الصحافة الروسية تتهم أمريكا بالوقوف وراء "السترات الصفراء"
قارنت العديد من وسائل الإعلام الحكومية الروسية المظاهرات العنيفة لحركة "السترات الصفراء" في فرنسا بـ"الثورات الملونة" التي هزت الجمهوريات السوفيتية السابقة خلال السنوات الماضية، قائلة إنها ترى أيدي الولايات المتحدة التي تريد معاقبة الرئيس إيمانويل ماكرون.
وفي مقال طويل عن أعمال العنف في باريس ومدن أخرى، كتبت صحيفة "روسيسكايا جازيتا" اليومية الرسمية: "إن ضعف ماكرون، مع فرص قليلة لاستقالته، يأتي في صالح ترامب".
وأضافت الصحيفة: "يكفي التذكير بأن رئيس الجمهورية الخامسة أعلن مؤخرًا موقفه كقائد للاتحاد الأوروبي، ودافع عن فكرة جيش أوروبي مستقل عن الولايات المتحدة ودافع عن الاتفاق النووي الإيراني".
وهو ما رأته الصحيفة الروسية كافياً لاعتبار حركة "السترات الصفراء" نسخة من "الثورات الملونة" التي أخرجت جورجيا وأوكرانيا من فلك روسيا من خلال دعم الولايات المتحدة والغرب.
ومن جانبه، اعتبر المذيع الروسي ديمتري كيسلييف أنه من المستحيل أن تكون "زيادة ضئيلة في أسعار الوقود" سببًا في "أعمال نهب وتعبئة جيش من ضباط الشرطة والدخان وإطلاق النار والدماء وسحب الغازات المسيلة للدموع".
وتابع كيسلييف، المعروف أنه صوت الكرملين: "من الواضح أن الحجة غير متناسبة"، مشددًا على أن الأمر "يُشبه التصدير الأمريكي لثورة ألوان. وكل ذلك لأن الرئيس ماكرون تحدث عن ضرورة وجود جيش أوروبي".
أما التصريحات الرسمية الروسية، فقد نأت بنفسها عن هذا التفسير، حيث أكد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن حركة السترات الصفراء "أمر داخلي خاص بفرنسا فقط. بالنسبة لنا، من المهم ألا تتسبب هذه الاضطرابات في سقوط ضحايا أو جرحى، بصفة خاصة في صفوف المواطنين الروس".