لافروف يشكك في "القدرات الذهنية" لرئيس أركان الجيش البريطاني
وتابع وزير الخارجية الروسي: "سمعت من قبل تصريحات كثيرة مشابهة على لسان وزير الدفاع البريطاني".
وأضاف: "لا يمكننا التأثير على قرارات الحكومة البريطانية في ما يتعلق بتعيين قادة قواتها المسلّحة".
تصريحات لافروف اللاذعة جاءت رداً على الجنرال مارك كارلتون سميث، رئيس هيئة أركان الجيش البريطاني، الذي قال في مقابلة مع صحيفة "دايلي تلغراف"، البريطانية إن "روسيا تمثّل اليوم بما لا يقبل الجدل تهديداً أكبر بكثير على أمننا القومي من تهديدات الإسلام المتطرف مثل القاعدة وتنظيم داعش الإرهابي".
وقال رئيس الأركان البريطاني إن روسيا "تبذل جهداً ممنهجاً لاستكشاف نقاط الضعف لدى الغرب واستغلالها، خاصة في بعض النواحي غير التقليدية مثل الإنترنت والفضاء وأساليب الحروب تحت الماء".
وخلال مؤتمر صحافي عقب لقائه الرئيس البرتغالي، قال لافروف إن "تلك الاتهامات ليست جديدة".
وأوضح وزير الخارجية الروسي، أن الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، كان قد "وضع روسيا في مصافي فيروس إيبولا" خلال خطابه أمام الجمعية العام للأمم المتحدة.
ويبدو أن لافروف كان يشير إلى خطاب ألقاه أوباما في 24 سبتمبر تحدّث خلاله عن الخطر الذي تشكّله روسيا على "نظام ما بعد الحرب" بخاصة عبر سلوكها في أوكرانيا ودعمها للتمرّد على سلطات كييف.
وانتقل بعدها أوباما للحديث عن الجهود الأمريكية لاحتواء تفشي وباء إيبولا من دون أي إشارة لروسيا.
تدهورت العلاقات بين بريطانيا وروسيا، إلى أدنى مستوياتها هذا العام بعد اتّهام لندن للاستخبارات العسكرية الروسية بتسميم الجاسوس الروسي السابق سيرجي سكريبال وابنته في سالزبري، بواسطة غاز الأعصاب "نوفيتشوك" المحظور.
وتسببت الحادثة بموجة طرد دبلوماسيين متبادلة بين موسكو والغرب، وبتشديد العقوبات الأمريكية على روسيا.
وقال كارلتون سميث 54 عاماً إنه "بعد الهزائم التي مني بها تنظيم داعش الإرهابي على أرض المعارك في سوريا والعراق، فإن على التحالف الغربي أن يركّز الآن على التهديد الذي تشكله روسيا، وأن يفعل ذلك من خلال حلف شمال الأطلسي".
وأكد رئيس الأركان "لا يمكن أن نكون لامبالين حيال التهديد الذي تشكله روسيا أو أن نتركه بدون التصدي له".
وقال إن "أهم رد عسكري تقليدي على روسيا هو في الاستمرار في بناء القدرات والتماسك داخل الحلف الأطلسي".
ومقابلة كارلتون سميث، هي الأولى له منذ تعيينه رئيساً لهيئة الأركان البريطانية في يونيو الماضي.
وجاءت تصريحاته بعد زيارة القوات البريطانية، المتمركزة في استونيا كجزء من مجموعة قتالية تابعة للحلف الأطلسي في إطار مهمة ردع أي عدوان من روسيا المجاورة.