حكايات اليوم.. ميلاد محمود المليجي ورحيل الرائد المسرحي زكي طليمات
شهدت جميع بلدان العالم، في مثل هذا اليوم الثاني والعشرين من ديسمبر الجاري، أحداث عالمية مؤثرة، وذكريات جمة، بعضها توج بالاحتفال كالأحداث السعيدة والمواليد، والاحتفالات الهامة، والبعض الآخر خيم عليه الحزن، كالأحداث الحزينة والوفيات، وفي ذكرى الحدث، يستعيد الجميع تلك الذكريات، ومن بينها ذكرى انتهاء الحرب الصينية البورمية بهدنة غير مستقرة، وميلاد الكاتب عبد الحي مصطفى أديب، ورحيل الدكتورعبد العزيز حجازي، رئيس وزراء مصر الأسبق في عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات.
انتهاء الحرب الصينية البورمية بهدنة غير مستقرة
الحرب الصينية البورمية-التي تُعرف أيضًا بـغزوات تشينغ لبورما أو حملة أسرة تشينغ على ميانمار- هي حرب نشبت بين أسرة تشينغ من الصين وأسرة كونباونغ من بورما (ميانمار)، شنت الصين تحت قيادة الإمبراطور تشيان لونغ أربع غزوات في بورما في الفترة من 1765م حتى 1769م.
توصف الحرب التي يقال إنها أزهقت أرواح ما يزيد عن 70,000 مقاتل صيني وأربعة قادة، في بعض الأحيان على أنها "الحرب الحدودية الأكثر دموية التي شنتها أسرة تشينغ على الإطلاق"، وهي الحرب التي "أكدت على استقلال بورما"، وضع الدفاع الناجح لبورما الأساس للحدود بين البلدين في الوقت الحالي.
في البداية، توقع الإمبراطور حربًا سهلة، ولم يرسل إلا القوات القياسية الخضراء المتمركزة في يونان (الصين). جاء غزو تشينغ ردًا على نشر غالبية القوات البورمية في الغزو الأخير معهم في سيام. ومع ذلك، انتصرت القوات البورمية المتمرسة في أول معركتين في أعوام 1765م–1766م و1766م–1767م على الحدود. زادت حدة الصراع الإقليمي في هذه الآونة حتى وصل لحرب كبيرة اشتملت على مناورات عسكرية على الصعيد الوطني في كلا البلدين. أما الغزو الثالث (1767م–1768م) قاده نخبة من رجال الرايات التابعين لمانشو وقد نجحوا تقريبًا وتوغلوا في عمق وسط بورما في مسيرة استغرقت بضعة أيام من العاصمة أفا (إنوا).
لكن رجال الرايات من شمال الصين لم يستطيعوا تحمل التضاريس الإقليمية غير المألوفة والأمراض المتوطنة الفتاكة وطُرِدُوا مرة أخرى وبخسائر فادحة، وبعد نجاته من الهلاك بأعجوبة، أعاد الملك هسينبيوشين نشر قواته من سيام حتى الجبهة الصينية. وقد فشلت القوات المشاركة في الغزوة الرابعة الكبرى ولم تتمكن من اجتياز الحدود. ومع محاصرة قوات تشينغ بالكامل، توصل قادة الحرب إلى هدنة لكلا الجانبين في ديسمبر عام 1769م.
الكاتب عبد الحي مصطفى أديب
ومن مواليد هذا اليوم، الكاتب عبد الحي مصطفى أديب, كتب العديد من الأفلام في تاريخ السينما المصرية إذ كتب مشهدية نحو 200 فيلم أولها باب الحديدعام 1958، وآخرها ليلة البيبي دول عام 2008.
ولد عبد الحي أديب في مدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية, والتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية الذي درس من خلاله في قسم التمثيل. ثم التحق بالعمل كمساعد مخرج للمخرج يوسف شاهين الذي قدم معه في عام 1958 فيله الأول باب الحديد, تأثر بأستاذه المؤلف الكبير أبو السعود الإبياري والذي سانده وساعد في اكتشافه ككاتب بعد أن جعله يشارك معه في كتابة العديد من أشهر أفلام السينما المصرية، وقدم بعد ذلك المزيد من الأعمال التي تميزت بالرصد الاجتماعي لكافة ظواهر المجتمع وهو ما بدا في جميع أفلامه ومنها "الخبز المر" عام 1982، و"بيت القاضي" عام 1984، و"البدروم" عام 1987.
