على الانتحار باستخدام حبة الغلة السامة في ظاهرة غريبة على المجتمع المصري بسبب ضعف الوازع الديني وأن الانتحار من كبائر الذنوب.
ثم تحدث الأستاذ فايز رزق حول عدد من النقاط أهمها أن هناك بعض الأشياء تكمن خطورتها في سهولة استخدامها ومن أخطرها حبوب الغلة السامة التي تستخدم في الزراعة لمواجهة تسوس القمح الأمر الذي ساعد على انتشار تلك الحوادث بعدة قرى حتى أصبحت تلك الحبة أداة رئيسية في عملية انتحار المصريين كما بين أن لها عدد 18 اسم تجارى واسمها العلمي "الألومنيوم فوسفيد" وأنه كان يتم حفظ المحاصيل بطريقة بدائية آمنه سابقا إلى أن اتجه الناس إلى استخدام المواد الكيمائية في التخزين على الرغم من خطورتها وقامت عشرات الدول بمنعها وحظرها بعد زيادة نسبة وفيات الأطفال بسببها لكن الأمر في مصر مختلف تماما حيث ما زال الإصرار على استعمالها رغم خطورتها على المواطنين.
وأضاف أن هناك عدد من الطرق تغنى عن استخدام حبوب الغلة والحفاظ على المحاصيل من التلف ومنها حصد المحصول عند النضج الجيد وتطهير مكان التخزين وتعرضه للشمس وعمل صوامع وخلط الحبوب بالرمل أو الملح ووضع المحاصيل بطريقة تمنع وجود فراغات للتهوية بينها.
ثم تحدث الدكتور محمد عفيفي حول عدة نقاط منها، أن حبوب الغلة عندما تتعرض للرطوبة تقوم بتدمير الخلايا التي تنتج الأكسجين داخل الجسم ويدخل في تصنيع حبة الغلة، ومادة زينك فوسفيد تخرج منها غازات ضارة جدًا وعندما يتناولها أي إنسان سيموت في الحال لأنها شديدة السمية وكانت تستخدم قديمًا كسم للفئران والثعالب في القرى.
كما أن عدد حالات التسمم بحبوب الغلة بدأ في التزايد من عام 2015 حيث وصلت إلى 7 حالات في مركز الدلنجات عن شهر ديسمبر 2018 ووصلت عدد الحالات داخل محافظة البحيرة 50 حاله كما أضاف أن نسبة التسمم بمثل هذه الحبوب تنتشر بنسبه كبير في المحافظات الريفية مما حولها إلى خطر يهدد العديد من الأرواح وأصبحت طريقة سهلة للانتحار في الآونة الأخيرة، وتحولت من حالة عابرة إلى ظاهرة شبح موت يطارد الجميع مشيرًا إلى أن معظم حوادث الانتحار بحبة الغلة تنتهي بالموت السريع.
بالإضافة إلي أن كثرة التعامل مع هذه الحبوب واستنشاق الغازات المتصاعدة منها يؤدى إلى الإصابة بالعديد من الأمراض ومنها "سرطان الرئة والكبد، تشوهات الجنين، تدمير العديد من خلايا المخ، الزهايمر، العقم عند الرجال"، وأنه لابد من تفعيل دور الأزهر والكنيسة في الوعظ والتهويل من الانتحار مع بيان سوء عقوبته كما أشار إلى ضرورة التوعية في وسائل الإعلام المناسبة لبيان خطر هذه المادة.
وكذا أن هذه الحبة تباع في الصيدليات البيطرية أو محلات المبيدات الزراعية ولا تخضع لأي رقابة للحد من عمليات بيعها وتداولها بين المواطنين لافتًا إلى أنه لا يوجد أي أمصال لمواجهة أضرار هذه الحبة رغم أن آلاف الفلاحين يعتمدون عليها في تخزين القمح بينما يستخدمها الشباب في الانتحار مؤخرًا، وأن هناك عدد من المزارعين يستخدمونها في رش الخضروات والفواكه مما يضاعف من خطورتها ومن هنا طالب الحضور بتقنين المبيدات شديدة السمية حيث يتم توزيعا عن طريق الإرشاد الزراعي أو الجمعيات الزراعية وذلك للحد من خطورتها وتحديد المسئولين عن استخدامها في غير ما وضعت له.