دعوة المعارضة للمشاركة في انتخابات الرئاسة المقبلة.. كيف تجاوز البشير أزمات السودان لتهدئة الشعب؟
تزامنًا مع خرج المئات من السودانيين إلى شوارع العاصمة الخرطوم للأسبوع الثالث على التوالي مطالبين بإسقاط الحكومة، تنديدا بارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة، توالت تصريحات الرئيس السوداني عمر البشير- الموجود في سدة الحكم منذ حوالي 30 عاما-، آخرها مطالبة من يريد الحكم يجهز نفسه لانتخابات 2020، لتهدئة الشعب السوداني.
وشهدت العاصمة، الخرطوم،
العديد من التظاهرات، أبرزها المظاهرات الطلابيّة التي خرجت من الجامعات، بالإضافة
للمدارس الثانوية والأسواق الشعبية، ما حدا السلطات السودانية إلى تعليق الدراسة في
الجامعات، ورغم ذلك تتواصل المظاهرات بشكل يومي، وشهدت عشرات البلدات السودانية احتجاجات
وحرق لمقار الحزب الحاكم.
"سنخرج من الأزمة"
وفي الثلاثين من
ديسمبر الماضي، أكد الرئيس السوداني، في خطاب أمام قيادات الشرطة، أن "بلاده ستخرج
من هذه الأزمة رغم أنف كل الذين يحاربون السودان من خلالها"، معربًا في كلمته
بحي بري بالخرطوم، عن رضائه التام على أداء الشرطة في السودان.
وأشار إلى أن
"أداء الشرطة هو حفظ أمن المواطن وليس قتل المواطن، لكن أحيانا كما قال سبحانه
وتعالى ولكم في القصاص حياة، والقصاص هو قتل وإعدام، ولكن ربنا وصفه بالحياة لأنه ردع
للآخرين للمحافظة على الأمن، والأمن سلعة غالية جدا لن نفرط بها".
واعتبر البشير أن
التخريب والنهب والسلب تعميق للمشكل وليس حلًا لها، مضيفا: "نستطيع بحسن إدارة
اقتصادنا سنخرج من هذه الأزمة رغم أنف كل من يحاول تركيع السودان من خلال هذه الأزمة".
دعوة المعارضة
للمشاركة في انتخابات الرئاسة العام المقبل
وفي آخر ديسمبر الماضي،
دعا الرئيس السوداني عمر البشير، المعارضة السودانية إلى الانضمام لوثيقة الحوار الوطني
والمشاركة في الانتخابات المقبلة في عام 2020، قائلاً إن الحكومة السودانية تستهدف
"النهضة" مضيفًا أن ميزانية العام الجديد جاءت لتخفيف معاناة المواطنين،
وطالب القوى السياسية والحزبية وبالمساهمة الراشدة في التعاطي مع القضايا بالسودان.
كما أعلن أن بلاده
لمواجهة التحديات الاقتصادية أبرمت اتفاقات مع دول وصفها البشير بالشقيقة وذكر منها
الصين وتركيا وروسيا وبلدان من الخليج العربي، من أجل "دعم بنية الإنتاج الوطني"،
مضيفًا في خطاب له: "أيها المواطنون الشرفاء، نحتفل بالمناسبة ونؤكد ماضون في
توسعة المشاركة في قيادة الدولة دون إقصاء أو تفرقة".
وطالب البشير، من
القوى السياسية والشعب السوداني بالابتعاد عن "الحروب والصراعات لتدعيم النسيج
الاجتماعي على أساس العدالة والمساواة دون تمييز"، كما ذكر: "ملتزمون بإجراء
انتخابات في 2020 في أجواء حرة"، موجها الدعوة للمعارضين في الاستعداد الجاد للمشاركة
فيها "تحقيقا للديمقراطية".
نتعرض
لحصار اقتصادي منذ سنوات
أعلن الرئيس السوداني،
عمر البشير، في الثالث من يناير الجاري، اتخاذ حزمة من الإجراءات لتحسين الوضع الاجتماعي
في البلاد، في تفاعل مع الأحداث الأخيرة التي شهدها السودان.وقال في كلمة له بالعاصمة الخرطوم، إن السودان بدأ برنامجا
لزيادة الراوتب، اعتبارا من شهر يناير الجاري، مشيرًا إلى أن الحكومة السودانية ستعمل
على تحسين الخدمات في مختلف المجالات مثل دعم السكن.
