"من زيارة ناصر لتوجيه السادات" وثائق نادرة تُعرض لتاريخ قناة السويس (صور)
التقطت عدسة الفجر، عدد من الوثائق التي تم عرضها في المعرض المؤقت لقناة السويس في متحف الفن الإسلامي بمناسبة مرور 149 عامًا على افتتاح القناة وذلك في إطار التعاون ما بين وزارة الآثار وهيئة قناة السويس.
أول مجلس إدارة مصري لإدارة قناة السويس
وكانت أول وثيقة عبارة عن صورة نادرة لأول اجتماع لمجلس إدارة القناة بعد قرار التأميم لتسيير أعمالها، وفي هذا الاجتماع الأول تم التأكيد على أن القناة مصرية لحما ودما، وأن أبنائها أولى بإدارتها.
وقد نجحت الإدارة المصرية الجديدة نجاحًا باهرًا في إدارة القناة، وهو النجاح الذي أذهل العالم، وخيب آمال أعداء مصر، بالرغم من مؤامرات الدول التي لها نفع في قناة السويس وعلى رأسهم إنجلترا وفرنسا، وسحبهما للمرشدين المعينين من قبلهم في الحادثة الشهيرة المعروفة بسحب المرشدين الأجانب، بقصد تعجيز الإدارة الجديدة، والإضرار بالملاحة في مجرى القناة، وشهد الاجتماع الأول، إبراهيم زكي، ومحمود يونس، والدكتور عبد الباقي القشيري، وأمير البحر محمود سامي، ومصطفى الحفناوي، وبدوي حمزة، وبرهان سعيد.
زيارة الرئيس جمال عبد الناصر للقناة أول مرة بعد العدوان الثلاثي
الوثيقة الثانية، عبارة عن تسجيل الرئيس جمال عبد الناصر لأول زيارة له للمجرى القناة بعد الحرب التي شنتها ثلاث دول ضد مصر وعرفت في التاريخ العسكري المصري باسم "العدوان الثلاثي" وجاء نص توقيع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في دفتر زيارات القناة كالتالي:
"بسم الله الرحمن الرحيم في زيارتي الأولى لبورسعيد بعد العدوان الثلاثي، وإنتصار شعب مصر يسعدني أن أزور هيئة قنال السويس، بعد أن أصبحت مصرية بكل معاني الكلمة، وأن أنتهز هذه الفرصة لأعبر عن تقدير شعب مصر، وتقدير الجهود النافعة التي قام بها من تولوا أمر القنال بعد التأميم، أرجو من الله أن يوفقكم، جمال، في 23 – 12-1957 م".
توجيه السادات بتسليم القناة لإدارتها
أما الوثيقة الثالثة فهي وثيقة النصر، والتي وجه فيها الرئيس الراحل محمد أنور السادات، بعد تحرير سيناء، وتطهير المجرى الملاحي للقناة وإعادة تشغيله، تسليم القناة لإدارتها، وجاء نص التوجيه كالآتي "بسم الله الرحمن الرحيم، رئيس الجمهورية، توجيه إلي الفريق أول محمد الجمسي نائب رئيس الوزراء ووزير الحربية، والقائد العام للقوات المسلحة، نتيجة للنصر الذي حققته قواتنا المسلحة في حرب أكتوبر 1973 رمضان 1393، وتحريرها لجزء عزيز من أرضنا الطيبة في سيناء، وبمناسبة الانتهاء من تطهير قناة السويس وإعادة صلاحيتها للملاحة الدولية قررت.. أولا تسليم القناة إلي هيئة قناة السويس لادارتها إعتبارًا من الساعة الحادية عشر من صباح اليوم 5 يونيو 1975، ثانيًا استمرار القوات المسلحة في حماية مدن القناة وتأمين الملاحة فيها ضد أي اعتداء، رئيس الجمهورية والقائد العام للقوات المسلحة، محمد أنور السادات".
وتعتبر الوثائق الثلاث تأريخًا لأبرز المحطات التاريخية، في عمر القناة التي بدأ تاريخها منذ قدماء المصريين، وتم التفكير في حفرها عبر عدة عصور حتى اتخذت هذه الخطوة محمد سعيد باشا عام 1854 حيث استغرق بناء القناة 10 سنوات (1859 - 1869)، وساهم في عملية الحفر ما يقرب من مليون عامل مصري، وتم افتتاح القناة عام 1869 في حفل مهيب وبميزانية ضخمة.