رغم مرور عام ونصف.. استمرار إهمال ضريح ثاني من حمل لقب صلاح الدين في التاريخ
رصدت كاميرا الفجر في 17 يونيو 2017 أي منذ ما يقرب من العام ونصف العام، الإهمال الواقع على أثر يعد من أهم الآثار الإسلامية في مصر، في يخص أعظم سلاطين الشرق، طارد الصليبيين، ومحرر بلاد الشام، السلطان الأشرف صلاح الدين خليل بن قلاوون.
يتبادر إلي الأذهان من الاسم وكأنه صلاح الدين الأيوبي محرر بيت المقدس، إلا أن الأشرف خليل هو رجل آخر استحق لقب "صلاح الدين" فأصبح ثاني من يحمل اللقب بعد أن استحوذ عليه يوسف بن أيوب أول من حمل اللقب عدة عقود من الزمان.
والأشرف صلاح الدين خليل، يقول عنه الدكتور نور الدين خليل، في سلسلته المماليك المفتري عليهم، إنه أحد سلاطين دولة المماليك البحرية، وهو سابع سلاطينها، وابن السلطان المنصور قلاوون.
ويضيف "نور الدين" أن الأشرف خليل أتم ما بدأه صلاح الدين الأيوبي عمليًا، فهو طرد الغزاة من الشرق كله، واستعاد عكا الحصينة والتي كان يسيطر عليها الصليبين، ويضمنون بسيطرتهم عليها السيطرة علي تجارة الشرق، وفي شهر مايو عام 1291م استرد المماليك بقيادة الأشرف خليل عكا من يد الصليبيين، فاستحق عن جدارة لقب "صلاح الدين".
وقد بقي من آثار السلطان الأشرف صلاح الدين خليل بن قلاوون بالقاهرة قبة ضريحية مدفون بها هذا الرجل الذي طهر بلاد الشرق من الغزاة المحتلين لمدة تزيد عن الخمسمائة عام، والضريح تم بناؤه عام 709 هـ - 1288 م، والقبة تقع بشارع الأشرف قرب مشهد السيدة نفيسة، جنوب القاهرة في الشارع الذي يحمل اسم الملك إلى اليوم.
والأثر إلي جانب أهميته التاريخية فهو يحمل أهمية فنية كبيرة، حيث يحتوي علي عدة عناصر معمارية متميزة حيث يحمل القبة مربع حجري ضخم، والقبة ذات مناطق انتقال متطورة، كما يوجد زخارف جصية رائعة على الجدران من الخارج، ويوجد بقايا النوافذ الزجاجية الملونة والتي كانت تنير الضريح من الداخل علي ضريح الملك بالأضواء الملونة.
يقول المؤرخ شيلدون واتس عن الأشرف صلاح الدين خليل "لا شك أن هذا البطل العظيم يستحق أكثر بكثير من هذا، فبينما تعلن الحكومة المصرية تخصيص مبالغ ضخمة لترميم الآثار، والحفاظ عليها في الأماكن التاريخية بالقاهرة، فمن المأمول أن تتمكن من توفير الأموال لإنقاذ ضريح السلطان الأشرف صلاح الدين خليل بن قلاوون من الدمار.
وبعد أن قامت الفجر بتوثيق حالة الضريح منذ عام ونصف العام عادت الآن وتذكر المسؤولين بأنهم إلى الآن لم يحركوا ساكنًا فلا زال المعاين للضريح يجد يد الإهمال ممتدة إليه فنوافذه ساقطة وشروخ الجدران كما هي وطفح المياه الجوفية مستمر.
ونكرر هنا شهادة حسين حسني عثمان وهو أحد أبناء منطقة السيدة نفيسة وأحد جيران قبر الأشرف خليل بن قلاوون عن حالة الضريح في الماضي أي قبل ما يقرب من 60 عامًا فقط فيقول: إنه "يتذكر كيف أن هذا الضريح كان جميلًا، فأرضيته التي تغطيها كيمان الأتربة الآن هي من الرخام الفاخر، وكان الأتراك يذبحون في ذكري وفاة الأشرف كل عام الذبائح".
وعن طفح المياه الجوفية في الضريح يقول "عثمان" إن "المياه قد تصل إلي ارتفاع ما يقارب المتر في الضريح، وسبب ارتفاع المياه الجوفية ليس المصنع المجاور للضريح أو مجاري المنطقة وإنما بسبب ردم بحيرة عين الصيرة من قبل شركة التعمير والإسكان، الأمر الذي أدي لطفح المياه في الكثير من الآثار وليست القبة الضريحية للأشرف خليل فقط هي الضحية الوحيدة للإهمال.
ويتابع "عثمان" أنه بسبب رديم عين الصيرة من قبل شركة التعمير والإسكان، بحسب قوله، فإن المياه الجوفية قد أغرقت أيضًا مقابر الأسرة المالكة والمجاورة لمسجد السيدة نفيسة من ناحية سور مجري العيون.
وهنا سنكرر السؤال مرة أخرى والذي طرحناه منذ 18 شهرًا متي ستلتفت وزارة الآثار لواحد من أهم رموز الحضارة المصرية، حيث أن ما قام به السلطان الأشرف خليل بن قلاوون يفوق عمليًا ما قام به السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبي في طرد الصليبيين من الشرق وتنظيف البلاد العربية من آثار احتلالهم، وهو بحق صلاح الدين الثاني.
ومن جانبه قال محمد عبد العزيز مدير عام جهاز القاهرة التاريخية، إن مشكلة المياه الجوفية لن يتم حلها من قبل وزارة الآثار منفردة، والأمر يتطلب عمل مشروع متكامل للمنطقة بأكملها تتعاون فيه كل الجهات المعنية.
وأضاف عبد العزيز أن الآثار ووزارة الإسكان تم الاتفاق بينهما على حل المشكلة بالتعاون، وبالفعل تم عمل عدد من الدراسات الاستشارية لمعالجة المياه الجوفية في المنطقة بالكامل وتقريبًا تم الانتهاء من هذه الدراسات، وجاري طرح المشروع للجهات المانحة لبدء تطوير المنطقة.
للاطلاع على الموضوع الذي رصدت فيه الفجر حالة الأثر منذ 18 شهرًا.. اضغط هنا