وأكد أنه يشعر بمعاناة
الفقراء لأنه اجتاز ظروفا صعبة بدوره، حين كان شابا يضطر إلى العمل في مهن بسيطة لأجل
تأمين مصروفه، لافتًا إلى أن الخرطوم تتعرض لحصار اقتصادي منذ سنوات طويلة، مضيفا أن
السودان من الدول التي يجري السعي إلى هدمها، مضيفًا أن البلاد تعاني مشكلات، لكن أكد
وجود فرق بين المظاهرات السلمية والأفعال التخريبية.
وقال إن الحديث عن
غرق الحكومة تم الترويج له في أكثر من مناسبة، لكن البلاد تحتاج إلى من يعمل في مثل
هذه الأوقات الحرجة لا إلى من يتشبث بها في أوقات الرخاء فحسب.
السودان
يتعرض لمؤامرة خارجية منذ أكثر من 20 عاما
وفي الثالث من يناير
الجاري، أكد البشير، أن السودان يتعرض لمؤامرة خارجية مستمرة منذ عام 1955، لافتا إلى
أن السودان يتعرض لحصار اقتصادي وحرب مستمرة منذ أكثر من 20 عاما.
وقال البشير خلال
كلمة له بالخرطوم أمام تجمع من العاملين والمعاشيين في إطار احتفالات البلاد بالذكرى63
للاستقلال :"رغم كل هذا الحصار وهذه الحرب نعمل على مواجهة تلك التحديات، ونسعى
لإيجاد حلول لهذه المعاناة المستمرة".
وأوضح أن التآمر
على السودان لم يبدأ الآن بل منذ سنوات ، قائلا
:" كان السودان على راس قائمة من 7 دول عربية يتم السعي لتدميرها"، مضيفًا
:" نعمل على استغلال الموارد التي يتمتع بها السودان لمصلحة المواطن"، مؤكدا
أن السودان سيتجاوز هذه الازمة بكل قوة وثبات.
"أنا ابن عامل فقير"
وخلال كلمة أمام
عاملين ومهنيين ووفود من أصحاب المعاشات في السودان، احتفالا بذكرى الاستقلال السودانية
رقم 63، تحدث فيها عن حقوق الشعب السوداني المستحقة التي تعمل حكومته على توفيرها رغم
الصعوبات، وأبرز تلك الحقوق السكن الذي قال البشير إنه يجب أن يحصل عليه كل مواطن سوداني
ولا يحمل هم من يطرق بابه يسأله عن الإيجار الشهري.
ثم بدأ في الحديث
عن تجربته الشخصية، وقال: "والدي كان عاملا فقيرا دخله محدود، كنت أشتغل في الإجازة
من أجل توفير مصاريف المدرسة وملابس السنة
الكاملة:، مضيفًا أنه كان يعمل "طُلبه"، أي عامل بناء، مع أحد المقاولين،
وسقط من على سقالة فانكسرت إحدى أسنانه. وجاء ذلك وسط حديث عن ضرورة توفير السلامة المهنية للعاملين. ثم أضاف أنه "تمضمض"
بالمياه حتى توقف النزيف ثم واصل عمله.
من يريد
الحكم يجهز نفسه لانتخابات 2020
وقال الرئيس السوداني،
عمر البشير، الخامس من يناير الجاري، إن من يريد الحكم عليه أن يجهز نفسه لانتخابات
2020، في إشارة لمطالبة المعارضة بتنحيه عن السلطة، مضيفًا في مقابلة تلفزيونية،
"أتينا للحكم عبر انتخابات أشرفت عليها مفوضية معترف بها من كل القوى السياسية"،
وفقًا لموقع "إرم نيوز" الإماراتي.
من جانبهم اعتبر
معارضون، لحكم الرئيس السوداني عمر البشير، أن ما خرج به الرئيس حتى الآن، هو خطابات
للتهدئة يستهدف تجاوز الأزمة، وأن هناك حالة سائدة في أوساط المحتجين والمعارضين، من
عدم تصديق ما يصدر عن الرئيس قياسا بوعود قدمها في أزمات سابقة.