حقيقة صناعة الكعب العالي لـ"الرجال فقط".. قصة تاريخية شيقة
تقول الحقائق التاريخية أن الأحذية ذات الكعب العالي، صُممت في الأصل للرجال، لأقدام الجنود والارستقراطيين من العائلات المالكة في أجزاء مختلفة من العالم، أما النساء فكانت بعيدة تمامًا عن هذا الاتجاه.
ظهرت النعال العريضة على جدران المعابد الفرعونية، وكانت مخصصة للطبقة الحاكمة كنوع من التمييز عن العامة، أما الكعب العالي بتصميمه الصريح يعود إلى بلاد فارس، تحديداً في القرن الخامس عشر عندما ارتدى الجنود أحذية مزدانة بكعب عالِ بغرض تأمين أقدامهم أثناء امتطاء الخيل.
جلب المهاجرون الفارسيون صيحة الأحذية بكعب عالِ إلى أوروبا ،ولكن ارتداها الذكور الأرستقراطيون ليظهروا أطول، ظناً أن هذا المظهر يمنحهم هالة من الترف والقوة والسيطرة.
في عام 1673 أصدر الملك لويس الرابع عشر، ملك فرنسا، مرسوماً يحظر ارتداء الكعب العالي على العامة، وقضى بأنه مظهر يميز أعضاء بلاطه فقط، عُرف هو شخصياً بما سُمي بـ«الكعوب الحمراء».
في أواخر القرن الخامس عشر وحتى القرن السابع عشر ظهر في أوروبا حذاء سُمي Chopine هي أحذية مبالغ في ارتفاعها - في بعض الأحيان تصل إلى 54 سم، كانت تنتعلها نساء الطبقة الراقية كنوع من إبراز الفخامة والجمال، بالطبع لم يظهر هذا الحذاء لأن النساء في ذلك العصر كن يرتدين طبقات من التنانير.
وبخلاف هذا الشكل من الأحذية ظل الكعب العالي بعيد عن النساء وظل مظهر يعبر عن رجال الطبقات الحاكمة فقط.
مع انطلاق الثورات الاجتماعية في أوروبا خلال القرن الثامن عشر، وانهيار مفاهيم تمييز الطبقة الحاكمة عن العامة، بدأ الكعب العالي يبتعد عن الرجال ويقترب من النساء اللواتي اكتشفن فيه طريقة للتعبير عن الأنوثة بعيداً عن الطبقة الاجتماعية التي ينتمون إليها.
بعد قيام الثورة الفرنسية وسيادة مفهوم الديمقراطيةـ أصبح الرجال ينظرون إلى الكعب العالي باعتباره اختيار غير عملي لا يناسب طبيعتهم، ومنذ ذلك الحين تحول إلى رمز للأنوثة حتى وقتنا هذا.