"مصر بتطمن".. "الفجر" تعايش صفوف الانتظار بـ "100 مليون صحة".. ومواطنون: "حملة الغلابة" (صور)
صفوف من المنتظرين، منهم من تملأ التجاعيد وجوههم ويدب الشعر الأبيض رؤوسهم، وآخرين في ريعان شبابهم، لكن أغلبهم يشبهون العجائز أثناء لحظات انتظارهم، يقفون في ترقب شديد لنتيجة الفحص الذي قد يدخلهم في دوامة البحث عن العلاج للتعافي من مرض أطلق عليه الأطباء "القاتل الصامت"- الالتهاب الكبدي الوبائي "فيروس سي"، أو البشارة بخلو أجسادهم من المرض.
"هنا تحاليل فيروس سي.. تعالوا علشان تطمنوا".. هكذا تضامن أحد المواطنين البسطاء مع حملة "100 مليون صحة"، والتي بدأت مرحلتها الثانية مؤخرَا، لينادي على من يمر بجانب نقطة الفحص في إحدى محطات مترو الأنفاق، مقتطعًا بضعًا من الساعات من وقته ليحفز المواطنين على إجراء التحليل والاطمئنان على صحتهم.
"محمود الليثي"، عامل نظافة في محطة مترو أنفاق العتبة، يقترب عمره من السبعون عامًا، بعد أن سمع الإذاعة الداخلية بالمحطة تعلن عن وجود الحملة داخلها، أسرع بالذهاب إليها ليجري التحليل ويطمئن على صحته، ليقول في حماس شديد "أنا بأسمع عن الحملة من فترة وحتى لو مكنتش جت هنا كنت هروح أحلل يوم إجازتي",
وأثناء انتظاره لنتيجة التحليل الخاص به، أوضح وعلى وجهه ابتسامة تفاؤل أنه لم يكن يشكو في السابق من أي أعراض مرضية وأن دافعه لإجراء التحليل هو الاطمئنان والتأكد من عدم اصابته بالفيروس، خاصة وأن الشركة التي يعمل بها لم توفر له إجراء أي تحاليل، مشددًا: "الحملة مفيدة للغلابة اللي زيي"، وموجهًا الشكر إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي لتبنيه تلك المبادرة.
بساطة هذا الرجل السبعيني وتفاؤله لم تظهر على آخرين ممن هم في نفس فئته العمرية والشباب أيضًا، فعلى الجانب الآخر كان هناك من ينتظر نتيجة التحليل الخاص به في قلق شديد، ليشرد بخياله إلى ما بعد ذلك في حال تأكده من إصابته بالفيروس والدخول في معاناة رحلة العلاج، كان ذلك هو حال "حسن زينهم"، في أواخر الستينات من عمره وعلى المعاش، والذي قام بإجراء التحليل هو ونجله بالعقد الثاني من عمره.
انتهى الرجل الستيني ذو الشعر الأبيض من إجراء التحليل الخاص به ليتوجه بعدها إلى مكان الانتظار وعلى وجهه توتر شديد، إلى أن نادت عليه طبيبة لتسلمه نتيجة تحليله وتكشف له أنه مصاب بالفيروس وتقرر تحويله إلى المستشفى التابع لها، حيث يتم تحويل المصابين إلى مستشفيات تابعة إلى مربعاتهم السكنية .
تحول التوتر والقلق إلى حالة من الحزن انتابت الرجل ونجله، ليقول بصوت متقطع: "أشعر بأن الحياة أظلمت أمامي.. أصابتني الكآبة والقلق والخوف على مستقبلي ومستقبل أولادي"، ليحمل كارت المتابعة الخاص به حاملًا معه صدمته منصرفًا عن المكان.
وتوجهت سيدة ثلاثينية مرتدية عباءة بسيطة نحو الطبيبة لتقوم بقياس الضغط لها ثم بدأت تحليل السكر والكشف عن فيروس سي بشكة واحدة علي الكواشف الخاصة بالڤيروس، لتخرج بعد ذلك وتروي تجربتها مع الفحص، لتقول إنها أرادت أن تخوض التجربة وأنه كان لديها فضول من أجل الاطمئنان على صحتها حتى وإن كانت لم تشكو في السابق من أي أعراض للمرض.
وتضيف أن الطبيبة أجرت لها فحصًا شاملًا "ضغط- سكر- فيروس سي"، وأن التحليل كانت نتيجته سلبية، مؤكدة أنها ستخبر زوجها وباقي أسرتها لخوض نفس التجربة والاطمئنان على صحتهم باستغلال تلك الفرصة خاصة وأن التحاليل تتم بشكل مجاني دون مقابل.
وتستهدف المبادرة التي أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي، التوصل إلى مصر خالية من فيروس سي بحلول 2020، وذلك من خلال إجراء الفحص على نحو 50 مليون مواطن، للكشف المبكر عن الإصابة بفيروس الالتهاب الكبدي (سي)، وكذلك الكشف المبكر عن السكري وارتفاع ضغط الدم والسمنة.