مشاورات السويد.. إنجاز من نوع آخر للتحالف باليمن
اختتمت مشاورات السلام اليمينة، التى استضافتها مدينة ريمبو السويدية، والتى استمرت أسبوعا، حيث ناقشت الإجتماعات ملفات أساسية تهدف لإنهاء الصراع فى اليمن، من أبرزها ملف الأسرى والمختطفين ومدينة الحديدة، وتسهيل دخول المساعدات إلى تعز، بينما لم يتم التوصل لاتفاق واضح يضمن فك الحصار عن المدينة المحاصرة منذ4 سنوات من قبل الحوثيين، وستم توضيح ذلك فيما يلى.
وافق المتمردون خلال مشاورات السويد للسلام، للمرة الأولى منذ انقلاب ميليشيات الحوثي على الشرعية، والتي ترعاها الأمم المتحدة، على الانسحاب من ميناء مدينة الحديدة، بالإضافة إلى دخول المساعدات إلى تعز (ثالث أكبر مدن اليمن)، التي تحاصرها ميليشيات الحوثي منذ سنوات، والإفراج عن آلاف المحتجزين.
وأكد السفير السعودي لدى واشنطن الأمير خالد بن سلمان، أن جهود التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، أثمرت عن إرغام الحوثيين على الجلوس إلى طاولة المفاوضات مع الحكومة اليمنية، والتوصل إلى اتفاق برعاية الأمم المتحدة.
وأكدت دولة الإمارات العربية المتحدة، على لسان وزيرها للشؤون الخارجية أنور قرقاش، أن هذا الانتصار السياسي غير المسبوق في الأزمة اليمنية ما كان ليتحقق لولا الضغط العسكري لقوات الشرعية والتحالف العربي في الساحل الغربي.
كما قالت الحكومة الشرعية، إن اتفاق الحديدة تحديدا انتصار كبير جاء نتيجة الضغوط العسكرية لقوات الجيش الوطني اليمني، المدعومة من قوات التحالف العربي، على الميليشيات، في جبهات القتال.
واعترف ممثل الحوثيين المدعومين من إيران، بأنه قدم تنازلات كبيرة في مشاورات السويد، وهي تنازلات لم تكن لتتم لولا استشعار الانقلابيين لاقتراب الهزيمة العسكرية.
وكانت القوات اليمنية المشتركة، بإسناد من التحالف العربي، أطلقت عملية تحرير الحديدة في يونيو الماضي، لإنقاذ سكان المدينة من إجرام ميليشيات الحوثي، وتحرير الميناء من المتمردين الذين ينهبون المساعدات الإنسانية، ويتلقون عبره الأسلحة المهربة لهم من إيران، ويهددون أمن الملاحة الدولية، حيث منذ ذلك الوقت، حققت القوات اليمنية المشتركة إنجازات عسكرية واسعة، بسيطرتها على مديريات حيس والخوخة والدريهمي والتحيتا، فضلا عن الشريط الساحلي الواصل بين الخوخة والمطار بطول مئة كيلومتر.
وألحق التقدم الميداني لقوات الشرعية خسائر بشرية ومادية فادحة بميليشيات الحوثي، بعد محاصرتها في المحور الشرقي والجنوبي، وقطع خطوط إمدادها.
بينما كانت قضية الألغام، التى زرعتها الميليشيات الحوثية حاضرة، ضمن الملفات حيث تم الاتفاق على أن تسلم الميليشيا، خرائط خاصة بأماكن هذه الألغام وهو ما شككت فيه الحكومة اليمنية، حيث ترجح أنه لا توجد خرائط لدى الميليشيا، فى الوقت الذى لم يتم قبول الحوثى لمبادرة الحكومة اليمنية بشأن مطار صنعاء.
أثمرت المشاورات، عن عدة اتفاقيات أبرزها اتفاق الحديدة، وقال السفير السعودى باليمن أحمد آل جابر، إن الاتفاق الذى توصلت له مشاورات السويد ينص على انسحاب الحوثى من ميناء ومدينة الحديدة على أن تقوم السلطة المحلية بإدارة الميناء، وتم الاتفاق على عدم استخدام أى تعزيزات عسكرية للحديدة، وتسهيل حركة نقل اليمنيين والمساعدات الإنسانية بالمحافظة، والسماح بآليات لمراقبة الامم المتحدة بشكل ما، وفيما يخص مطار الحديدة لم يتم الاتفاق على موعد محدد لفتح مطار الحديدة .
ومن جانبه، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس، خلال المؤتمر الصحفى، الذى عقد فى ختام مشاورات السويد، التى استمرت أسبوعا، إن اتفاق الحديدة سيسمح بدخول المساعدات الإنسانية، وأشار إلى التوصل لاتفاق تبادل الأسرى، الذى سيتم تنفيذه خلال الأيام المقبلة.
ومن جانبه أكد وفد الحكومة الشرعية برئاسة وزير الخارجية خالد اليمانى، أن هناك لجنة بإشراف الأمم المتحدة ،سوف تشكل لبحث خطوات رفع الحصار عن تعز، وسنذهب لجولة الجديدة من المفاوضات في حال تنفيذ الحوثيين ما تم الاتفاق عليه، وأي تلكؤ في إطلاق سراح المعتقلين سنحمل مسؤوليته للأمم المتحدة و لا ينبغي التفكير في جولات مشاورات جديدة إن لم ينفذ اتفاق هذه الجولة.