ناصر المنصور يسترجع اللحظات التاريخية للفوز بلقب 1984 الآسيوي
في منتصف عام 1984، حزم اللاعب ناصر المنصور
حقائبه لمرافقة فريقه النهضة إلى معسكر خارجي في هولندا، واصطحب معه أحلامه إلى أوروبا،
آملًا أن تكون تلك الرحلة سندًا له في مسيرته.
بدأ معسكر النهضة، وانطلق المنصور في سماء
الأمنيات والاجتهاد، وفي يوم من أيام التدريبات التي تحتضنها العاصمة الهولندية أمستردام،
دعاه أحد إداريي الفريق؛ ليبلغه بنبأ سار وَرَدَهُم قبل دقائق، وزفَّ له خبر انضمامه
إلى قائمة المنتخب الوطني التي سيعتمد عليها المدرب الوطني خليل الزياني في كأس آسيا
1984 بسنغافورة.
شعور السعادة الغامرة، والفخر بتمثيل الأخضر
ما زال يخالج المنصور حتى الآن، بالرغم من مرور 34 عامًا، فيقول لموقع اتحاد الكرة:
"انتهيت من تدريب خلال معسكر فريق النهضة بهولندا، واستدعاني أحد أفراد الإدارة
لإبلاغي بالنبأ السار بطلب الزياني الاستعانة بخدماتي في أمم آسيا مع المنتخب الوطني".
ويُرْجِعُ المنصور أسبابَ الفوز التاريخي
بكأس آسيا في ذلك العام إلى الروح الأخوية، والترابط بين عناصر المنتخب، والطموحات
العالية، ويضيف: "قد لا يتصور الكثير مهما تحدثنا عن الترابط بين عناصر المنتخب،
لاعبين وإدارة وجهاز فني، الجميع كان يفكر أولًا في أداء مشرف للمنتخب، علاوة على التآخي
بين الجميع، كانت أيامًا رائعة لن تغادر ذهني ما حييت".
الثالث عشر من ديسمبر من عام 1984، اليوم
الذي تجوب ذكراه دائمًا أمام المنصور الذي واجه مع زملائه معاناة وصعوبات خلال مباراة
المنتخب الوطني أمام إيران بدور الأربعة، بعدما تقدم المنافس بهدف، وساعة الحكم تشير
إلى الدقيقة الـ89، وكل ما تبقى للحفاظ على تحقيق الحلم هو دقيقة واحدة فقط، وفي لحظة
ما ينطلق المنصور بالكرة مسابقًا الثواني التي تسرع هي الأخرى نحو النهاية؛ ليرسل كرته
باتجاه ماجد عبدالله، لكن المدافع الإيراني شاهين بياني قطع الطريق- في ارتباك- ليحوّل
كرة المنصور بالخطأ إلى شباك منتخب بلاده؛ ليسهم ناصر في واحد من أهم الأهداف في مسيرة
الصقور السعودية.
يسترجع المنصور الذكرى، ويقول: "كان
الوقت يجري بسرعة، ونحن نجري بكل طاقتنا للحاق بالنتيجة، أتذكر أنني استلمت الكرة وذهبت
بها إلى رأس منطقة الجزاء، أرسلتها نحو ماجد، لكن المدافع أراد إبعادها وبفضل الله،
ذهبت كرته إلى الشباك"، بعد هدف الرمق الأخير، نجح الأخضر في التأهل إلى المباراة
النهائية وإحراز اللقب على حساب منتخب الصين.