وتزوج أديب من السيدة "بسيمة محمد الفخراني" في عام 1949 ورزق منها بثلاثة أولاد، الأكبر هو الإعلامي والكاتب الصحافي عماد أديب, والأوسط فهو المذيع عمرو أديب مقدم برنامج كل يوم على قناة اون إيه، اما الابن الأصغر فهو المخرج السينمائي عادل أديب الذي أخرج واحدا من اعمال والده وهو فيلم ليلة البيبي دول والذي انتهى من إخراجه في 2008 بعد وفاة والده. وتوفى في 10 يونيو 2007 عن عمر يناهز 79 عاما في سويسرا حيث كان يعالج من مرض في القلب.
محمود المليجي
كما ولد في مثل هذا اليوم، الفنان محمود المليجي، بحي المغربلين في القاهرة، ترجع أصوله لقرية مليج بمحافظة المنوفية، تميز بأدوار الشر التي أجادها بشكل بارع، كما تميز في أدوار رئيس العصابة الخفي، ولعب أدوار الطبيب النفسي، ومثل أدوارًا أمام عظماء السينما المصرية رجالا ونساء.
انضم محمود المليجي في بداية عقد الثلاثينات من القرن الماضي، وكان مغمورًا في ذلك الوقت إلى فرقة الفنانة فاطمة رشدي، وبدأ حياته مع التمثيل من خلالها، حيث كان يؤدي الأدوار الصغيرة، مثل أدوار الخادم على سبيل المثال، وكان يتقاضى منها مرتب قدره 4 جنيهات .
ولاقتناع الفنانة فاطمة رشدي، بموهبته المتميزة رشحته لبطولة فيلم سينمائي اسمه (الزواج على الطريقة الحديثة) بعد أن انتقل من الأدوار الصغيرة في مسرحيات الفرقة إلى أدوار الفتى الأول، إلا أن فشل الفيلم جعله يترك الفرقة وينضم إلى فرقة رمسيس الشهيرة، حيث عمل فيها ابتداءً في وظيفة ملقن براتب قدره 9 جنيهات مصرية .
الفنان صلاح ذوالفقار
أما من رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم، الفنان صلاح ذوالفقار، من مواليد مدينة المحلة الكبرى، وتخرج من كلية الشرطة، ثم عمل فيها مدرسا، واتجه بعد ذلك إلى السينما، وعمل ممثلا ومنتجا وحصل على جائزة أفضل منتج عن فيلم أريد حلا، وكان الفيلم التليفزيوني الطريق إلى إيلات آخر أعماله، فلعب صلاح ذوالفقار جميع الأدوار وأجاد فيها ولم يخل أداؤه من خفة الظل.
عبد العزيز حجازي
ورحل أيضًا في مثل هذا اليوم، الدكتورعبد العزيز حجازي، رئيس وزراء مصر الأسبق في عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات، حصل على الدكتوراه من جامعة برمنجهام البريطانية العام 1951 وعمل عضوًا بهيئة التدريس بكلية التجارة، وعقب تخرجه عُرض عليه العمل مباشرة ضمن خبراء وزارة العدل، لكنه رفض واختار العمل بمصلحة الضرائب، بدأت حياته العملية العام 1944 مأمورًا للضرائب في منطقة الدرب الأحمر، لمدة 9 أشهر، وتولى وزارة الخزانة في 1968، ونائب رئيس الوزراء ووزير المالية والاقتصاد والتجارة الخارجية 1974، ورئيس مجلس الوزراء 1974، وكان المخطط لسياسة الانفتاح الاقتصادي، فأصدر عدة قوانين لإزالة القيود على استثمار رأس المال الأجنبي في مصر، وأنشأ المناطق الحرة لتشجيع مشاريع الاستثمارات الصناعية، التي أشرفت على نشاط جميع الاستثمارات الأجنبية في مصر ، نجح برنامج الانفتاح في جذب الاستثمارات الأجنبية في مجال البنوك ولكن استثمارات الصناعة كانت أقل من الأمل المعقود عليها.
زكي طليمات
مازلنا نذكره بجملته الشهيرة في فيلم الناصر صلاح الدين، لليلى فوزي "في ليلة أقل جمالاً من ليلتنا هذه ستأتين راكعة إلى خيمتي"، ويعرفه جمهور السينما أيضاً بشخصية المليونير، والد زبيدة ثروت في فيلمها مع عبدالحليم حافظ "يوم من عمري"، هذا هو زكي طليمات، الذي يعد واحداً من رواد المسرح العربي.
كما لعب دوراً مهماً في تأسيس حركة مسرحية في أكثر من دولة عربية مثل تونس والكويت، وهو مولود في ٢٩ مايو ١٨٩٤ بالقاهرة بحى عابدين من أب ذى أصول سورية وأم مصرية.