مقتل متظاهرين وتوقف "السوشيال ميديا".. آخر مستجدات احتجاجات السودان
اندلعت تظاهرات في مدن متفرقة بالسودان بدأت منذ يوم الأربعاء الماضي، احتجاجًا على تردي الأوضاع الاقتصادية، خاصة بعد ارتفاع أسعار الخبز ونقص وجوده في الأسواق.
وتتزايد أعداد المحتجين في ظل الدعوات النشطة منذ أسبوع على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تحث الشعب السوداني على النزول للميادين والشوارع والتعبير عن رفضهم للحالة المعيشية السيئة التي آلت إليها البلاد.
وشهدت جامعتي الخرطوم والنيلين خروج الطلاب إلى الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، والدمازين بولاية النيل الأزرق، إلى جانب مشاركة طلاب من المرحلة الثانوية في التظاهرات، ووه ما دفع قوات الأمن لتفرقة المحتجين بالغاز المسيل للدموع.
وفي مدينة عطبرة شمالي البلاد، أحرق محتجون مقر الحزب الحاكم هناك، وحاولوا التوجه إلى مؤسسات أخرى بالدولة لتدميرها وإحراقها ولكن قوات الأمن منعتهم من ذلك.
وفي سياق متصل، قال المتحدث الرسمي باسم حكومة ولاية نهر النيل إبراهيم مختار، إن لجنة أمن الولاية قررت في اجتماع إعلان حالة الطوارئ وحظر التجوال في مدينة عطبرة من 6 مساءً إلى 6 صباحًا لأجل غير مسمى، موضحًا أن القرار لا يشمل المؤسسات الخدمة بالمدينة.
كما توافد المئات من المتظاهرين على شوارع بورتسودان وهي عاصمة ولاية البحر الأحمر شرق البلاد للتنديد بغلاء الأسعار، وانضمت إليها مدينة النهود التي شهدت احتجاجات شعبية تصدت لها قوات الشرطة بالهراوات والغاز المسيل للدموع.
وفي سياق ذلك، ترصد "الفجر" أبرز مستجدات الأحداث الجارية في السودان في ظل التظاهرات العارمة التي اجتاحت مدن متفرقة من البلاد، وذلك خلال السطور التالية.
500 متظاهر على بعد كيلو متر من القصر الرئاسي
ووصلت التظاهرات وفقًا لوكالة "رويترز" والتي تشهدها العاصمة السودانية الخرطوم إلى مسافة قريبة جدًا من القصر الرئاسي، حيث أصبحت على بعد كيلو متر واحد فقط منه.
ونقلت الوكالة عن شهود عيان، قولهم إن هناك أكثر من 500 متظاهر نجحوا في الاقتراب من القصر الرئاسي بنحو واحد كيلو متر وهم يرفعون الأعلام السودانية وينددون بسقوط النظام عبر هتافات متواصلة، فيما أطلقت الشرطة السودانية الغاز المسيل للدموع تجاههم.
مقتل متظاهرين برصاص الشرطة واعتقال العشرات
ولقي متظاهران سودانيان حتفهما برصاص الشرطة، يوم أمس الخميس، خلال المظاهرات الاحتجاجية التي اندلعت على خلفية غلاء المعيشة في شمال وشرق البلاد.
وفي صباح اليوم الجمعة قتل شاب برصاب الشرطة أثناء التظاتهرات بمدينة بربر التابعة لولاية نهر النيل شمال السودان، بينما أصيب العشرات وتم اعتقال العديد من المتظاهرين من قبل السلطة السودانية.
توقف مفاجئ لخدمة "فيسبوك" و "واتساب"
وخلال الساعات الأولى من صباح اليوم الجمعة، انقطعت خدمة "الفيسبوك " و"الواتساب" عن المستخدمين السودانيين، وسط تساؤلات من المواطنين السودانيين حول أسباب هذا العطل المفاجئ وغير المبرر.
فيما توقع البعض أن يكون سبب هو إجراء احترازي من الحكومة السودانية في ظل الاحتجاجات التي تشهدها مختلف المدن السودانية بسبب غلاء الأسعار، خاصة مع اتساع رقعة الاحتجاجات السودانية وسط نداءات ودعوات عبر "الفيسبوك" تشجع على النزول والتعبير عن الرفض.
هدوء حذر بعدة مدن وسط انتشار أمني مكثف
ساد الهدوء عدد من المدن السودانية صباح اليوم الجمعة، وذلك وسط انتشار أمني للشرطة والجيش قرب المنشآت الحكومية ومحطات الوقود ومباني البنوك، بعد يومين من الاحتجاجات على ارتفاع أسعار الخبز.
وكان قد قتل 8 أشخاص في احتجاجات الأربعاء والخميس، التي شارك فيها المئات وأحرقت خلالها مقار لحزب المؤتمر الوطني الحاكم في مدن القضارف وعطبره ودنقلا، بحسب ما قال مسؤولون محليون.
وعلى جانب آخر، استمرت التظاهرات في بعض أجزاء العاصمة الخرطوم حتى الساعات الأولى من صباح الجمعة.
وبدت حركة السيارات في شوارع العاصمة عادية مع انتشار سيارات للشرطة في بعض الشوارع الرئيسية بداخلها أفراد من الشرطة يحملون هراوات وعبوات غاز مسيل للدموع، كما قال شهود عيان.
وفي شمال العاصمة الخرطوم، شوهد جنود يحرسون محطات الوقود ومقار البنوك وهم مسلحون ببنادق "الكلاشنيكوف".